بقلم/ الفضل يحيى العليي
الذكرى الاولى لتولي المجلس السياسي الأعلى إدارة البلاد ذكرى عزيزة على قلوبنا وخطوة ممتازة باركها مجلس النواب والذي انعقد في حينه لاستئناف جلساته، وممارسة مهامه وصلاحياته الوطنية، وتأييده ومباركته لتشكيل المجلس السياسي الأعلى، ومن ثم منحه الثقة لحكومة الإنقاذ الوطني برئاسة الاستاذ الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور الأمر كان له بالغ الأثر في تحصين وتماسك الجبهة الداخلية وتثبيت وتعميد شرعية الداخل التي تكتسب قوتها وحضورها من دعم وصمود أبناء الشعب اليمني ووقوفهم إلى جانب قيادتهم السياسية ومؤسساتهم الدستورية، وجيشهم ولجانهم الشعبية في مواجهة صلف العدوان السعودي الأمريكي.

  ولن ننسى يوم 28 من يوليو يوم توقيع الاتفاق السياسي التاريخي بين أنصار الله وحلفائهم والمؤتمر وحلفائه، ثم إشهار المجلس السياسي الأعلى في السادس من أغسطس 2016م ثم أداء اليمين الدستورية في 14 أغسطس 2016م ثم استلام السلطة من اللجنة الثورية في 15 أغسطس التي نحتفل اليوم بهذه المناسبة وحقيقة لقد تحمل المجلس السياسي الأعلى مسئولية كبرى في إدارة شئون البلاد في ظل عدوان وحصار لا يزال على أشده مستمراً حتى الآن، ولا يزال يفتك بمقدرات الشعب ومحاصراً كل مصادر دخله التي كانت تمثل الحد الأدنى لتوفير احتياجاته في الظروف الطبيعية, ناهيك عن تغطية احتياجات الشعب في ظل العدوان والحصار والذي سيطر من خلاله العدوان على مقدرات البلد ولم يبق سوى ميناء الحديدة الذي يخضع للحصار والمضايقة والتفتيش من دول تحالف العدوان وهذا المورد لا يمثل % 5من إجمالي الـ % 20المتبقية بعد السيطرة على النفط والغاز والتي أيضاً تقع كلها تحت سيطرة العدوان وذلك يعني أن الدخل القومي لا يساوي % 5 من التزامات الدولة والتي يقع تحت سيطرتها   
%80  من هذه الالتزامات سواء المرتبات أو بقية الالتزامات بينما العدوان المسيطر على كل المقدرات لا تتعدى التزاماته في المناطق التي سيطر عليها % 20  وهي نفس هذه التحديات التي استطاعت اللجنة الثورية العليا مواجهتها والتغلب عليها بتكاتف جميع المخلصين وملء الفراغ السياسي بعد استقالة الفار هادي ورئيس الحكومة السابقة، وبفضل الله وتضحيات الشهداء العظماء والجرحى الصابرين وجهود المخلصين استطاعوا امتصاص الصدمة بداية العدوان وتجاوزوا كل الصعاب وحافظوا على مؤسسات الدولة.  وكان لهم الفضل سواءً الثورية العليا أو القائمين بالأعمال في الحفاظ على المؤسسات وترتيب وضع البلد سياسياً, حتى جاءت الفرصة بالاتفاق السياسي ليشترك الجميع في إدارة البلد وبالذات القوى الفاعلة المؤثرة ممثلة بالمؤتمر الشعبي العام وحلفائه وأنصار الله وحلفائهم وتوج ذلك بالمجلس السياسي الأعلى ثم تشكيل الحكومة.  من جانبه علق الشعب على المجلس السياسي الأعلى آمالاً كبيرة عبًر عنها بخروجه ومباركته لخطوة الاتفاق السياسي وتشكيل المجلس السياسي الأعلى وهي تجربة مرت بالكثير من التحديات والمنعطفات، حيث حصلت عدة أزمات وعدة محطات كادت أن تعصف بالمجلس السياسي الأعلى وشلت من قدرته على أداء مهامه واستغرقت وقتاً وجهداً كبيراً لتجاوزها كان منها أربعة أشهر حتى تم تشكيل الحكومة والتي جاءت على مؤسسات عانى كوادرها من انقطاع رواتبهم لأشهر لولا وطنيتهم واستشعارهم لمسئوليتهم لكان الوضع أسوأ, ناهيك تعرض بنيتها التحتية لكل أنواع الاستهداف من قبل العدوان.

كل ذلك ترافق طيلة عام من عمر المجلس مع تصعيد للعدوان على كل المستويات العسكرية والاقتصادية والأمنية والإعلامية وفتح خلالها مسارات جديدة لاختراق الجبهات ومحاولات كثيرة لاحتلال البلد.   لقد كان تماسك مؤسسات الدولة وقيامها بدورها في ظل الإمكانات والظروف الصعبة شيء مهم لهذا البلد والذي في المقابل نشاهد العدوان ومرتزقته الذين يملكون الإمكانات الهائلة والدعم الإقليمي والدولي اللامحدود ويسيطرون على كل مصادر وموارد البلد لم يستطيعوا أن يحققوا أي انتصار ميداني عسكري أو سياسي...الخ، وهذا شيء يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار عند الجميع.  الدكتور بن حبتور وأكثر من رسالة للعدوان: رئيس الوزراء الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور  بالرغم من مسؤلياته الكبيرة في ادارة الحكومة الا اننا نجده في اول الصفوف في كل المناسبات والفعاليات الوطنية واخرها النزول الميداني لرئيس حكومة الانقاذ الوطني عبدالعزيز صالح بن حبتور الى خطوط التماس في الجبهات مع قوى العدوان ومرتزقتهم وحضوره الى جانب المقاتلين الابطال من الجيش واللجان الشعبية في مواقع الشرف والبطولة والفدا كان له أثره في رفع معنويات المقاتلين ورفد الجبهات بالرجال والمال من خلال حرصه على مشاركة المقاتلين وقيادتهم في معسكرات التدريب احتفالاتهم بتخريج دوراتهم القتالية وتوجههم الى الجبهات.. رئيس حكومة الانقاذ الوطني يمثل هكذا نزول ميداني ومشاركة المقاتلين صنع الانتصارات العسكرية له أكثر من دلالة سياسية واكثر من رسالة على مستوى قوى العدوان تحالف الخارج أو على مستوى مرتزقتهم في الداخل.

نعني أن يحسنوا قراءتها جيداً ذلك أن شعباً يقف اليوم جيشه ولجانه الشعبية وقبائله الاحرار على مختلف محاور التماس براً وبحراً وجواً متوغلاً في ما وراء الحدود شمالاً ضارباً عمق العدو السعودي بقواه الصاروخية مدمرا بوارجه الحربية.. مسنودا بقيادته السياسية والعسكرية من الصعب على مثل هكذا تحالف هش من قوى العدوان تحقيق أهدافه ومآربه الشيطانية والاستكبارية، فهل يحسن الأعداء قراءة مثل هكذا رسائل!؟! ونرجو ان يستمر هدا التناغم في العمل بين القيادة السياسية والحكومة لمافيه مصلحة البلاد وان يوفقهم الله لأن يتجاوزا هذه الحرب المشؤمة ونصل الى الانتصار على قوى العدوان الباغية بفضل تكاتف الجميع.. وما النصر الا من عند الله.
 

حول الموقع

سام برس