سام برس / تونس/ شمس الدين العوني
استذكار جميل للدورة التأسيسية و حديث الأعماق بالمنابر و حلم بالحي الفني و بالمتحف ..

....معرض و كتب و مقالات و صور و ....حديث الذكريات عن التأسيس قبل أكثر من30 سنة
الفرنسي برنار عن عوالم الصورة و قويعة و أغنية المهرجان و فاتح عن الرقيق و المحرس و بن حمودة عن الكتاب و الشامخي عن السينما و الفيلم الأخير....

عاد الفنانون و ضيوف تونس من حيث جاؤوا و لكن ظلت ظلالهم و أنفاسهم و كلماتهم و تلويناتهم و تشكيلهم...و ..قائمة بالمكان و عالقة بما نسجته المدينة من ميم المحبة و هاء الدهشة و دال الابداع..و هكذا....المدينة الطفلة الجميلة الساحرة ببراءة أفعالها و محبتها و هي توزع ياسمينها على الوافدين ..نعم اكتملت حصص الدورة الثلاثين للمهرجان الدولي بالمحرس و برنامجها المفعم بما في الدورة الأولى من لون و ظلال بحجم الحلم و كما اتفق من حيث دعوة عدد من رواد و ضيوف الدورة الأولى..مرت اذن من المحرس تلك الكلمات و الألوان و بقيت شهادات الفنانين و المبدعين و الضيوف و قد نجحت حصص المنابر و ازدانت بشهادات الفنانين ..و ها هي كلمات الفرنسي برنار الخبير و الباحث و الفنان و التي تجولت برواد المنابر في عوالم الصورة و جدلية العقل و الروح في التعاطي مع الصورة و الفنان و العاطفة لحظة التصوير و ما الى ذلك من المكونات العلمية و المعرفية ضمن حقول الفن الفوتوغرافي..

فعلا (دوخنا هذا البرنار ) بفداحة عمق ما قدمه في المنابر و هذا كسب هام ثقافيا و فنيا لهذه الدورة..المبدعة في السينما و الصورة و الجامعية سنيا الشامخي و في عرض لآخر أعمالها حيث انتظم في السهرة لقاء فيه عرض و نقاش لفيلم " عزيز روحو " التي  كانت فنانة بحجم الحلم و البحث عن الأسئلة في هذا التعاطي المخصوص في شواسع السينما ..و نذكر كذلك شهادة الفنان بشار العيسى في ضرب من الحسرة ليقول بالقطع مع العرض و المعارض و لابأس من مواصلة الرسم..رسوم و لوحات ضمن الخطوط و السواد المنتشي بالآلام و القهر و الجراح..الفنان الناقد الذي ابتكر نشيد الدورة في شعر من آداء الفنان الشابي حيث السفر مع رومانسية غنائية سعت للتعبير عن روح المهرجان و شهادة عن الرسم و الشعر و المهرجان و الفن التشكيلي التونسي..و حديث آخر بمثابة الشهادة عن الفن من قبل الفنان و الناقد فاتح بن عامر و سفر فارق في ذكريات و ذاكرة المهرجان بكثير من تفاصيل المكان و الحالة و الفن و اطلالة الفنان الكبير رؤوف بن عمر هذا الحامل لمسيرة طويلة في دروب المسرح و التلفزيون و التمثيل و هنا المحرس و المهرجان في حوار التجاور مع الفنون الأخرى ..الناقد بن حمودة و فكرة الكتاب المفعم بحيز من منابر الدورات السابقة في فسحة من ذاكرة الفنون المحرسية عبر مسيرة المهرجان..ريم عطية الفنانة الأخرى بعدسة البغتة و الدهشة مثل فراشة من ذهب الأزمنة ..حابة بتفاصيل لببرنامج يسهر عليها و يتابع الدقائق و هو الشاهد و المشارك في فكرة التأسيس ذات ليل حين باغته الراحل يوسف الرقيق بطرق باب منزله ليقترح عليه بعث مهرجان...هو المهرجان الدولي للفنون التشكيلية بالمحرس ..قبل 30 سنة و أكثر..كان و تم ذلك..محمد قدوار الرئيس و الجهد حرصا على انجاز البرنامج و دوام الاشعاع و الاحتفاء بالناس هناك..

تفاصيل جمة حملها دورة الثلاثين بيهة دورة البداية و هكذا هي  المدينة الجميلة المحرس بعد و قبل فعاليات مهرجانها الدولي الذي افتتحه وزير الشؤون الثقافية الدكتور محمد زين العابدين و بحضور مندوبة الثقافة بصفاقس السيدة ربيعة بلفقيرة و تم  بحضورالضيوف من الفنانين و المبدعين من جهات العالم و في الفضاء التاريخي لمقر جمعية مهرجان المحرس الدولي للفنون التشكيلية و بحضور عدد من الاعلاميين و وسائل الميديا و الفنانين و المثقفين و تم من قبل الوزير تدشين ساحة الفنون بالمحرس و افتتاح الدورة 30 من المهرجان الدولي للفنون التشكيلية...

انها الدورة 30 التي تستذكر تلوينات و أجواء التأسيس  في الدورة الأولى شكلا ومضمونا بشعارها « الفن يزدهر في الشارع » و بينت أسرة الهيئة في الندوة حرصها على أن تكون الدورة (30) بخصوصياتها  إستثنائية في نطاق البرنامج و أسماء الضيوف  ومع مرور نصف عقد على  رحيل الفنان   يوسف الرقيق  كما كان هناك استعراض للجوانب المالية و الميزانية التي يرى المهرجان الحاجة الى تطويرها بالنظر للتكاليف حيث ظلت منذ 15 سنة على نفس المبلغ فيما ارتفعت التكاليف و المصاريف و مثلما أشار الى ذلك السيدان حابة و قدوار  و خاصة انشاء المتحف و حي الفنانين كما تطرق الدكتور بن حمودة الى أهمية الكتاب الصادر مع الدورة و هو كتاب يحتوي على لقاءات المنابر بخصوص الفن و خروجه الى الشارع و هنا قيمة توثيقية للمهرجان تنفع الباحثين و الدارسين في هذا السياق ..البرنامج متنوع و يبرز انفتاح الفن التشكيلي و المهرجان على فنون مجاورة كالشعر و الموسيقى ...و بالنسبة لهذه الدورة 30 لسنة 2017 للمهرجان الدولي للفنون التشكيلية بالمحرس و تحت شعار "30سنة من الإبداع " و بروح الدورة الأولى شكلا و مضمونا  والتي كان شعارها : "الفـــن يزدهر في الشـــارع" تمت دعوة خاصة لثــلة من أهـــل الثقافــة و الفــن الذين شاركوا في مختــــلف الدورات السابقة لتأثيث ورشـــات تنتشر في كامل أرجاء المدينة  لانجاز الجداريات و المجسمات و نشط الشـارع من قبل عديد الفرق الموسيقيــة و الشعبية كما كان هناك حضور متميز وذلك بالتوازي مع منـــــــــــــابر التواصل و التلاقي بين كل من  يهتم  بالشأن الثقافي و الفني وتجربة المهرجان الدولي للفنون التشكيلية كما تم انجاز مجسم يخلد هذه الدورة .و من أنشطة و محاور الدورة الورشات والمعارض و منابرالمهرجان والعروض الفنية .و قد انقسمت الورشات إلى ورشات الأطفال و اليافعين و ورشة الفنانين بالإضافة إلى ورشة الترميم و صيانة الأعمال الموجودة في حديقة الفنون وسيكون  لورشة  الجداريات دور أساسي في هذه الدورة . و كان معرض الافتتــاح بما تم إنجازه في مختلف الدورات السابقة  و سيكون العمل على أن يتجول المعرض ببعض معتمديّات ولاية صفاقس و ولايات الجمهورية و تميزت الدورة بمعرض توثيقي  خاص بمنشورات المهرجان و المعلقات و أهم  المقالات الصحفية و صور لكبار المبدعين الذين شاركوا في مختلف الدورات  و كان معرض الاختتام حاضنا للأعمال المنجزة خلال الدورة الثلاثين...
هكذا عاد الفنانون الوافدون من أمكنة بكل من  لبنان- سوريا- الكويت- سلطنة عمان  - المملكة العربية السعودية- فلسطين- مصر- ليبيا- المغرب- الجزائر- الأردن- السودان- فرنسا.- اسبانيا-البرازيل- جزر الموريس.. بعد سهرة الفن و التكريم بفضاء سيدي بوسعيد الفسيح و على ايقاع الموسيقى حيث كان المجال التكريمي شاملا للجميع من مشاركين و ضيوف و خاصة  الفنان الراحل اللبناني " وجيه نحلة " بتقديم الكاتب العام للمهرجان اسماعيل حابة و الفنان بشار العيسى و الدكتور نزار ظاهر .. استمتع الضيوف بالرحلة  البحرية إلى يونقة  و زيارة معلم يونقة و حفل لطبال قرقنة مع أمسية للشعر الشعبي  و ورشة تصوير مع تنظيم أمسية فلكية وحصة تصوير لغروب الشمس بمساهمة قصر العلوم بالمنستير و في السهرات بالمهرجان في هذه الدورة  كانت هناك فسحة مع البالي الروسي و بعده مع فرقة محمود التركي  و  زيارة الميناء و شاطئ الشفار و صور لشروق الشمس(ورشة التصوير ) الى جانب الشعر و تلوينات القصائد مع الشاعرين الجميلين سمير العبدلي و الهادي القمري في سياق اطلالة أدبية للكاتبين نورالدين بوجلبان و خالد الغريبيو طغت موسيقى المكان و الحنين و التكريم و الشهادات و رمز المهرجان  وتم توزيع الميداليات و الجوائز على المشاركين في فعاليات  الدورة 30  بفضاء سيدي بو سعيد لتتواصل فقرات المعرض المفتوح لأعمال الدورة  ..و هكذا فتحت  المحرس الصفحة الموالية لما بعد سن الثلاثين لمهرجانها الذي نجح وطنيا و عربيا و عالميا في أن يكون المجال التشكيلي بجهة جميلة من صفاقس  و ليظل مشروع مدينة الفنانين و المتحف قائما و جديرة به المحرس الساحرة وفق عوالم الفن و الحلم..

حول الموقع

سام برس