سام برس / تونس/ شمس الدين العوني

الفن التشكيلي من خلال فنانين من العالم ..ضمن المكان لفن الحاضر ..التظاهرة التي مثلت  المجال الفسيح للفن التشكيلي بمشاركة عدد كبير من الفنانين التونسيين والعرب والأجانب و هي التظاهرة التي تحتفي بالمكان كمجال حيوي وجمالي ونفسي وثقافي وعضوي  لابراز فنون الحاضر وتعبيراتها المتعددة.

الفعالية.. تنوع أساليب وأجيال مشاركيها من الفنانين و تعدد محاورها ومساحاتها التي تشمل الأنماط و التجارب و التيارات في تنوعها و تعددها  ".... أيضا نحن تعلمنا من التجربة وهناك الكثير من الملاحظات والاستنتاجات التي سنعمل على تداركها في الدورة القادمة وجميعها تصب في كيفية نحت خصوصية المفهوم الذي يقوم عليه لقاء المكان لفن الحاضر . فشكرا لجميع الفنانين الذين لبوا دعوتنا ...»..هذا ما قاله منسق الفعالية الفنان والاعلامي والمسؤول بجمعية المكان المذكورة عمر الغدامسي في الدورة السابقة ..

وكانت  جمعية المكان لفن الحاضر قد حرصت على انجاح مختلف ملامح البرنامج المخصص للدورة الثالثة  لهذه التظاهرة الدولية المعروفة بـ « المكان لفن الحاضر »والتي تنشط وتنتظم  بجرجيس الساحرة غير بعيد عن جربة الجميلة..اذن الفعاليات فيها تفاعلات وتعاون وتبادل خبرات وفنون وتواصل بين المدعوين من الفنانين ونشطاء الفنون التشكيلية من عدة دول عربية وأجنبية قولابالتعدد والتنوع تحت لافتة الفن الجامعة للأنواع والأنماط والأشكال.. إنها لعبة الفن في إدارة الاختلاف ودعم الوجدانيات والانسانيات في عالم يسير نحوكونه يتحول الى متحف مهجور والانسان الى رقم ولكن للفن فكرة أخرى وهي الحياة للجميع والمجد للتنوع والكائن هوابداع وأفكار وبناء وليس الجماد والأرقام..انه البعد الجمالي والقيّم في تصنيع الحاضر الجميل نحتا للكيان وقتلا للسقوط..انه الفن زمن الكوابيس ...و كانت الدورة السابقة قفصة المهرجان  مجالا لعناوين أخرى منها مثلا وضمن تيمة المكان «الحوض المنجمي ذاكرة... ومكان» حيث شهدت تربتها هذه الفعاليات بعد دورة أولى سنة 2015 بسيدي بوسعيد ضمن سياق الأفكار والرؤى التي انبنت عليها الدورة الأولى حيث الفن جسر تواصل بين الشمال والجنوب والمشرق والمغرب ضمن تلوينات جميلة يقترحها الانسان، فالمكان متنقل ومفتوح بخصوص الاختلاف وتعد مشاركة الفنانين من حيث قيمتهم الفنية ودأبهم التشكيلي والجمالي مبادرة قوية في هذه  التظاهرة  التي انطلقت  بعد حادثتي متحف باردو ونزل سوسة وكانت المبادرة ضمن   عنوان  «لقاء المكان الدولي لفن الحاضر» بمثابة البعد التحرري ضمن سياقات الفن وضد قتل الاختلاف وتأصيلا للتنوع ضد التنميط.

 الآن...جرجيس المكان و المجال ( من 20 الى 30 أوت 2017 )...التظاهرة هي نقطة التقاء الفنان مع المواطن وبمثابة مجال للحرية الفنّية والتعبير والانفتاح ..جوانب ثقافية وأكاديمية وفنية تخص الفعالية وبرنامجها وخصوصا القيمة الابداعية لعدد من الفنانين من ضيوف التظاهرة وهو ما سيضفي عليها طابعا جماليا واجتماعيا مهما... أنشطة وفقرات أخرى في هذه الفعالية المحتفية بالمكان ضمن  « المكان... لفن الحاضر» ..انها فسحة الفعل التشكيلي في المكان..هي  تظاهرة تنحت كلمات ملونة ومتحركة للتفاعل بين فناني العالم والفنانين التونسيين ضمن جهات الدواخل وشواسع القرى والأرياف حيث البراءة الأولى..والفن في النهاية هوالبراءة بعينها ...
الدورة الثالثة..ومكان آخر..جرجيس..وما أجمل أمكنتنا التونسية الفسيحة في جهات البلاد المتعددة ..والفن هو لاكتشاف الأمكنة أيضا والتعريف بها جماليا..وهذه بعض مرامي جماعة المكان....الفن والمكان و...المكانة مرة أخرى..
هي جرجيس..من 20 الى 30 أوت الجاري بمثابة  عاصمة للفنون التشكيلية و بفنانين كبار من مختلف الجنسيات بالاضافة الى فنانين من تونس الكبرى ومن ولاية مدنين.
باعداد و تنظيم من جمعية لقاء المكان الدولي للفن الحاضر و في الدورة الراهنة أنشطة  عديدة كالورشات القارة و ورشات الفضاء العمومي بالميناء التجاري والسياسي بجرجيس الذي عاد لاستقبال البواخر السياحية القادمة من الضفة الشمالية للمتوسط و ورشات ساحة الفنون وحارة اليهود و فضاءات أخرى.

هناك أنشطة ضد الفساد بعد شراكة مع الهيئة الوطنية لمقاومة الفساد فالندوة الفكرية التي ستنتظم يوم 24 أوت حول ظاهرة «الحرقة» و صلتها بالفساد بمشاركة باحثين من الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد والمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية و الورشة المعنية بالكتابة و ميثاق المبدعين ضد الفساد.... و هناك نصيب للأطفال في هذه الدورة مع  ورشة في الزوارق الورقية، باشراف الرسام حسين مصدق بدار الثقافة جرجيس بشأن موضوع «الحرقة» و كوارثها  الى جانب  جدارية جماعية وسط مدينة جرجيس لمكافحة الفساد كما نجد مشاركة منسق المعارض الاسباني انطونيو لاراكوارو... كل هذا مع محطات عن الخصائص التاريخية والاجتماعية والبيئية للمكان ..جرجيس...
و هكذا... الفن التشكيلي من خلال فنانين من العالم..و لتظل جرجيس في القلب.. و في قلب الحدث التشكيلي الهام..الآن و هنا..

حول الموقع

سام برس