بقلم / عبده مسعد
بعد أن أطفأوا حياتنا وأحرمونا من نعمة الكهرباء التي لم نكن نشعر بها ولا بنعمة الألف والألفين التي كنا نتلكأ في تسديدها إلى خزينة الدولة نهاية كل شهر ونحن مولعين سخانتين وثلاث وثلاجة كبيرة وغسالة ودينمو خزان الماء وكل القناديل أبو مائة وأكثر وكاوية الملابس والتلفزيونات ..

واليوم ندفع مئات الآلاف للطاقة الشمسية وبمرور عام أو عام ونصف تنتهي فاعلية البطاريات ونحتاج إلى بطاريات جديدة ونجد أنفسنا ندفع ما يصل إلى عشرة آلاف وأكثر شهرياً ولا نستطيع تشغيل نصف سخانة ولا ثلاجة ولا غسالة ولا كاوية وبالكاد تكفي بطارية العام للإنارة المتوسطة..

ومنذ ذلك الوقت الذي يقترب من الثلاث سنوات ونحن بلا كهرباء ومتحملين وصابرين لأن العدوان السعودي الأمريكي يحتاج لأن نقاومه ونقف في وجهه بالمرصاد ونفدي أرضنا ووطننا بارواحنا ودمائنا وليس فقط بالكهرباء وبقية احتياجات الحياة.

 ولأننا بلا كهرباء وبلا تلفزيونات فقد أصبحت الإذاعات رفيقنا الدائم وخاصة في الفترة الليلية التي نسمع فيها اذاعات عدة وبرامج كثيرة.

 والمؤسف أن الفترة الأخيرة ظهرت عدد من الإذاعات كمثيرة للفتن ومشعلة لنار الاحتقانات والاختلافات وتريد أن تفكك الجبهة الداخلية بإيجاد خلاف بين المواجهين للعدوان والصامدين والثابتين ، ولذلك بدأت في الفترة الأخيرة اتجه لسماع الإذاعات التي تبتعد عن إثارة الفتنة وتسمعنا ما يسلي على قلوبنا في ظل الوضع المحزن والحرب الظالمة التي يشنها العدوان فنحن شعب قوي وشجاع وسنظل صامدين مهما كان الثمن وسنمارس الحياة الطبيعية ونقيم اعراس الزفاف ونحتفل بخريجي الجامعات وبالانتصارات وبتكبيد العدو الخسائر والهزائم ، وسنغني ونسمع الأغاني أفضل بألف مرة من سماع مشعلي الفتن في الصف الموحد والقوي المواجه للعدوان والحاقدين ممن لا يسمعون لتوجيهات القيادات الكبيرة بالابتعاد عن الإتهامات وزرع الفتنة.

وللأمانة بعد أن كنت مستمعاً مواظباً كل مساء للاذاعات التي تزيدني فخراً بوطني وبمواقفنا ضد العدوان وتحمسني كما تحمس غيري على الذهاب إلى الجبهات أصبحت الآن متابع للاذاعات التي تبث برامج بعيدة عن بث السموم والاحقاد والفتنة وتبث سمرات ليليلة كما تفعل إذاعة (إيرام أف أم) التي نسمع فيها دائماً أغاني فقط ولفنانين لم نسمع عنهم ولم يكن للاذاعة سوى البرنامج الرائع هدار وداويه الذي تفوقت به على بقية الإذاعات..

وقبل أيام فتحت الاذاعة وسمعت مجابرة باللهجة العامية فشدني ذلك وظليت أسمع فعرفت أنه برنامج ( سمرة ) وخصصت الحلقة عن الزفة الخاصة بالاعراس وسمعت معلومات مفيدة واستمتعت بعدة الوان للزفة ومن يومها أفتح ليليلا إذاعة ايرام وأحياناً أجد البرنامج سمرة وأحياناً لا أجده ولا أعرف بالضبط في أي أيام يتم بثه ،ومن ضمن ما تابعته حلقات أخرى مع فنانين كبار أمثال الفنان العملاق أحمد الحبيشي والفنان الشاب الأفضل على الساحة اليمنية حسين محب ومثل هذه السمرة في إذاعة ايرام مطلوبة ورائعة وخاصة هذه الأيام بدلاً من سماع المأزومين والحاقدين وسيكون للاذاعة شأن كبير بهذا البرنامج وبرامج اخرى لو اهتمت بادخالها ضمن خارطتها فهو من البرامج المتابعة والمستحسنة خاصة في الليل وياحبذا لو عملت ادارة الإذاعة وطاقم البرنامج على إضافة الأناشيد والزوامل والألوان الغنائية والثقافية اليمنية المختلفة وقامت باستضافة عدد من ابرز المبدعين في أداء الأناشيد وفي الزوامل وخاصة المحفزة والمشجعة على مواجهة العدوان والذهاب للجبهات ولا تقتصر الإستضافة على الفنان أو المنشد بل تتوسع لإستضافه الشعراء والملحنين ويشمل الحوار ذكر الشواهد التاريخية والتعريف بالشعراء والمناسبات التي قيلت فيها الكلمات والقصائد ،  وشكري العميق لإذاعة ايرام فسمره أفضل من فتنة في أي إذاعة أخرى لا تدرك معنى قوة الجبهة الداخلية وما معنى تفككها ، وشكراً للأخ شفيق الغرباني الذي أثبت أنه يمتلك مخزون ثقافي عن التراث الغنائي اليمني وتمكن من تقديم برنامج سمرة بلا تكلف مما يجعلنا نستمتع بسهرات إيرام وكأننا متواجدين فيها.

حول الموقع

سام برس