بقلم / محمود كامل الكومى
أول أمس 1292017 كان أنتحار جماعى لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية , ليكون ذلك تجسيد لممارسات عملاء الصهيونية منذ أمد تجلت فى العام 2011 , بتبرير تدخل الناتو لتدمير ليبيا ( عضو الجامعة) وقتل رئيسها الذى ترأس اجتماعات مجلس الجامعة العربية على مستوى القمة العربية ,وسارت نحو النهاية , بتجميد عضوية سورية ( الدولة المؤسسة للجامعة العربية) , وتشجيع المعارضه الأرهابيةوالمسلحة وتمويلها لتفتيت سورية عضو الجامعة وجيشها العربى , الذى طالما دافع عن العروبة وحماها .

المشهد بدا مؤخراً يوظف الجامعة لتفريغها من عروبتها وأستخراج شهادة وفاتها , وآلية ذلك مجلس التعاون الخليجى الذى كُتِب ميثاقة بمداد صهيونى لتفتيت الدول العربية وتحويل جامعتها العربية الى عبرية , فكان الاتفاق مؤخراً على " أبو الغيط " صديق شتيفى ليفنى الأسرائيلية ليكون أميناً عاما لها وكان ذلك شرطاً لقطر والسعودية , واِ لا صادرت على مصر فى أن يكون الأمين العام مصريا ورشحت  مِن مسؤليها أمينا , وأستجابت مصر ورشحت وزير خارجية مبارك الذى ثار الشعب المصرى عليه أمينا عاما وأتفق عليه , وبدت صهيونية الجامعة تخرج من بين زفرات دول  مجلس التعاون الخليجى النتنه.

على مدار أجتماعات مجلس الجامعة العربية سواء على مستوى وزراء الخارجية أو القمة ,وحتى مابعد حرب أكتوبر(تشرين ) 1973كان أسلوب الخطاب يحترم السامع برصانة القول وعمق العبارات والتسامى فى المجاملات , وكان لجمال عبد الناصر رونق خاص  لخطابه فى القمة العربية , الذى كان ينتظره الشعب العربى فى كل مكان ليمنحه الأمل ويشحذه نحو المستقبل , وينير له طريق الحرية والأشتركية والوحدة العربية , وكان عبد الناصر مبشراً بأن جامعة الحكومات العربية لابد أن تتحول الى جامعة الشعوب العربية .

لكن الشعب العربى الذى بدت الجامعة العربية عبء عليه حين نكصت بميثاقها وأنقلبت على أعضائها وصارت تطاردهم بديلا عن هدفها القومى فى التوحد والتجمع, فبدى العنصر الطارد للشعوب والعضوية أثير الصهيونية , فكان أجتماع 1292017 لمجلس الجامعة تعبيراً عن هذا المد الصهيونى وتغلغله داخل الجامعة كما تغلغل فى فضائيات البترودولار ومافيا رجال الأعمال العرب , وبدت أزمة  دولة قطر( تلك الأزمةالمُصنعة أمريكياً وصهيونياً)  فيما بينها وبين حكومات السعودية والأمارات والبحرين ومصر , تفرز خطابات وملاسنات فيما بين وزراء قطر وتلك الدول يندى لها الجبين , وتحض الشعوب العربية على الأزدراء فيما بينها , وتنهج منهج مختلف كلية عن أيام خلت , وأنحدر مستوى الحوار بين وزراء الخارجية وصارت اللغة المستخدمة بين وزير دولة قطر ووزراء الدولة والخارجية فى السعوديه والامارات والبحرين ومصر كلها تهجم وأزدراء , وتأفف من الآخر , لاتراعى قيمة المناصب الوزارية ولا الدول التى يمثلها الوزراء  , وكادت تصل الأمور الى حد نزع الملابس والظهور بلبوس والضرب بالرؤس لينفرج الستار عن الحاخم الأكبر " نتنياهو " وهو يعلن عن زيارة ولى عهد السعودية محمد بن سلمان لأسرائيل سراً وسواء كان الخبر صحيحا او مدسوساً فذلك كان نتاج جلسة السب الجماعى الذى أعلن فيها  عن أنتحار الجامعة فى عروبتها وتدشين عبريتها .

1292017 وقع الحضور بمجلس الجامعة شهادة وفاتها العربية بأنتحارها .

ما يحدث الآن للجامعه العربيه هو نتيجة عدم أدراك الشعب العربى لتحذير الزعيم "جمال عبد الناصر" فى الميثاق ," أنه لايجب أن تُتخذ الجامعه وسيله لتجميد الحاضر وضرب المستقبل به ".

ورغم ذلك فأن عبد الناصر يؤكد على أن الشعب هو القائد والمعلم والخالد أبداً .

فعلى شعبنا العربى و قد أنتحرت جامعة الحكومات العربية ,أن يقضى على صهيونيتها– وأن يُفَعِل جامعة الشعوب العربية بديلا ضروريا للقضاء على الرجعية العربية ومن اجل الوحدة العربية لأستعادة فلسطين من الصهيونية.

*كاتب ومحامى - مصرى

حول الموقع

سام برس