بقلم /عامر محمد الضبياني
بالرغم اني اعتزلت الكتابة منذ فترة لأسباب عديدة منها انشغالي بمستقبلي المهني ومنها ما وصلت إليه الأوضاع السياسية والاقتصادية من تردي، كبلت كل جوارحنا وجعلتنا كالمعاقين في ساحات الحرف؛ ولكن إنتصارات منتخبنا للناشئين موخرا هو ما دفعني لاكتب هذه الكلمات لعلها تصل للقائمين على القطاع الرياضي في بلادنا.

ليس لأول مرة يشرفنا منتخب اليمن للناشئين في مباريات كرة القدم، فقد سبق هذا المنتخب الذي وحد كل اليمنيين، وجعلهم جمهوره المشجع من حجة الى سقطرى، ومن صعده الى عدن، سبقه عدة منتخبات للناشئين حققت نفس الفوز ورفعت اسم اليمن عاليا؛ لدرجة ان قطر هذه الدورة بملياراتها التي تصرفها على كرة القدم ومدربيها الدوليين وملاعبها العملاقة تتهاوى امام عزيمة وإرادة هولاء الشباب في ساحة الملعب.

يا جماعة الخير عندنا مواهب وقدرات شبابية اذهلت العالم، ذهب معظمهم من تلقاء نفسه في عدة مشاركات دولية وعاد بميداليات واوسمة وشهادات شكر وتقدير لليمن واليمنيين بشكل عام.. شرفونا ولازلوا يشرفونا.. ولكن ما الذي يحصل لهذه المواهب والقدرات الشبابية فيما بعد؟ لدرجة ان منتخبنا الوطني لكرة القدم للكبار لم يشرف اداءه حتى لاعبيه.

الذي يحصل لهذه المواهب والقدرات الشبابية من تحطيم وشعور بالخيبة هو عمل مؤسسي ممنهج تقوده الحكومة اليمنية احيانا ابتداءا بتعيين قيادات لهذه الوزارة الشابة بمن ليس لهم علاقة بالشباب او الرياضة ولا يهمه أمرهم إطلاقا ك#حسن_زيد او #نايف_البكري ثم بالاستيلاء على الأموال المخصصة لتنمية هذه المواهب والقدرات الشبابية وتخصصيها لأمور اخرى بعيدة كل البعد عن ما خصصت لأجله.

ليس هذا فقط بل اني لاشك من وجود ايادي خبيثة تمتد الى مواهبنا وقدراتنا الشابة عبر حكومتنا او الإتحادات والأندية التي تشرف عليهم، فنجد تلك الموهبة الجديدة ما تلبث فترة يسيرة من ظهورها الإعلامي حتى يفقدها ذلك الشاب نهائيا وكان هنالك من يسعى لأجل ذلك ويخطط له، وهذا ما يجعل منتخباتنا للكبار تسقط امام اول منافسة مع اي منتخب خليجي او عربي.

لا يستبعد ان يقف الخليجيون وراء ذلك.. فهم على مدى عشرون عاما يتدخلون في كل كبيرة وصغيرة في بلادنا.. واليوم يسرحون ويمرحون في ارض الجنوب وسقطرى.. وما اود قوله هو ان على الحكومة اليمنية ان تترك أمر إدارة وتدريب هذه النخبة الجديدة لأنفسهم. اتركوهم يختاروا الطريقة التي يريدونها لتنمية مواهبهم وقدراتهم فالقيادات الرياضية الحالية والسابقة لا تفقه شيئا ولا يستبعد ان تكون هي من تقف وراء فشلهم.

وأخيرا نصيحة لمنتخبنا الوطني للناشئين: حاولوا ان تبتعدوا عن كل السيئين من حولكم اينما وجدوا.. تذكروا بان كل شخص ينصحكم بتناول مخدر ما.. او يدعوكم لحضور حفلة او ممارسة شي ممنوع لا سمح الله، انما هو عميل مدسوس يريد افسادكم، عززوا ثقتكم بالله وتأكدوا بانكم فخر الشعب، كل الشعب، من اقصاه الى أدناه، فكونوا على قدر المسؤولية اليوم وغدا.

حول الموقع

سام برس