بقلم / أحمد عبدالله الشاوش
للمرة الثانية يُفلت وحوش السعودية وقتلة واشنطن وذئاب لندن من المسؤولية الجنائية والجرائم الممنهجة والانتهاكات الانسانية  البشعة التي ارتكبها محور الشر  ضد اطفال  ونساء وشيوخ وشباب اليمن الذين سفكت دمائهم  في كل مدينة وقرية وحي ، وتناثرت اجسادهم  في كل منزل وسوق ومشفى وقاعة عزاء وصالة  أفراح ، متعمدين تحويل اليمن السعيد الى  مأساة بلاحدود واطلال مرعبة الغرض منها تسويق  نصر وهمي لشاب طائش يطمح الى كرسي المُلك في  "الرياض " على دماء وجماجم واشلاء اليمنيين  ،  وصناعة مجد زائف لاسرة جذورها التاريخية  متشربة بدماء العرب والمسلمين  ،  ونظام عرض  الامن والسلم الدوليين  للخطر ، عبر
استراتيجية قلب الانظمة وتصدير الارهاب "  الوهابي" الى منطقتي الشرق الاوسط والادنى  ودول اوروبا ومحيط روسيا.

هذا الافراط في التوحش ضد اليمنيين هو نتيجة  لرفض الوصاية والتبعية والتحرر من طغاة  السعودية والاستبداد الامريكي بعد ان أكد  اليمانيون بإرادة مطلقة وبثقة كبيرة  وكبرياء بلاحدود ،رفضهم لنهب الثروات وغزو  الاوطان واذلال الشعوب.

وأكثر مايدعو للخزي والعار ان وسائل الاعلام  السعودية والدولية ذات الدفع المسبق  تروج  أن "الدبلوماسية" السعودية نجحت في الغاء  مشروع القرار الذي قدمته " هولندا" والقاضي   بضرورة تشكيل لجنة تحقيق دولية في جرائم  وانتهاكات حقوق الانسان في اليمن ،واستبداله  بتشكيل لجنة خبراء دولية واقليمية بضغط  كبير وتوصية من سفاحي السعودية وقتلت  امريكا ، للتغطية على مجازر الابادة المروعة  وطمس الدلائل والحقائق الدامغة  وتحسين صورة  الوجه القبيح للامم المتحدة وحكام آلـ سعود  ومجلس حقوق الانسان الذي ترأسة أكبر  ديكتاتورية ملكية في العالم.

ومايدعو أيضاً للسخرية والدهشة أن لجنة  الخبراء وفي رواية " الخُبثاء" وإن كانت  تتمتع بالمعايير والمؤهلات والخبرات ، إلا  انها تفتقد الى الانسانية والارادة الحرة  وقيم العدالة والمصداقية والجرأة ، لانها  مجرد تابع لاجهزة استخبارات عالمية وتؤمن  بالولاء، مثلها كاللجنة الوطنية التابعة  للفار هادي التي باعت نفسها لقرن الشيطان ،  وجعلت من الشرعية المضروبة قميص عثمان  وسفكت الدماء ودمرت القيم وباعت الوطن بثمن  بخس وأصبحت غرف النوم في فنادق الرياض
وابوظبي واسطنبول ولندن هي الوطن والمأوى  والمغنم ، مقابل التغطية على الجرائم  الفضيعة.

وأكثر مايدعو للحيرة والاستغراب هو الاستمرار  في مغالطة الرأي العام الدولي بصورة ممنهجة  والتغطية على الجرائم وتزييف الحقائق في  اليمن وسوريا والعراق  ولبنان وليبيا  ومصر،، من قبل الكثير من المنظمات الحقوقية  والقانونية والانسانية ، رغم توحش مثلث الشر  السعودي - الامريكي -الاسرائيلي ومجازر  الابادة الجماعية المتوالية ، كل هذا الظلم   لم يكن يحدث لو لم تكن خزائن الشعب السعودي  مفتوحة على مصراعيها لرشوة الخمسة المسعورين  في مجلس الامن والصفقات المشبوهة ، وشراء  مواقف الكثير من الدبلوماسيين والمثقفين  والسياسيين ورجال الصحافة والاعلام وأشباه  العلماء والمنظمات المتدثرة بقناع الانسانية.

واخيراً نشهد ان الدبلوماسية السعودية نجحت  بإمتياز مع مرتبة الشرف في شراء مواقف "  هولندا" للمرة الثانية على التوالي ، وكندا   وامريكا وبريطانيا وفرنسا والمانيا المصدر  لاسلحة الدمار ،  حتى أن مواقف روسيا والصين  لم تكن بذلك الزخم المنتصر للعدالة الدولية  نتيجة لرسائل الرياض التي تحمل الكثير من  الاغراءات والتلويح بعقد الصفقات  منذ بداية  العدوان على اليمن وهو تطور ملفت للنظر في  الفترة الاخيرة.

ونشهد أن السعودية اول من تبنى ودعم ومول  الفكر الوهابي " الارهابي" الذي بدأت ثمارة  الممزوجة بالدماء الحمراء تؤتي ثمارها في  اوروبا ، وانها اول من  صدر هذا الفكر  المتطرف والقنابل الموقوته والخناجر  المسمومة الى اليمن والعالم مواصلة شرها  وشرورها ، وان الاعلام الدولي يضلل الشعوب  بإن الرياض وواشنطن شركا في مكافحة الارهاب  لتوجيه الانظار بعيداً عن الحقيقية.

كما انه من المعيب والمخجل ان  كثير من  القادة والسياسيين الامريكيين والاوروبيين  والعرب " يتحدثوا في حواراتهم بكل صراحة في  دهاليز الامم المتحدة والمنظمات الدولية ،  ان الدبلوماسية السعودية هي أشبه بتجار  الشنطة في المطارات العربية التي توزع  الرشاوى هنا وهناك لتهريب البضائع الممنوعة  والتستر على جرائم بعينها، دون أن يتوقف  هؤلاء القادة عن ممارسة ذلك الابتزاز الرخيص  والشعور بالمسؤولية الاخلاقية وايقاف  الانتهاكات ومجازر الابادة ، لاسيما بعد ان
أقر الكثير منهم ان وزير الخارجية السعودي  عادل الجبير مجرد أمين صندوق يحمل حقيبة  دبلوماسية مملؤة بملايين الدولارات ، وتفتقد  الى أي رؤية واضحة المعالم أوهدف نبيل ،  وانما نسج علاقات مشبوهة وتكوين لوبي داعم  للتغطية على الجرائم والفضائح والانتهاكات  السعودية في الداخل والخارج .

في حين يحمل طاقم السفير الجبير أيضاً حقائب  فيها العديد من الهدايا الثمينة وبطاقات  الفيزا والشيكات لتعطيل القرارات الاممية  وتعديل المشاريع ووقف الادانات ومحاولة  تلميع الصورة القبيحة للنظام السعودي  المسعور المجرد من القيم الدينية والاخلاقية  والانسانية.

فهل تعي شعوب وأحرار العالم حجم جرائم  الابادة والدمار  في اليمن ، وهل تصحو ضمائر  الخمسة الكبار في مجلس الامن ، وهل تدرك  السعودية أن سمعتها أصبحت على كل لسان وإن  الله سبحانه وتعالى حرم الظلم على نفسه وجعله  محرماً بين العباد ، وان دماء اليمنيين هي  المزلزلة لعروش نجد والرياض.. وان غداً  لناظره قريب؟
 

حول الموقع

سام برس