سام برس
صدر حديثاً الطبعة الثانية من كتاب  " القرية شيء من المدينة " لمؤلفة الاستاذ عبدالله النويرة..الكتاب يشرح ويوثق تاريخ تأسيس الدولة اليمنية الحديثة اعتمادا على وثائق تاريخية هي عبارة عن مراسلة بين الامام يحي حميد الدين رحمة الله عليه وبين الشيخ محمد عمر النويرة شيخ مشائخ خبت النويرة في محافظة المحويت .

وقد تم نشر وثائق يبداء تاريخها من عام تولي الامام يحي عام 1904 م وحتى عام 1925م وهي فترة غنية مملوئة بالحروب اولا مع الاتراك ثم مع الادريسي.

وقد قسم المؤلف الكتاب الى مقدمة تحدث فيها عن سبب تأليف الكتاب وقال الاستاذ عبدالله النويرة لـ " سام برس " ، انني اردت ان اشرح الظروف التي ادت الى الهجرة الحديثة في القرن العشرين الى القرن الافريقي في بداية القرن  ثم الى دول الخليج في النصف الثاني من القرن العشرين .

وهو يعتبر مقدمة لكتاب الاغتراب الذي اصدرته بعد هذا الكتاب بعد المقدمة وصفت الحياة التي كانت سائدة في الريف اليمني وكان اليمن بكامله ريف ما عدا الحضر الوجودين في صنعاء والحديدة وتعز وعدد سكان الحضر قد لا يصل الى 10% من السكان وهذا التركيب السكاني كان له اثر كبير في انتشار الجهل ولامراض والفقر مما انعكس بشكل حاد على رغبة المواطن للهجرة خاصة في المناطق الاكثر فقرا مثل محافظات حجة والمحويت وتهامة .

وقال المؤلف بعد وصف الحياة التي كانت سائدة ...قسمت الوثائق بحسب موضوعاتها وبداءت بكيفية تعيين واختيار الشيخ من قبل المواطنين وتعميد الامام لهذا الاختيار واحيانا يتم تعيين الشيخ مباشرة من الامام وليس امام المواطنين سوى الامتثال لامر الامام كما اوضحت الوثائق كيفية تعيين شيخ المشائخ لكل ناحية(مديرية) الان التقسيم الاداري كان (عزلة تتكون من عدة قرى ومحلات ثم نواحي وهي تتكون من عدة عزل ثمالقضاء وهو يتكون من عدة نواحي ثم اللواء ويتكون من عدة قضوات )وهذا التقسيم هو تقسيم تركي الازال معمول به في العراق حتى الان.

وبعد وثائق المشيخ شرحت وثائق الاحلاف بين القبايل وكيف كانت تتم بين مختلف القبائل المتجاورة وحتى البعيدة اذا كان هناك اسواق مشتركة او طرق تجارية متداخلة

ثم شرحت وثائق الصلح في القرى بين القبائل وكيف كان يتم حل مشاكل القتل خاصة عندما يكون القاتل من قبيلة والمقتول من قبيلة اخرى

بعد ذلك شرحت وثائق تحصيل الزكاة التي كانت عماد الاقتصاد اليمني في ذلك الوقت حيث كان اقتصاد الدولة معتمد اعتماد شبه كلي على ما يتم جبايه من الزكاة على كل شيء يتم تداوله
وفي ختام الكتاب نشرت عدد من الوثائق المتنوعة التي تصف التعامل بين الناس في ذلك الوقت وعمر الوثايق لا يقل عن  مائة عام على الاقل.

الكتاب يحتوي على وثائق خام تحتاج الى دراسة متخصصة ليتم استخلاص الكثير من اوجه النشاط الانساني في تلك الفترة الهامة من تاريخ اليمن وانا اضعه بين يدي الباحثين في مراكز الدراسات والبحوث وبين يدي الدارسين الذين يحضروا رسائل الماجستير والدكتوراه في اي مجال من المجالات......سوء التريخ الاداري او عن الزكاة او احلاف القبائل او غيرها من المجالات التي تتوفر لها وثائق تاريخية.

حول الموقع

سام برس