بقلم / معاذ الخميسي
- منذُ ذلك الألم..وإلى اليوم..مرّ عامُ..ونحن محشورن في زوايانا..نحتسي الوجع في صمت..ونطالُعك في بعض صور احتبست ذكريات زمن طويل كنت فيه الأخ..والصديق..والعزيز..والحبيب..والقريب..

- أحتاجك..فلا أجد أمامي سوى (الموبايل) باحثاً عن (عمادي) وعندما أجد أسمك أطمئن بأنك مازلت حياً ترزق في غرفة عمليات قلبي..وفي شاشة أسماء  موبايلي..وأخاف أن أتصل ولا أجد صوتك..وكلماتك..وتعليقاتك..ومهاجمتك لي..ثم ضحكتك التي تمتد من أقصى روحك الطيبة..المرحة !

- أفتقدك..لأنك منذ زمن بعيد استوطنت قلبي..وعندما غيّبتني متاعب الحياة..كنت تطل مابين حين وآخر..سائلاً..ومعاتباً..ووجدتك من جديد كما أنت أكثر حباً..ووداً..ووفاءً..وشهامةً..ونبلاً..

- أشتاقك..ثم أتذكر أنك قلت بأن الخميس القادم بدلاً عن الجمعة موعدنا لنجلس سوياً..وأظل في لهفةٍ لمجيئك..وأترقب اتصالك..وإن لا فائدة..!

-  أنتظرك..وأستوحش غيابك..وأواعد نفسي بالتواصل معك..ويمر حينها طيفك..وألمح وجهك..وأقرأ من جديد كل التفاصيل القديمة والجديدة..ولا أجد أمامي إلا أن أرتل الدعوات..وأنتزع تنهيدة طويلة مخلوطة بوجع غيابك الذي طال وحال بيني وبين أن ألقاك..!

- أناديك..هل تسمعني؟..أين أنت يايحيى..ذهبت إلى مجلس عزاء آل الرويشان ولم تعد..غادرت ولم تتكلم..أختفيت إلى الأبد وتركتنا نتألم..بحثنا عنك كثيراً حتى ساعات الفجر الأولى..ووجدناك وقد لقيت الله شهيداً..كما تمنيت ذات يوم..وكما أراد الله لك بأن تفوز بالشهادة مغدوراً ومقصوفاً بطائرات وصواريخ العدوان ومن أيّد وخطط وصمت وبرر وساعد..

- هنيئاً لك يحيى حسن العماد الشهادة..فما أعظمها..وما أجلها..وما أغلاها..حين كنت لها وكانت لك..وأنت الذي كابد الحياة وخالط مُرّها وتعبها وهمها وغمها..ولم تكن الا رجل الوفاء والمواقف..فمنحك الله الفوز بها يا أنبل..وأغلى..وأبهى..وأنقى الرجال..

الأحد 8 أكتوبر 2017م
الذكرى الأولى..للمحرقة الكبرى

حول الموقع

سام برس