بقلم/ عبدالله الصعفاني
إذا سألوك عن المحرقة التي نفذها طيران العدوان السعودي في ألآف المحتشدين داخل صالة للعزاء بصنعاء قبل سنة من الآن فتذكر أنها أم المذابح المرتكبة في حق الشعب اليمني.

8 أكتوبر 2017 ذكرى لا تحتمل التجمل ولا التلطف ولا البلادة.

· لا بأس أن تستمع للناجين وهم يشرحون لك كيف عايشوا فصلاً من الجحيم حيث وجهت الطائرات الأمريكية الصنع صواريخ مدمرة على قلب قاعة العزاء لتحصد مئات الأرواح ، مخلفة الأشلاء والدماء ، والموجع من الصراخ والأنين ، فضلاً عن البكاء والقلق الذي امتد بطول البلاد وعرضها وبصورة لن ينساها التاريخ ولا حتى الذاكرة الضعيفة .

· وبعد طلب الرحمة من الله لمن قضوا مغدورين ومظلومين والشفاء لمن لم يغادروا الإعاقة حتى الآن، فإن من نافل القول الإشارة إلى أن أم المحارق لم تكن سوى فعلاً إجرامياً في مسلسل تراكمي جرى فيه استحضار عنوان مناسب لمفهوم الإبادة الجماعية .

· هذه المحرقة لوحدها تكفي لإثبات أن دماء اليمنيين مطلوبة في إطار كارثة اجتماع السلاح القاتل المستبيح لسماء اليمن مع تنامي المشهد المخزون الضيق للجيران داخل وضع إقليمي شديد التعقيد ومحكوم بانتهازية قرار السيطرة على منابع النفط في المنطقة والتأمين الشامل لإسرائيل ليكون العدوان على اليمن في سياق متلازمات غطرسة الجيران الأغنياء مع الدول الكبرى ذات المصالح .

· والكارثة أن العرب لم يسألوا أنفسهم حتى الآن ماهي خيرات أمريكا في العراق وليبيا واليمن، مقتنعين بأن وجودهم الحتمي هو وجود الأدوات التي تتنقل بين الأداة وبين المفعول به .. وهم لا يريدون أن يفهموا أنهم بدون استثناء مايزالون فرائس لعقائد أمريكية وبريطانية وإيرانية وتركية وروسية لاتدين بالولاء إلا للمصالح ، ولا بأس من أن يكونوا وقود السجل الإجرامي وضحاياه.

· لم يلاحظوا كيف أن بوتين تجاوز غورباتشوف ومن سبقه في حرق المراحل ، وكيف أن ترامب أعلن الخليج بقرة حلوب رسمية ، وكيف أن النفوذ الأمريكي البريطاني والأطماع الإيرانية التركية قررت الاشتراك في سجل الإجرام نظير تقاسم المصالح بدليل كل هذه الحركات البهلوانية من اليمن.

· ولو كان عندنا في اليمن شظايا عقول لاستوعبنا اللعبة وعدنا للصواب بعد أن وصلنا بالبلاد إلى طريق الفشل والصدام والفقر مفرطين بما تبقى من الريح .. مفككين بلد الحكمة المغدورة ، وعائدين إلى أسوا مراحل الإنحطاط .

· حول ذات الكارثة .. إلى أي حد تم توثيق جرائم الإبادة؟ ولا بأس إن كان التوثيق مطلوب أمريكياً ليس لأن القتلة يحبوننا وإنما لمزيد من عمليات الحلب .

من صفحة الكاتب بالفيسبوك

حول الموقع

سام برس