سام برس
أصدرت النقابة العامة للمهن التعليمية والتربوية مساء اليوم بياناً أكدت فيه على تعليق الاضراب ، ودعوة المعلمين للانتظام في مدارسهم ، واستمرار العمل في مكاتب وقطاعات التربية والتعليم من السبت القادم.

ودعت الى وفاء والتزام الحكومة عبر وزارتي المالية والتربية بصرف نصف مرتب لجميع التربويين والتربويات بانتظام شهريا ، وكذلك الالتزام بتوفير السلع والاحتياجات بما يساوي نصف مرتب شهرياً.

نص البيان :

 بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله القائل :

" والعصر إن الإنسان لفي خسر ، إلاَّ الذين آمنوا وعملوا الصالحات ، وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر " صدق الله العظيم
التربويون والتربويات الأحرار ، المتواصون بالحق والصبر ، صناع المستقبل المشرق ليمن الصمود والنصر :

بإجلال ومحبة يهديكم المكتب التنفيذي لنقابتكم العامة للمهن التعليمية والتربوية التحية والتقدير ، على صبركم وعطاءاتكم وتضحياتكم وجهودكم المخلصة لبناء يمن المستقبل ، وهي جهود تنحني لها الهامات والقامات ، ولا ينكرها إلاَّ جاحدٌ أو حاقدٌ أو مزايد .

لقد كنتم - ولا تزالون وستظلون - في صدارة جبهات الصمود التي واجهت العدوان الغاشم والحصار الظالم والمؤامرات الدنيئة على اليمن ، بوعيكم وثباتكم وإخلاصكم ، وكنتم - ولا تزالون - جبهة توعية وتحدٍّ ومواجهة ضد الاستهتار والعبث بمستقبل الأجيال وحقوق الطلاب والطالبات ، وها أنتم اليوم جبهةً حقوقية ناضجة ، تعلم من لم يتعلم معنى النضال الحقوقي الحضاري المشروع للدفاع عن حقوقكم المكفولة ، واستطعتم من خلال فعالياتكم النضالية الحقوقية السلمية أن تواجهوا الضغوطات والتهديدات والشائعات والحرب النفسية ، والاعتداءات والممارسات التي حاول البعض - من خلالها - أن يعيق نضالكم الشريف لانتزاع حقوقكم ..

لكنكم استطعتم أن تواجهوا هذه الممارسات بوعي وحكمة ووحدة صف ، وأن تقدموا للجميع درساً جديداً لمفهوم النضال الحقوقي المشروع ، واستطعتم - من خلال هذا الصمود والثبات والرقي - أن تعرُّوا تلك الأوراق التي لا يمتلك من حاولوا مواجهتكم وتجيير واستغلال نضالكم سواها .. بل واستطعتم أن تثبتوا لأولئك المتهورين أن أوراقهم " التي لا مشروعية لها " غير صالحة للاستهلاك في ساحتكم ، وأنكم بأدوات ومتطلبات ومعطيات الحاضر والمستقبل قادرون على الانتصار للحاضر والمستقبل.

وبكل فخر واعتزاز بصمودكم وثباتكم وتوحدكم والتفافكم حول نقابتكم العامة للمهن التعليمية والتربوية ، ننقل إليكم نتائج نضالكم النقابي الحقوقي السلمي الحضاري المشروع ، الذي خضتموه أنتم في الميدان صموداً وتماسكاً ، وخاضته اللجان والقيادات النقابية في كل المحافظات والمديريات والمدارس والمكاتب ، توعية وتواصلاً ومواجهة للدسائس والشائعات ، ورفضا لمحاولات الانحراف بمسار وأهداف نضالنا الحقوقي ،
وخاضته زملاؤكم التربويون والتربويات في أمانة العاصمة بفعاليات نقابية حضارية سلمية أوصلت صوتكم مدوياً إلى مسامع من يجب أن يسمعوه ، وخاضته قيادتكم النقابية حواراً وتفاوضاً ، مع كل الجهات المعنية في الحكومة ومجلس النواب والمجلس السياسي الأعلى،
وخضناه مع كل الأحرار بإقامة الفعاليات الاحتجاجية الموجهة إلى هيئات الأمم المتحدة والمجتمع الدولي ، لمطالبتهم بتحمل مسئولياتهم ، تجاه من يحاصرون اليمن واليمنيين ، ويستخدمون الأوراق القذرة - بما فيها ورقة المرتبات - لتحقيق مكاسب لم يستطيعوا تحقيقها بكل وسائل الإجرام والدمار التي استخدموها ..

ودون أن ننسى الدور المساند والمشرف لزملائنا في المنظمات النقابية التربوية العربية واتحاد المعلمين العرب ، الذين ساندونا على جميع المستويات ، ببيانات التضامن التي تبارك مواقفنا ، وبتوجيه رسائل إلى هيئات الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لمطالبتهم بتحمل مسئولياتهم القانونية والأخلاقية إزاء حقوق التربويين اليمنيين وحقوق أطفال اليمن في التعليم ، وحقوق إنسان اليمن .

كما لا ننسى الدور المحوري المهم لوسائل الإعلام والمنظمات الوطنية المتضامنة والناشطين على وسائل التواصل .

التربويون والتربويات الأحرار ، أيها المنتصرون للحق والعدل وقيم الحرية تعليما وتوعيةً وممارسةً :

أنتم قبل غيركم تعلمون ، وكذلك كل أبناء المجتمع يعلمون أن النقابة العامة للمهن التعليمية والتربوية أصدرت بيان الإضراب في 27 يوليو 2017 م ، ووجهت رسائلها للحكومة والبرلمان والمجلس السياسي الأعلى ، وعلى الرغم من ذلك، إلاَّ أن قيادة النقابة لم تجد أية استجابة أو تفاعل ، إلاَّ قبل موعد بدء العام الدراسي الجاري..

ومع ذلك كان تفاعل النقابة إيجابياً مع كل الجهود التي لمسنا من خلالها شيئاً من الحرص والمسئولية ، وعلى أساس ذلك انعقد اللقاء الأول مع دولة رئيس الوزراء ونائبه وثلاثة وزراء آخرين عصر الجمعة 29 سبتمبر 2017 م ، وتبعه لقاء آخر في اليوم الثاني السبت 30 سبتمبر 2017 م ، وتبع ذلك سلسلة من اللقاءات مع أمين العاصمة وقيادات تربوية ومسئولين على مختلف المستويات ، ليصل الأمر إلى المجلس السياسي الأعلى في ظل شد وجذب وتصعيدات تعامل معها الميدان التربوي وقيادة النقابة بمسئولية ووعي .

وبتفاعل القيادة السياسية العليا ممثلة برئيس المجلس السياسي الأعلى ونائبه واعضاء المجلس ورئيس مجلس النواب ورئيس الوزراء دخلنا مرحلة ترجمة التفاهمات القائمة إلى إجراءات عملية جادة ، ولهذا الغرض :
انعقد لقاء في مقر مجلس النواب برئاسة الشيخ يحيى الراعي رئيس المجلس وبحضور نائب رئيس الوزراء لشئون الدفاع والأمن ووزيري المالية والتجارة والصناعة ووكلاء وزارة التربية وعدد من أعضاء مجلس النواب والقيادات التربوية والنقابية ، وهو اللقاء الذي وُضعتْ فيه الخطوط العريضة للمعالجات ، التي ظلت بعض تفاصيلها ما بين غامضة وعالقة ، وظلت حواراتنا بين شد وجذب ، حتى صدرت مؤخرا التوجيهات الصارمة بإيضاحها ، وهو ما يوجب علينا اليوم كقيادة نقابية أن نضعكم في الصورة مما تم الوصول إليه :

1 - التزام الحكومة وعبر وزارتي المالية والتربية بصرف نصف مرتب لجميع التربويين والتربويات بانتظام شهريا .

2 - التزام الحكومة بتوفير السلع والاحتياجات بما يساوي نصف مرتب شهرياً ، ولهذا الغرض تلتزم وزارة الصناعة والتجارة بتأهيل مجموعة من التجار لتوفير الاحتياجات والسلع دون مبالغة في الأسعار ، وعلى أن يظل الأمر اختياريا لمكاتب التربية في المحافظات .
3 - بالنسبة للمرتبات المتأخرة تظل حقوقاً محفوظة للتربويين كما هي لكل موظفي الدولة ، وتتخذ الحكومة الإجراءات اللازمة لتحويلها إلى أرصدة بريدية وفقا لتعهداتها السابقة .

4 - تم الاتفاق مع الحكومة سرعة اتخاذ الإجراءات القانونية لإنشاء صندوق دعم التربية والتعليم ، والبحث عن مصادر آمنة لتمويله لا تضيف أعباءً كبيرة تثقل كاهل المواطنين ، وذلك ليقوم بالتدخلات اللازمة للتطوير وتخفيف معاناة التربويين ، وهو ما يعد مكسباً للتربية والتربويين طالبت به النقابة منذ بداية تأسيسها ، وعملت على إدراجه ضمن الاستراتيجية الوطنية للتعليم في عام 2002 م .

5 - تم الاتفاق على أن تتخذ الإجراءات والمعالجات المناسبة للتربويين في المحافظات الأكثر تضرراً ، والذين لم تشملهم المعالجات السابقة بقسائم الشراء ، وبحيث تكون لهم أولويات المعالجات الطارئة .

6 - خلال مرحلة النضال النقابي الحقوقي الذي شهده الميدان التربوي حدثت الكثير من مفردات الشد والجذب ، والكثير من الإشكالات الصغيرة ، وخاصة على مستوى أمانة العاصمة ، حيث تعرضت بعض المدارس والمؤسسات التعليمية لاقتحامات ، كما تعرض بعض التربويين والتربويات والقيادات النقابية للتهديدات والإجراءات التعسفية والإساءات ، بل وبعضهم تعرضوا للاعتداءات ، للأسف معظمها من قبل أناس لا سلطة لهم ولا اختصاص .. ولا علاقة لهم بالتربية والتعليم أساساً ، وفي هذا الصدد تم الاتفاق مع السلطات المركزية والمحلية على احتواء ومعالجة آثار هذه المفردات ، ووضع حد للتدخل في شئون المدارس والمؤسسات التعليمية من قبل أيٍّ كان ، عدا الإدارة التربوية المختصة، وبما يزيل كل أسباب التوتر التي طرأت ، ويحقق استقرار العملية التعليمية .

الزميلات والزملاء في المدارس والمكاتب ومؤسسات وقطاعات التربية والتعليم :
نعلم أن هذه النتائج لا تحقق كل طموحاتكم ومطالبكم ، ولا تلبي الحد الأدنى لمتطلباتكم ، وندرك أن معاناتكم كبيرة كما هي معاناة كل أبناء شعبنا اليمني العظيم ، في ظل ظروف العدوان والحصار والتدهور الاقتصادي ، ولكنا في الوقت نفسه نعلم علم اليقين أنكم على مستوى من الوعي والإدراك لمعطيات الواقع المفروض على الجميع ، ونراهن على إحساسكم العالي بالمسئولية الوطنية والأخلاقية والتربوية الملقاة على عاتقكم ، ونثق أنه مهما كانت ظروفكم سيئة فإن عطاءاتكم وصدق انتمائكم وحبكم للوطن وإيمانكم بنبل وسمو رسالتكم أكبر من كل الظروف والمعاناة ، وأنكم بهذا السمو والنبل والقيم التي عرفكم بها أبناء شعبكم ، ستظلون كباراً بمواقفكم التي أنتم أهلٌ لها ، وبتضحياتكم التي يسجلها لكم التاريخ بحروف من نور وفي أسفار من المحبة والتقدير ، وأنكم ستظلون الجبهة الأولى التي لا تتخلخل صفوفها ، ولا يجد أعداء الوطن منها منفذا لتحقيق مأربٍ يضر بالوطن وينال من حاضر ومستقبل اليمن .
 
وبناء على ما سبق فإن النقابة العامة للمهن التعليمية والتربوية :

أولاً : تدعو جميع التربويين والتربويات إلى تعليق الإضراب والانتظام في مدارسهم ومؤسساتهم التعليمية ابتداء من يوم السبت 21 أكتوبر 2017 م ، وتؤكد أن هذا التعليق سيظل إجراءً مؤقتاً ، وسريانه مرهون بوفاء الحكومة بالتزاماتها ، وفي حال الإخلال سيكون للنقابة حق اتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة .

ثانياً : تؤكد لكل أبناء المجتمع أن الإجراءات التي اتخذتها أو يمكن أن تتخذ ها النقابة - لا سمح الله - هي خيارات الضرورة ، ولم تكن ولن تكون أهدافها الإضرار بمستقبل أبنائنا الطلاب والطالبات ، ونجدد التأكيد على تعويض أبنائنا وبناتنا عما فاتهم خلال فترة الإضراب .

نكرر الشكر والتقدير والامتنان لكل من تضامن معنا وساندنا وتـفهم نضالنا
ونجدد الاعتزاز والفخر بكم أنتم أيها التربويون والتربويات الأحرار الصامدون المناضلون المثابرون الشجعان
بجهودكم وعطاءاتكم نبني مستقبل اليمن المزدهر ، وبثباتكم ووعيكم نحمي الحقوق ونرسخ قيم النضال السلمي .

وبكم ننتصر للحق والقيم النبيلة بالحق والقيم النبيلة .

صادر عن المكتب التنفيذي للنقابة العامة للمهن التعليمية والتربوية
صنعاء / 19 أكتوبر 2017 م

حول الموقع

سام برس