بقلم / أحمد عبدالله الشاوش
جاءت كلمة رئيس مجلس الامة الكويتي " مرزوق الغانم " ، أثناء مشاركته في أعمال مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي للدورة البرلمانية الـ 137 في مدينة سان بطرسبوغ الروسية بمثابة الصاعقة التي أفقدت الوفد اليهودي هيبته ووعيه وقدراته داخل قاعة المؤتمر الذي حضره مشرعي العالم  ، وأحدثت الإرادة الكويتية الحرة زلزالاً داخل إسرائيل وصدمة في كل اصقاع العالم بعد ان نقلت وسائل الاعلام الدولية الكلمة الصادقة والمعبرة عن رفض الكويت  لأي مولود سفاح تم زرعه بالقوة في الجسد العربي وتسويقه  بتواطئي دولي دون خجل بعد ان تلوثت يديه بدماء أطفال ونساء وشباب وشيوخ فلسطين.

حيث شهدت الجلسة هجوماً عنيفاً من قبل الغانم على الوفد الإسرائيلي الذي جسدت دولته  الصهيونية قمة التوحش والتنكر للقوانين الأممية والتشريعات الدولية والإنسانية ، واصفاً العدو الإسرائيلي بالإرهابي وقاتل الأطفال، قائلاً : "أقول للمحتل الغاصب إن لم تستحِ فافعل ما شئت، عليك أيها المحتل الغاصب أن تحمل حقائبك وتخرج من القاعة بعد أن رأيت ردة فعل برلمانات العالم ،  وقال : "اخرج من القاعة إن كان لديك ذرة من كرامة…يا محتل يا قتلة الأطفال".


ولهذا الموقف الشجاع والعادل صفق الحضور بحماس شديد لكلمة رئيس مجلس الأمة الكويتي، بينما أظهرت الصور صدمة واستياء وهزيمة الوفد الإسرائيلي الذي لم يتوقع ان الوطن العربي مازال وسيظل لديه الكثير من الشرفاء والمجاهدين الذين أجبروا الوفد الإسرائيلي  على مغادرة  قاعة الاجتماعات مطرودين .


هذا الموقف العظيم والكلمة الصادقة والهجوم المنطقي لـ رئيس مجلس الامة الكويتي بمطالبة وطرد الوفد الإسرائيلي بالخروج من د اخل قاعة البرلمان الدولي يُكتب بماء الذهب لأنه انتصار للعدالة الدولية ومعركة مصيرية في ضل سقوط النظام العربي المترهل  ووأد محاولة  إسرائيل اقتناص أي فرصة لتحسين سمعتها " السيئة" ومحو سجلها الاجرامي بالمحافل الدولية وتسويق سيناريوهات السلام "الوهمي" والحلول المشبوهة لدولة مارقة تمثل الوجه الاخر لـ داعش ، كما تُعد كلمة " الغانم" انتصاراً للامة العربية دون طلقة رصاصة او صفقات أسلحة مشبوهة وشراء  ذمم  سياسية ودبلوماسية ومثقفين ورجال صحافة واعلام  ودين ،،، من ذوي الدفع المسبق الذين مزقوا البيت العربي ، بل ان هذا الموقف الجليل هو  انعكاس لما يجول في قلب كل كويتي أصيل  وقائد عظيم ،  وترجمة حقيقية لمشاعر كل عربي ومسلم ، ولفت أنظار العالم لعدالة القضية الفلسطينية  ، كما ان هذا الموقف الصارم م والنادر في زمن الهوان العربي ، نابع من لسان عربي قويم وانتماء اسلامي  عظيم ونظرة انسانية  خالصة استمدت كيانها وحريتها وارادتها الصلبة من جذورها  التاريخية و الثقافية الراسخة والرافضة للطغيان .


هذا الموقف النبيل هو تفعيل للضمير الرسمي الغائب واليقظة واستحضار القيم ، وقبله الموقف المشرف لبعض أعضاء البرلمان المغربي الذين طردوا الوفد الإسرائيلي عينه ، وكذلك مواقف متعددة لبعض السياسيين والمثقفين والفنانين ،، ، مثلت صفعة قوية لبعض الاعراب المهرولين للتطبيع مع العدو الصهيوني على حساب القضية الفلسطينية  والامن القومي العربي ،  ورسالة تؤكد انه مهما حاول الامريكيون والاوربيون والإسرائيليون اخضاع الحكام العرب  لسياسة الامر الواقع ، فإن الشعوب العربية والإسلامية لايمكن ان تمر تلك المشاريع المشبوهة أو يهدأ لها بال إلا بتحقيق عدالة القضية الفلسطينية وعدم التدخل في شؤون دول الشرق الأوسط ، كما انه لايمكن ان يحل الامن والاستقرار والسلام الدولي إلا في ظل عدالة حل الدولتين ووقف نزيف الدم الفلسطيني ووقف بناء المستوطنات أوترويع وسجن الأطفال وتدمير البيوت  ونهب الاراضي  واقتلاع أشجار الزيتون.


Shawish22@gmail.com


حول الموقع

سام برس