بقلم / حمدي دوبلة
الفرق بين الحصار المفروض على الشعب اليمني اليوم وبين حصار قريش للمسلمين في شعب ابي طالب في السنوات الاولى للدعوة الاسلامية يكمن في ان اصحاب الحصار القدامى من اعراب مكة كانوا اكثر انسانية واخلاقا من نظرائهم اعراب اليوم ويذكر التاريخ ان اناسا في المجتمع القرشي انذاك كانت قلوبهم تتقطع الما وحزنا على مايتعرض له اخوانهم من المحاصرين وماقاموا به من محاولات محمومة لكسر الحصار ومد سكان الشعب الذين كانوا يتضورون جوعا بشئ من الغذاء رغم الاجراءات والعقوبات الصارمة التي فُرضت ازاء كل من يحاول اغاثة الجوعى اويبدي التعاطف معهم ليتمكن نفر من الكفرة بعد ثلاث سنوات من كسر الحصار واسقاط الوثيقة المعلقة في جوف الكعبة وابطال مضامينها اللانسانية.

في هذا الزمان الذي عُرف بانه عصر الديمقراطية والحرية وحقوق الانسان وكنا نظن بانه كذلك الى ماقبل انطلاق عاصفة الجنون الوحشية لسلمان على اليمن وشعبه يقرر مراهق بني سعود الخبيث فرض حصار شامل ومطبق على ملايين اليمنيين فقط لاشباع غروره ونزواته الشيطانية واذا بالعالم ومؤسساته الانسانية الكبرى مابين مؤيد للطاغية "الصغير الكبير" وبين صامت اوفي احسن الاحوال عاجز عن فعل شئ ازاء هذه الابادة الجماعية التي يريدها المجرم فاحش الثراء كما هو حال الامم المتحدة التي باتت في موقف لاتُحسد عليه متأرجحةً بين تانيب الضمير المنطلق من مبادئ واهداف وقيم نشاتها وانشطتها ومابين التطلع الى كسب رضاء اثرياء النفط والتودد اليهم وعدم تعكير امزجتهم الفرق ايضا مابين الحصارين ان القديم استهدف ابادة العشرات من البشر وانه لم يكن في ذلك الزمان اية مواثيق او قوانين ومعاهدات ملزمة لحماية الانسان والانسانية من وحوش وطواغيت البشر اما حصار اليوم فيهدف الى ابادة شعب كامل وارتكاب جريمة قتل جماعية للملايين من اليمنيين وعلى مرأى ومسمع من هذا العالم المتشدق على الدوام بشعارات واكاذيب المدنية والحضارة الانسانية الراقية..

ربنا لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا اللهم عليك بالطغاة والمتكبرين اكفنا شرهم بماشئت وكيفما شئت يامن انت على كل شئ قدير ..ربنا مسًنا الضر وانت ارحم الراحمين اللهم عجًل بالفرج واحسن لنا المخرج وانصرنا على من بغى علينا يااكرم الاكرمين.
"يوميات صحيفةالثورة الثلاثاء 21/11/2017"

حول الموقع

سام برس