بقلم/ حمدي دوبلة
في مثل هذه الايام المباركات من شهر ربيع الاول من عام الفيل قبل الف واربعمائة واربعة وثلاثين عاما كانت البشرية على موعد رباني مع الحدث الانساني الابرز الذي غيًر وجه الكون واحال الظلام ضياء والظلم عدلا وكان النور والرحمة المهداة للعالمين اولهم وآخرهم على حد سواء.

في الثاني عشر من ربيع الاول وُلد الهدى والنور وسيد الاولين والاخرين محمد بن عبدالله بن هاشم عليه وآله افضل الصلاة والسلام وعالم ذلك الزمان غارق حتى اذنيه في بحور من الظلم والظلام بعد ان اختفت كل معالم الحق وساد الباطل ارجاء المعمورة وتهاوت مع ذلك الواقع البائس كل معاني الخير والفضيلة ليصبح البؤس والشقاء والضلال عناوين بارزة في الحياة البشرية .

جاء مولده عليه واله افضل الصلاة والسلام بعد ان بلغت العتمة ذروتها ووصل التفسخ الاخلاقي والقيمي الى ادنى مستوياته في السقوط والانحطاط واصبحت كل الدروب موصدة امام البائسين والحائرين فكانت هذه الحادثة العظيمة ايذانا ببزوغ فجر جديد وعلامة فارقة بين عهدي الظلام والنور والباطل والحق والضلال والهدى والخوف والامان وماهي الا بضع عشرات من السنين منذ ولادته حتى كان النور الرباني يشع في كل ارجاء الكون ينشر الخير ويزلزل اركان الطغيان والاستكبار ويضع حدا لظلم الانسان لاخيه الانسان.

لستُ هنا بمعرض السرد التاريخي للمولد النبوي الشريف ولا ماتلته من احداث فاصلة على طريق انتشار الدعوة الاسلامية الحنيفة وانتصارها القياسي على قوى الشر رغم سطوتها وجبروتها الشديد لكنني استغرب كثيرا من المحاولات المحمومة التي قام ويقوم بها علماء اسرة سعود للتقليل من اهمية المناسبة وتحريم الاحتفاء بها واعتبار ذلك من البدع والضلالات التي يأثم فاعلوها فيما يرون بان انفاق امراؤهم الملايين والمليارات من اموال المسلمين احتفاء بزيارة الرئيس الامريكي ترامب امر ربما يندرج في خانة السنن الحسنة والعادات المحببة التي يؤجر اصحابها ..

عموما فشعب الايمان والحكمة لن يلقوا بالا لمثل هذه الترهات والخزعبلات التي يطلقها علماء البلاط الملكي لحاجات في نفوس حكامهم وسيحتفي هذا الشعب المؤمن كما احتفى الاباء والاجداد من قبلهم بهذه المناسبة العظيمة وجُل مااتمنى ويتمنى الناس ان تكون هذه الاحتفالات في حدودها المعقولة دون بذخ او اسراف لايرضى عنه الله ولارسوله ولا المؤمنون وخاصة في هذا الظرف العصيب ومااجمل ان تكون فعاليات احياء ذكرى مولد سيد الخلق اجمعين هذا العام كما كانت في السابق على شكل موالد وحلقات ذكر يتم فيها سرد سيرة النبي الكريم وبالاكثار من الصلاة والسلام عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين وكل عام واليمن وشعبه بخير وامان واستقرار باذن الله ومشيئه سبحانه.

"يوميات صحيفةالثورة الثلاثاء 28/11/2017"

حول الموقع

سام برس