سام برس/ تونس/شمس الدين العوني
"الفنون التشكيلية في السياسات الثقافية" كان العنوان الكبير و المحور العام للندوة الوطنية التي نظمتها الرابطة التونسية للفنون التشكيلية بنزل بالعاصمة و ذلك بمشاركة عدد من النقاد و الفنانين و حضرها عدد من الفنانين التشكيليين و المهتمين بالفنون و يتنزل ذلك ضمن مختلف الأنشطة التي تنظمها الرابطة من معارض و ندوات .

و شارك في هذه الندوة التي ترأسها و أدارها الشاعر و الاعلامي شمس الدين العوني الفنانون و الأساتذة خليل قويعة و فاتح بن عامر و وسام غرس الله و الحبيب بيده و محمد المي و ابراهيم العزابي و في كلمة افتتاحية تحدثت رئيسة الرابطة الفنانة والأستاذة هدى رجب مشيرة الى قيمة الجانب العلمي و النقد في النشاط التشكيلي و من ذلك هذا المحور الذي تتعاطى معه الندوة ليفضي الى عدد من الخلاصات التي من شلأنها الاشارة الى وضعية الفنان التشكيلي اليوم و ما يمكن أن يراجع أو يحور في السياسات المتعاملة معه من خلال القوانين و التشريعات بغاية الارتقاء براهن الفنان و الفن في تونس.و بعد ذلك كانت كلمة الدكتورسامي بن عامر الممثل لوزير الشؤون الثقافية و المستشار المكلف بالاعداد لمتحف الفنون مبرزا أهمية محور الندوة و مستجدات المدينة الثقافية التي ستحتضن متحف الفن المعاصر مثمنا الدور الواعي للفنانين من خلال مثل هذه الندوات بما يجعل من واقعهم الفني مجالا للنشاط و الارتقاء بالفنون و مختلف سياقاتها ..

و انطلقت المداخلات التي اهتمت في أغلب محاورها و أسئلتها بضرورة التفاعل بين الفنانين و القوانين و التشريعات لبلوغ واقع فني لائق يحفظ الفنان و ابداعه و حياته و يصون كرامته و يجعله ينطلق نحو الابداع في أريحية كما تطرق الى عدد من المفارقات المفاهيمية في الساحة التشكيلية و قد أشار الدكتور خليل قويعة الى مسائل مهمة تتصل براهن الفنون التشكيلية والقوانين والأموال لشراءالأعمال و مراجعة واقع الأروقة وما هو في رصيد الدولة من أعمال تحتاج الترميم والرقمنة و التعهد و دور الوزارة و الفنانين في كل ذلك و ضرورة القطع مع حالة التهميش لكي لا يغادر الفنان ماهو ابداعي الى ماهو تجاري فضلا عن مشاكل و عوائق تسويق الأعمال الفنية في تونس و خارجها بالنسبة للفنان التونسي و الفنان الأجنبي و بالالي لا بد من مراجعة القوانين و التشريعات في هذه الأغراض..

الكاتب و الاعلامي محمد المي قدم مداخلة نقدية عن القانون المنظم للجنة الشراءات و بحسب الامر المنظم للجنة شراء الأعمال الفنية بالرائد الرسمي للجمهورية التونسية بتاريخ 27 جوان 1989 والذي صدر تنقيحه بالرائد الرسمي للجمهورية التونسية بتاريخ 19 ماي 1995 مشيرا الى أنه يضم عدة ثغرات آن مجال مراجعتها بما يستجيب لتطور قطاع الفنون التشكيلية و من ذلك الفصل الثالث المتعلق بتركيبة اللجنة مبرزا المقترح بأن يكون رئيس اللجنة فنانا تشكيليا أو مدرسا للفنون التشكيلية له الكفاءة المطلوبة فضلا عن مسائل أخرى تتعلق بتمثيلية اللجنة و الرصيد الفني من الأعمال بخصوص المتحف و غير ذلك..ا

لدكتور فاتح بن عامر قدم مداخلة مهمة و في جوهر السؤال العام للندوة مشيرا الى الخلاصة التي هي "كما تكونون يولى عليكم" و تطرق بن عامر الى مسائل اصطلاحية و مفاهيمية ضمن التعاطي مع الجوانب التعريفية للفن و تحدث عن الجوانب الخاصة بالاعداد الثقافي و ضرورة الشراكة مع المجتمع المدني حيث نبه الى حالات التقهقر في السياسات و القطاعات الثقافية بالنظر لما بعد استقلال الدولة و أهمية احترام الفنانين لأنفسهم و كرامتهم و فنهم

و أشار الى ضرورة الارتقاء بواقع السياسات الثقافية في برامج الأحزاب و المنظمات بما يتناغم مع احترام الفنان و خلص للقول بتوطيد علاقات الفنانين التشكيليين مع غيرهم من المبدعين في الفنون الأخرى كالآداب و الموسيقى و السينما ..و دعا الى تكاتف الفنانين .

الفنان ابراهيم العزابي اهتم في مداخلته بمختلف الندوات التي نظمتها الرابطة منذ سنوات ضمن الاهتمام بسؤال الفن التشكيلي و واقعه و ضرورة الارتقاء بالفن و الفنانين مشيرا الى دور القوانين و التشريعات في النهوض بالواقع الفني و الحياة التشكيلية مشرا الى الحوافز و التشريعات و نبه العزابي الى ضرورة تكاتف الفنانين و تجميع جهودهم و مقترحاته للحفاظ على مكتسباتهم و مزيد العمل على تطوير واقع الفنون التشكيلية بتونس على غرار تطور واقع الفنون الأخرى مثل السينما و الموسيقى..

الدكتور وسام غرس الله رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين قدم مداخلة اهتم فيها بالقانون الأساسي للفنان و الذي أحيل الى مجلس النواب للمناقشة و النظر مشيرا الى ضرورة انتباه الفنانين الى التفاصيل و الوعي بالموضوع مبرزا تفاصيل بعض الفصول وحذر من لامبالاة الفنانين بهذا الأمر الذي بدأ الحديث عنه و النقاش بخصوصه منذ وزارة الفنانة سنيا مبارك و قد تفاعل الحضور مع هذه المداخلة لغرس الله لأهمية الموضوع و تعلقه بمستقبل و وضعية الفنانين و هو موضوع مهم يستدعي الانتباه و يتطلب لوحده ندوة كبرى .

الدكتور الحبيب بيدة اهتم في المداخلة بتاريخية الموضوع الذي قال اننا تطارحناه منذ أكثر من 44سنة منذ دخوله معهد التكنولوجيا و التعمير و الفنون سنة 1973 مبرزا أن المشاكل التي يتخبط فيها القطاع هي نفسها مشيرا الى أن اللوفر يوفر للدولة الفرنسية الكثير من الاموال و لا بد من التساؤل حول جدوى المتحف بالنظر لما يعود على الفنان و العودة لخطاب السياسيين منذ 2014 و مكانة الفن الذي لعب دورا في بناء الحضارات و التشييد و البناء و واقعه مقارنة بغيره من الفنون كالمسرح و السينما و الموسيقى...و قال " الخوف من فقدان مفهوم الفن و العلاقة الجمالية بين الفن و المحيط ...و رغم هذا الزخم نريد معرفة موقع الفنان التشكيلي في بلادنا بعد 60 سنة من الاستقلال...".

شفعت المداخلات بنقاش و حوار مفتوح عبر عن حرص الفنانين على حوافز و قوانين و تشريعات تصون الفنان و فنه و تنهض بالثقافة التشكيلية و الابداع الفني التونسي .

حول الموقع

سام برس