سام برس
قصيدة للشاعرعبدالقادر البنا

( احتفل بالجرح "7" )

الجرح في صدر السعيدة غائرُ *** فبمَ احتفالي فيك يا فبرايرُ ؟
يا فكرةً غربيةً منحَت بني *** صهيون ما حاكوا لنا وتآمروا
يا دعوةً معسولةً مسمومةً *** نادت على المستضعفين فبادروا
ودعَت لإسقاط النظام فأسقطَت *** قيماً واخلاقاً بهنّ نفاخرُ
أشْرعْتَ للفوضى على أشكالها *** باباً تدفّق منه شرٌ هادرُ
خامرتَ واستثمرتَ في البسطاء ما *** حملوه من أمل السنين وخامروا
وركبتَ موجة عزمهم وطموحهم *** وجعلتها جسراً عليه تسافرُ
بِعتَ الذين إلى ربيعك هرولوا *** بخساً بأسواق النضال تُتاجرُ
وجعلتَ من أحلامهم حطباً بهِ *** أدفأتَ من سلبوا سناك وغادروا
مُتنَ الأماني وانتحرن مطامحٌ *** ضِقن المناكب واتسعنَ مقابرُ
واغتيلتِ الأحلام كفّنها الأسى *** ونعى مطامحهُ الشبابُ الثائرُ
والوضع خلفك لم يزل متدهوراً *** وإلى المزيد من التدهور سائرُ
حربٌ وقتلٌ وانتشار مفاسدٍ *** ومجاعةٌ ومواجعٌ ومجازرُ
وروائح الدم أزكمت أنف المدى *** وقد ارتوى منها التراب الطاهرُ
هذي نتائجك التي خلّفتها *** هذي شرورك بالحمى تتطاير
ذكراك تبحث عنك تسأل هل أتى *** مستقبلٌ خصبُ الأماني زاهرُ
عن طفلةٍ ماتت بسَوط الجوع عن *** موتٍ تجرّعهُ المريض العاثرُ
عن راتبٍ وعن الزيادات التي *** بشّرتَ فيما اليوم زِدن مفاقرُ
عن وضع مغتربٍ تساقط حلمه *** يشقى وينهش فيه جارٌ جائرُ
وعن الكذا وعن الكذا يا نكبةً *** من إثرها نكباتنا تتكاثرُ
حتّامَ نكذب في هواك؟ إلى متى *** نبقى ندوس جراحنا ونكابرُ؟
وبمَ احتفالي فيك يدفعني لهُ *** من حققوا منك المنى وتآمروا
اللعنةُ الأنت التي حلّت على *** أوطاننا يا عارَ من بك قامروا

حول الموقع

سام برس