سام برس/ صنعاء/ عادل ثامر
دراسة حالة على حملة التوعية الوطنية للوقاية ومكافحة أزمة الكوليرا في اليمن

مع تسارع انتشار وتفشي وباء الكوليرا في اليمن خلال الفترة الماضية، وارتفاع حالات الإصابات والوفيات اليومية، وتدهور وإنهاك النظام الصحي في اليمن الذي وقف عاجزًا أمام مواجهة أسوأ فاشية من فاشيات الكوليرا، وخروج الأزمة عن إطار قدرة هذا النظام على معالجتها بمفرده، وفي إطار الاستجابة المتكاملة للوباء ومواجهته، تم التنسيق بين المركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي والسكاني والمنظمات الدولية، وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونيسف، بما تمتلكه هاتان المنظمتان من خبرات في مواجهة الأوبئة المعدية، وتم تنفيذ تدخلات استراتيجية لمحاصرة الوباء والوقاية منه، تمثلت أبرز هذه التدخلات الصحية في حملة التوعية الوطنية للوقاية ومكافحة الكوليرا، واعتبر الكثيرون - ومنهم مدير عام المركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي والسكاني - أن هذه الحملة هي الأكبر في تاريخ المركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي، وأنها تتجاوز مجرد حملة توعية إلى كونها تدخلًا استراتيجيًا، وتم توظيف مختلف الوسائل والأساليب اللازمة في عملية الوقاية ومكافحة الكوليرا، وبالشراكة مع عدة منظمات دولية وجهات حكومية، وتعاون أفراد المجتمع.

من هذا المنطلق تأتي هذه الدراسة كمحاولة لتقييم هذه الحملة - التي وُضعت ونُفذت من قبل خبراء وهيئات ومنظمات دولية ومحلية - من منظور استراتيجيات ومعايير التسويق الاجتماعي في تدخلات الصحة العامة والاستراتيجيات الاتصالية لتوظيف وسائل الإعلام الاجتماعي في الحملات الصحية، وبناء على ما سبق تتمحور مشكلة الدراسة في الآتي:

"رصد وتحليل وتقييم فاعلية توظيف استراتيجيات ومعايير التسويق الاجتماعي، إلى جانب الاستراتيجيات الاتصالية عبر وسائل الإعلام الاجتماعي في حملة التوعية الوطنية للوقاية ومكافحة أزمة الكوليرا في اليمن".

اعتمدت الدراسة على منهج دراسة الحالة، حيث تم الاعتماد على عدة أدوات في جمع بيانات هذه الدراسة، أبرزها: جمع بيانات من الدراسات والأدلة والتقارير والمطبوعات والوثائق والكتيبات الصادرة عن وزارة الصحة العامة والسكان ومنظمة الصحة العالمية، وجهات حكومية يمنية شاركت في حملة الوقاية من الكوليرا ووضع خطط الاستجابة لها، وأساليب مكافحتها. بالإضافة إلأى مقابلة متعمقة مع نائب مدير عام المركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي، وكذلك تحليل كيفي لمقابلة تليفزيونية مع مدير عام المركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي والسكاني، وقد استخدمت الدراسة أداة تحليل المضمون في التحليل الكمي لمنشورات الحملة عبر صفحات الفيس بوك.

وقد أظهرت أبرز النتائج استخدام شبكات التواصل الاجتماعي في الحملات، وإن كان هناك نقص واضح في ممارسة الحوار التفاعلي مع الجمهور عبر هذه الوسائل؛ إذ لم تُنشر أرقام هواتف القائمين على إدارة هذه الوسائل وعناوينهم على البريد الإلكتروني، كما لم يتم عمل استطلاعات لرأي الجمهور ونشره على الوسائل الاجتماعية التي وظفتها الحملة، كما أشارت النتائج إلى الافتقار إلى خلق مزيج وتكامل بين وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة محل الدراسة.

حول الموقع

سام برس