بقلم/ محمود كامل الكومى
أنا حبّي دمعةٌ هَجَرَتْ إن تَعُدْ لِي أشعلتْ بردى

بردى ..(فى دمشق ينبع من بحيرة نبع بردى في جنوب الزبداني على سلسلة الجبال السورية شمال غرب دمشق ويصب في بحيرة العتيبة جنوب شرق مدينة دمشق، مارا بمدينة دمشق ودمشق القديمة والغوطة), جرت الدموع وأنسابت فأشعلت بردى ,وأمتلىء النهر زبداً وعلى طفتاه الشهداء يرتلون الأنجيل وآيات من القرآن , أما تكفى سبع سنين عجاف ! صمد فيهم النهر مُجَدِدا مياهه من حمرة الدماء , أما تكفى خيانة درع الفرات !ذلك النهر المِقدام الذى بدى نبعه مصدر خراب وتأمر اردوجان , أنها الحرب قد تثقل القلب , لكن خلفك عار الملوك والأمراء العرب , أنهم يتآمرون ليحولوا عذبُ فرات بردى الى ملح أُجاج , فحكام الخليج يضمرون الشر للهلال الخصيب والشام لأنهم يفتقدون الى قطرة مياه أنهارها وعذب فرات بردى , أنهم يمولون الشيطان , بعد أن فشلوا فى حرب الوكلاء وانكسرت شكوتهم كأدوات ( داعش والنصرة وجيش الأسلام والأخوان والجيش الحر ..الخ)وتطهرت الغوطة مسرى بردى من كل الأدوات والعملاء التى أستعملت فى الحرب بالأنابة , فقضى عليهم الجيش العربى السورى وأعاد لبردى الجريان .

لم يترك حكام آل سعود لشعبنا السورى أن ينعم بالنصر على الأدوات فى الغوطة ليستقر ويأمن اهلنا فى دمشق , ولا أن يناجى الحبيب حبيبه :

مُرَّ بي يا واعداً وعدا مثلما النسمةُ من بردى

تحمل العُمْرَ تُبدِّدُه آه ما أطيبه بَدَدا

فالشام مهد الحضارة ومهبط الفن والثقافة ومحراب الحب والأحبة ,فكانت الضغينة من جانبهم وصارت المكيدة للقضاء على التراث الحضارى والأنسانى فى سوريا , أملا أن تضحى للكراهية عنوان وللقتل والدماء بدداً ما أحقره , فكانت رحلة بن سلمان الى بلاد العم سام والأنجليز والفرنجة لحثهم على العدوان وأغرائهم ب 1300 مليار من الدولارات ومغازلته أسرائيل بالتصريحات التى تتنكر لحقوق الشعب الفلسطينى ليدغدغ مشاعرها لتدمير سوريا , لتجف منابع بردى, فوعدوه بتبديد العمر لشعبنا السورى نساءاً ورجالاً وأطفال , وكأنه يستعيد تاريخ المملكة العقيم , حين كشفت الوثائق الأمريكية المفرج عنها عن خطاب ارسله الملك (فيصل) يحث فيه الرئيس الأمريكى الأسبق (جونسون),أن يدعو أسرائيل بأن تعجل ضربتها على مصر وسوريا لتنهى حكم جمال عبد الناصر , ونضاله من اجل الوحدة العربية وجزاءا له على مساندة الثورة اليمنية , فكانت حرب تموز(يونيو)1967.

"هكذا السيف ألا انْغَمَدَتْ ضربةٌ والسيف ما انْغمد",فصليل السيوف يقرع الآن على شاطىء بردى وبلاد الشام , وحاملات الطائرات والمدمرات والأساطيل تمخُر عباب البحر المتوسط من دول الاستعمار القديم والجديد (أنجلترا وفرنسا وربيبتهم أسرائيل ) مذكرين بالعدوان الثلاثى على مصر 1956 , ومعهم الأمبريالية الأمريكية بكل غطرستها ومافيا المارينز والبلاك ووتر وال C I Aفى عدوان سافر يحقق ماعجزت عنه الأدوات والوكلاء وثأراً لهزيمتهم النكراء , ويلبى طلب حكام الرجعية العربية , بأستبدال العدو الوجودى للأمة العربية (أسرائيل )بعدو وهمى هو( أيران ),الهدف فى جميع الأحوال القضاء على حلف مقاومة أسرائيل ,وتحقيق الأمان لها على طول التاريخ من أجل أسرائيل الكبرى من النيل للفرات – لكنهم كما عملائهم ووكلائهم فى الغوطةوكما سقطت الأمبراطوريتين الأنجليزيه والفرنسيه فى أعقاب هزيمتهما فى السويس 1956 , سترتد ضربة السيف الى صدورهم تنحرهم لتسقط الأمبراطورية الأمريكية على ارض سوريا وسيحميها الله ونضال شعبها وجيشها من غمدة السيف , "واعدي الشمسُ لنا كرةٌ إن يدٌ تتعبْ فَنادِ يدا" .

ويبدو أن آثار حرب الأفيون التى شنت على شعبنا العربى منذ زيارة السادات المشؤمة للقدس مازال فعلُها ودخانها يملىء المحيط العربى , فبعد خراب مالطه بكينا على اللبن المسكوب والدم المراق بأحتلال أمريكا للعراق , وقد شاركنا فى تدميرهابالفعل وبالصمت على العدوان

ولم نع الدرس فكررنا المأساة فى ليبيا وتركناها لتنهش احشائها مافيا الأرهاب المدرب صهيونيا وأمريكيا غربيا , وعدنا نبكى على الأطلال , وتفاعلنا مع عاصفة الحزم السعودية الأمريكية التى دمرت الأخضر واليابس على أرض اليمن ,وبعد 3 سنوات عدنا نبكى اليمن التعيس الذى يموت أطفاله ونسائه وقد حاصرته الأمراض والمجاعة نتيجة القصف السعودى للبشر والحجر فصار بوار بعد أن كان يمنا سعيدا بأقتدار .

فهل يع شعبنا العربى من المحيط الى الخليج الدرس مما سبق من مؤامرت على أجزاء من وطنه العربى فيفيق من آثار حرب الفيون التى تمارس عليه من حكامه عملاء الأمبريالية والأستعمار , واِعلام مافيا رجال الأعمال أذناب الرأسمالية الصهيونية وأس الخراب , ويتطهر من تسلطهم على عقله وينتشى ويمسك بيده الصولجان , ويزحف الى دمشق يسرى كمسرى بردى وفى كل العواصم العربية , يقاوم العدوان الأمريكى الغربى الصهيونى على سوريا ويحاصر سفارتهم هنا وهناك , ليمنع وقوعة على عاصمة الأمويين وحاضرة العباسيين , وغير ذلك نهاية الأمة العربية -فالأمل مازال موجود والرهان على الشعب العربى أكيد ليثور من أجل سوريا وكما قال الزعيم جمال عبد الناصر :أن الشعب هو القائد وهو المعلم وهو الخالد أبداً.

وأذا كان من نفرِ استعدى قوى العدان الأمريكى الصهيونى الغربى على سوريا لتجفيف مياه بردى وقتل الأبرياء من شعبنا على ضفتاه ,وقدم الف من المليارات ويزيد أمعانا فى العداون ,فأن بردى يُشهد الحرمين الشريفين فى مكة والمدينة على مسلك ينافى قيم الحج والأسلام ,ويساهم فى قتل الأبرياء .

و رُبَّ أرضٍ من شذىً وندىً وجراحاتٍ بقلبي عِدى

سكتت يوماً فهل سكتت؟ أجملُ التاريخِ كان غدا

وغداً ستشرق شمس سوريا تنير أمتنا العربية حين تقضى على العدوان وتنتصر على المؤامرة الكونيه ,فهيا يا شعبنا العربى , بردى يستمد عذبه الفرات من زمزم الآن فمن يريد الحج فالى دمشق , نلبى نداء الرحمن .

*كاتب ومحامى - مصرى

حول الموقع

سام برس