بقلم / غالب راشد
شنّت السفن والبوارج والطائرات الحربية الأمريكية والفرنسية والبريطانية صباح هذا اليوم هجوما صاروخيا ب 110 صواريخ مجنحة على مواقع مدنية وعسكرية سورية بالسفن والطائرات انطلاقا من البحر المتوسط والقواعد العسكرية في قبرص وقطر ، وقد اعلنت دول العدوان أنها أصابت ودمّرت مستودعات الأسلحة الكيميائية وغاز السارين في ريف حمص وكذلك تدمير المطارات العسكرية ومراكز البحوث العلمية ، وأعلنت رئيسة وزراء بريطانيا أن هذه الضربات ضربات استباقية ورسالة للنظام السوري لمنعه من استخدام الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين في المستقبل.

وقد تعالت الأصوات المرحبة والمنددة بالهجمات في آن معا ولكن بنظرة غير حيادية ومنحازة إلى الدولة العربية السورية المعتدى عليها نؤكد أن العدوان الثلاثي على الشقيقة سوريا قد فشل فشلا كبيرا في تحقيق أهدافه ، وأن هذا العدوان الهمجي جاء استكمالا للعدوان الصهيوني على مطار "التيفور" الذي وقع قبل أقل من اسبوعين وفشل في تحقيق أهدافه أيضا .
تأتي هذه الاعتداءات والهجمات الصاروخية ردّا على اتهامات للدولة السورية باستخدام الكيماوي في مدينة دوما في الغوطة الشرقية في 7 -4 -2018 وقبل بدء البعثة الدولية لتقصي الحقائق عملها في سوريا والتي طالبت بها الحكومة السورية وأصرت على مجيئها وأخذ العينات من الأماكن المزعومة التي تعرّضت للهجوم الكيميائي.

إن هذا الهجوم الصاروخي وغيره لن يغيّر من الواقع شيئا فالانتصارات على أرض الميدان متواصلة والأراضي المغتصبة من قبل العصابات الإرهابية المتبقية سيتم تحريرها ومسرحيات الأسلحة الكيماوية ستتكرر والاعتداءات الأمريكية والغربية والصهيونية ستتوالى كلما اقترب الجيش العربي السوري من تطهير الأراضي السورية من دنس الإرهاب ومن مرتزقته .

لقد أفشلت الدفاعات الجوية السورية العدوان واستطاعت أن تتصدى لهذا الكم الكبير من الصواريخ الامريكية والبريطانية والفرنسية وتسقط عددا كبيرا منها إما عن طريق تفجيرها في الجو أو عن طريق حذف مساراتها وتحرمها بالتالي من إصابة أهدافها. حقا لقد كانت الصواريخ الأمريكية جميلة وذكية ولكنها معدومة الفاعلية حسب تعليق صحيفة " يدعوت أحرنوت " العبرية

لقد فشل العدوان الثلاثي منذ اللحظة الأولى حين تمّ دفع ثمنه مقدَّما من دول البترودولار بعد أن انهزم مشروعها في اسقاط الدولة السورية وبعد القضاء على آخر جيوب الغدر المموّلة خليجيا في الغوطة الشرقية

وفشل العدوان حين نصّبت أمريكا وفرنسا وبريطانيا من نفسها قاضيا وحاكما وجلّادا وقررت تطبيق شريعة الغاب بنفسها دون أن تكلّف نفسها عناء الاستماع لوجهات نظر الآخرين والتأكد من صدقية الآدعاءات المفبركة بل هي نفسها من قام بإخراج هذه المسرحية الهزلية المضحكة مما يؤكد للعالم الحر وللضمائر الحية أن هذه الدول لا زالت تعيش على إرثها الاستعماري في نهب خيرات الشعوب واستعبادها وترى نفسها فوق كل قانون ومساءلة

وكيف لم يفشل العدوان ومندوبة أمريكا الصهيونية حتى النخاع نيك هايلي تقول أن 50 هجوما كيماويا للنظام السوري قتلت 200 مدني مما يثبت كذب هذه الافتراءات وزيفها فل يعقل تدمير دولة وتحطيم قدراتها لأسباب كاذبه ومعلومات مضللة كما حدث في احتلال العراق عام 2003

وفشل العدوان الهمجي لأنه أثبت بما لا يدع مجالا للريبة والشك أن العدو الأصيل دخل مباشرة على الساحة بعد هزيمة أذنابه من العصابات المسلحة الإرهابية التي امعنت تقتيلا وذبحا وتنكيلا ومارست شتى أصناف التعذيب والعسف والظلم والتجويع بحق المدنيين السوريين في القرى والبلدات والمدن التي سيطروا عليها بحبل موصول بالمال والسلاح من بعض دول الخليج والغرب والكيان الصهيوني وهذا ما اعترف به وزير الاخارجية القطري السابق سيء الصيت " حمد بن جاسم " حين أكد أن دول لبخليج انفقت بآوامر أمريكية 147 مليار دولار على تسليح وتدريب المسلحين في سوريا ودعم الانشقاقات بهدف اسقاط الدولة السورية " بأوامر أمريكية " خدمة لإسرائيل بهدف تصفية القضية الفلسطينية وهذا يتماهى مع التقارب الصاروخي بين السعودية واسرائيل في القواسم المشتركة والتصريحات المتناغمة حول الفلسطسنيين وحول الخطر الايراني المزعوم
#وقد فشل العدوان الثلاثي في كسر الإرادة الصلبة لدى القيادة والجيش والشعب السوري فكانت ردة الفعل العفوية للشعب السوري الذي ما أن سمع عن أنباء العدوان حتى خرج بالمئات والآلاف إلى الشوارع يتوشّح بالعلم الوطني ليؤكد وقوفه خلف قيادته وجيشه الذي يدافع عنه منذ سبعة أعوام ويقف في وجه قوى التكفير والجهل والظلام

إن دول العدوان هذه حين تؤكد أنها قصفت مخازن للأسلحة الكيماوية وغاز السارين وعلى فرضية صحة ذلك فهذا العمل جريمة ضد الإنسانية ترتكبها هذه الدول فكيف تطالب بمعاقبة النظام السوري على استخدامه غاز الكلور وقتله ل 200 مدني في 50 هجوما كيماويا مزعوما وتقوم هي بقصف مخازن هذه الأسلحة التي لا بد أن تحتوي على مئات الأطنان من المواد والغازات الكيماوية والتي ستحدث كارثة انسانية تفوق نتائجها الهجوم الأمريكي الذري على هوريشيما وناجازاكي في اليابان .

وهذا دليل آخر على كذب هذه الدول ونفاقها وعنجهيتها ودلالة على عدم احترامها لأدنى معايير الإنسانية والأعراف الدولية
والآن على الدولة السورية وروسيا الاصرار على مجيئ فرق تقصي الحقائق وحثها على أخذ عيّنات من الأماكن التي تعرّضت للقصف الهمجي لكشف زيف وكذب ادعاءات دول العدوان .

حول الموقع

سام برس