بقلم / أحمد عبدالله الشاوش
أشعلت " قطر" منطقة الشرق الاوسط ، وقلبت الشارع العربي رأساً على عقب ، وتمردت على الاجماع العربي ، وكتبت النهاية المأساوية لعدد من الرؤساء والزعماء العرب وماتزال وفق السيناريو الامريكي الاكثر بشاعة بعد ان تبنت " الدوحة" استراتيجيتها الخارجية للتأثير في الدور الاقليمي على حساب البيت العربي ، نكاية بالسعودية عبر تحريك آلاف الخلايا والجماعات المسلحة وترسانة من اعشار علماء السلطة والصحفيين والاعلاميين والمثقفين والسياسيين والدبلوماسيين" من تجار الحروب .

وبالمال القطري استطاعت الدوحة ان تستقطب شياطين الجن والانس الذين وضعوا لها استراتيجية أدخلت المنطقة العربية في نفق مظلم عبر نفخ قناة الجزيرة في كير " الفتنة" والعلاقات المشبوهة ، تارة تحت عنوان حماية الامير والسيادة الوطنية ، واخرى تحت يافطة تصدير الحرية والديمقراطية وأيدلوجيا الإسلام السياسي ، وثالثة محاولة تدمير ما تبقى من الجيوش العربية استجابة لرهانات ومشاريع تخدم الصهيونية ، رغم ان حكام قطر لايؤمنون بقيم الحرية والديمقراطية أو يسمحون للجماعات الإسلامية بتطبيق نموذجها في الدوحة ، وأن تحرير فلسطين والقدس الشريف مجرد أسطوانة مشروخة ضمن اللعبة السياسية والزوبعة الإعلامية كشأن الكثير من الدول العربية وبعض المنظمات الفلسطينية التي أصبحت تحمل أسفاراً مع احترامنا للمقاوم الفلسطيني الشريف.

اصلاح تعز ..!!

كما ان دعم الدوحة الكبير للتنظيم العالمي لجماعة الاخوان المسلمين خير شاهد على التوجه السياسي غير الموفق والتدخل في شؤون وسيادة الكثير من البلدان العربية والاسلامية ، وما اصلاح " تعز، الذي يُعد أحد أجنحة جماعة الاخوان المسلمين المدعوم من" الدوحة" والقافز على مبادئ وقيم وأيدلوجيا حزب الاصلاح ، إلا دليل قطعي على محاولة تركيع " تعز" ومواصلة تدميرها عبر نغمات التحريض والفتنة التي تتبناه الناشطة توكل كرمان والشيخ حمود سعيد المخلافي من فنادق إسطنبول ، دون أن يشعر هذا الجناح " الهائج" وغيره من بعض نُخب الاحزاب السياسية اليمنية المتمثلة في الحزب الاشتراكي والناصريين والمؤتمريين والحوثيين وغيرهم ، ان البيت اليمني أكبر من كل الاحزاب والاجنحة والولاءات الشخصية والمحلية والاقليمية والدولية ، وان الرجوع الى الحق فضيلة وضرورة البقاء على قيد الحياة تدعو الى كلمة سواء وتدفع نحو بناء الدولة واستعادة المؤسسات عبر قيم التعايش.

ومن الطريف في الامر أن طيور الثورة " نور" و" مهند " الغارقين في العسل ورومانسية فنادق وشاليهات اسطنبول ومتابعة الارصدة يتحدثان عن النضال والكفاح بعد ان فرا من تعز بالمال والبنون ، ويسهبان في وسائل الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية والمؤتمرات والتصريحات ذات الدفع المسبق عن تحرير " تعز " والتباكي على أبنائها ومآسيها واطلالها وقتلاها وجرحاها ومشرديها ونازحيها ، مع علمهم اليقيني ان تعز ضحية للصراع القطري –السعودي- الاماراتي – الإيراني الذي أغتال أحلامها المشروعة.

ومن المؤسف والمخجل ان ثوار الساحات في الدوحة وإسطنبول والرياض وابوظبي والقاهرة وعمان تحولوا الى ثوار للرومانسية على غرار مسلسل "نور" و"مهند " محاولين اختزال " تعز " و سكانها وثقافتها وجغرافيتها ومواقفها " في" ناشطة وشيخ " وآخرين ، وكأن تعز" عزبة خاصة أو تركة "في ايادي بعض الاقطاعيين الجدد التائهين الذين استبدلوا الوطن بعرض الدنيا ومنحوا أنفسهم الحق "الحصري" في المدينة الحالمة وتوزيع صكوك الغران.

ورغم تلك المحاولات العقيمة وشحن الشارع ولغة التحريض والدعوة الى الاقتتال والثأر عبر استغفال البسطاء والحمقاء الذين لا يدركون حقيقة ثوار " الدوحة" ، وأجنحة الامارات والسعودية ..

إلا ان أبناء مدينة " تعز" الصامدة جمهوريين ووحدويين حتى النخاع يدركون حجم المؤامرة لاسيما بعد أن دفعوا ضريبة بلاحدود ، ولايمكن ان يستمعوا الى الصوات " ثوار" الفنادق بعد ان كشفت الازمات منذ احداث الربيع العربي وحتى اللحظة نواياهم " الخبيثة" والاستغلال الابشع لمظالم وطموحات شباب الثورة " الشرفاء" الذين سُفكت دمائهم في ميادين الحق ولم تتلوث أياديهم بالمال الخارجي ، وكذلك سقوط الكثير من النُخب الفاسدة والاحزاب المتهالكة وتجار الحروب والدمى السياسة.

ولذلك فإن الكثير من التساؤلات والاتهامات تطرح اليوم في الشارع اليمني والخليجي والعربي بقوة عن لعبة حكام قطر التي حولت العالم العربي والاسلامي الى جحيم وعرضت شعبها وأمنها القومي للخطر بأدوارها المشبوهة عبر تروس التنظيم الدولي للإخوان المسلمين وغيره من النُخب التقدمية المفلسة والتنسيق مع تركيا على حساب سمعتها في حالة أقرب الى جنون العظمة .

لا نريد لإخواننا حكام قطر والسعودية والامارات والبحرين ومصر وغيرها من الدول العربية أن تعاني من ضيق في النفس أوغياب الضمير ونزيف المسؤولية ، بل قراءة الواقع بكل مسؤولية بعيداً عن الشطحات والاستعلاء ، والترفع عن الضغائن والفجور واصلاح ذات البين لإحلال الامن والاستقرار ، بدلاً من تجييش المرتزقة الذين خانوا شعوبهم ، وسيبيعونكم في أول مزاد اذا سنحت الفرصة ، لذلك أجنحوا الى العدل والسلم والتسامح والتفاؤل وأزرعوا الخير والحب تحصدوا الامن والسعادة.

كما يتساءل الكثير من العقلاء العرب، هل يحتكم أمير قطر وماتبقى من حكماء الدوحة الى لغة العقل والمنطق واستلهام قيم التسامح والتعايش والروابط الدينية والتاريخية والجغرافية والاجتماعية ببدء صفحة جديدة مع دول الجوار بإعادة صياغة السياسة الخارجية " العدائية" التي نشأت كرد فعل عنيف على هيمنة البعض ، ومحاولة اذابة الجليد السياسي والاحتقان الدبلوماسي واطفاء بؤر التوتر في سوريا واليمن وليبيا ومصر،، بدلاً من استعراض القوة والانتقام المريع، حتى يلتئم الجرح وتهدأ الخواطر ويلتئم الشمل العربي ، لاسيما بعد ان أدرك الجميع التوحش الامريكي والابتزاز بلاحدود لـ قطر والسعودية والامارات بعد استثمار " الازمة" والنفخ فيها والانفراد بكل حاكم على حده وفقاً لسياسة فرق تسد ، علماً انه لو صدقت النوايا لدى امريكا لرأب الصدع لكان لها ذلك باتصال تلفوني ، إلا ان ترامب تاجر جشع على يمنية تلفون ساخن وفي الجهة الاخرى آله حاسبة وكل شيء بحسابة ، يصاحبها عدد من التصريحات والوصفات المسكنة والمهيجة.

كنا ومازلنا نتمنى من الادارة الامريكية ان تصدق مرة مع قطر والامارات والسعودية ومصر وغيرها من الدول العربية التي تدور في فلك واشنطن ، وان تقدر الثروات المبتزة والصفقات التي امتصت البطالة وشغلت مصانع امريكا وانعشت اقتصادها على حساب المواطن العربي والتنمية والاقتصاد الخليجي ، لكن امريكا تصنع " النثرات" وتستغل المآسي وتدير الجرائم والاخطاء القاتلة وتساوم وتبتز حكام الخليج دون خجل وتغض الطرف وتزود تلك الدول والجماعات بآلة الدمار لضرب اليمن وسوريا وليبيا ،، بالقنابل العنقودية والصواريخ المحرمة وتورطها عبر ادواتها وتوثق ملفات سرية تدفع بها الى ادواتها من سماسرة المنظمات الحقوقية والانسانية و السياسية وتسيير المظاهرات والاحتجاجات والشكاوى الى الجنايات الدولية وغيرها لممارسة مزيد من الابتزاز وفي النهاية تضحي بأدواتها ، كما فعلت مع شاه ايران والسادات وضياء الحق ..

فهل يحتكم الكبار الى لغة العقل بعيداً عن الغرور ليرتاحوا ويريحوا شعوبهم وينطلق الجميع الى الغد المشرق بدلاً من الهواجس والاحقاد والتآمر ، مالم سنظل أضحوكة العالم.. أملنا كبير.

Shawish22@gmail.com

حول الموقع

سام برس