سام برس/ تونس / شمس الدين العوني
بانوراما من تفاعلات الذات تجاه الهواجس و الحلم ...

الفنان يستعيد رؤاه للأشياء و هواجسه و تجليات لحظاته و هو يشير للآفاق تقصدا للعبارة الفنية التي تكتب باللون حالاته و أحواله في الزمان و المكان حيث القول بالتشكيل لأسطرة العلاقة المتعددة بين الانسان و العناصر و الأشياء و في ضرب من التعبيرات المخصوصة ..

و هنا نمضي مع الأعمال المتوزعة في فضاء العروض الفنية التشكيلية برواق الفنون القسنطيني بالشرقية .. أعمال فنية بأحجام مختلفة بالزيتي هي ابداعات الفنانة التشكيلية هادية بوخروبة انتظمها عنوان " أسطورة " و منها نذكر لوحات "عبق الروح " و " وعي و جمال " و " دموع الطريق " و
" نظرة ثالثة " و " طموح " و " نوة " و عشية صيف " و " أيام زمان " و " سفر " ... و غيرها..
تعمل الفنانة هادية في لوحاتها و كما ذكر ذلك الفنان الكبير الهادي التركي في كلمة تصديرية بالكاتالوغ المعد للمعرض على " حساسية حالمة وشعر للقول بالعبارة..." .

ثمة سعي للتعامل مع المواضيع و الحالات من قبل الفنانة بكثير من البساطة و العمق من خلال هذا التدوين الفني لمشاعر و أحاسيس و مواقف و أفكار و كل ذلك لتأخذنا الى أسطورتها الراهنة تجاه العالم و الأحداث .
لوحات الرسامة هادية بوخروبة التي تفتتح معرضها هذا السبت 12 ماي برواق القسنطيني تمثل حيزا من تجربتها حيث كانت لها مشاركات متعددة في تظاهرات فنية تشكيلية و معارض جماعية و فردية فضلا عن تجربتها مع الكتابة و البرامج المختلفة التي منها حكايات و قصص مكتوبة للأطفال .

هي لعبة العبارة بين الكلمة و اللون و هنا تتعدد أدوات التعبير لدى الفنانة لتكشف عن تفاعلاتها مع المحيط من حولها و ما يعتمل فيه من حالات و مناظر و مشاهد ديدنها في ذلك الحلم و المسحة الرومنتيكية و الذات التي منها تمضي نحو الآخرين لتعود اليها و قد أرهقها السفر و الحلم و الانكسارات التي تعبث بأحوال الانسان..
معرض أسطورة هو بمثابة السفر القديم المتجدد في ميثولوجيا الانسان الذي لا يمكنه الا أن يتقن لعبة الحلم بوجه السقوط و الانكسار و التداعيات المربكة..

هي لوحات الحلم و الأمل الملون و الحنين تجاه الذكرى و الزمن الجميل و العادات التي طبعت جوانب من حياة الكائن على غرار لوحتي " أيام زمان " و " عشية صيف " كما تبرز تلوينات تراثية فيها العبارة الفنية المشيرة الى الأصالة في أعماقها من ذلك لوحة " نوة ".

معرض بكثير من البراءة و البساطة و الصدق فيه بانوراما من تفاعلات فنانة مع هواجس ذاتها تجاه الآخرين..تجاه العالم..

و في ذات السياق هو معرض ضمن معارض أخرى و ورشات و أنشطة فنية باشراف الفنان عم ابراهيم القسنطيني الذي يقول عن معرض هادية "..بوصفي عصامي في بدايات فني بادرت بأن يكون المعرض و هذا المركز مفتوحا لأشجع من خلاله الشبان و العصاميين لكي يتعلموا و يكسبوا الخبرات و بلا مقابل أشجعهم فهم مبدعو الغد في تونس الثقافة و الابداع.."هكذا هو معرض الفنانة هادية بوخروبة بالرواق
بمركز البحر الأبيض المتوسط للفنون و الحرف الذي هو قيد الانجاز و البناء و هو أول مركز من نوعه بشمال افريقيا و في جهة الشرقية 26 نهج المعادن قرب مؤسسة "اوريدو" الكبرى ..و يقول الفنان ابراهيم القسنطيني "..

المركز هو في آن واحد مقر للأساتذة المتقاعدين في الخارج لاقامتهم لمدة ثلاثة أشهر و الذين يقدمون الحصص الدراسية و التكوينية قصد تطوير الصناعات التقليدية و تقديم المادة المساعدة على ابراز الخبرة و الاستفادة من تجاربهم و ذلك في فصل الصيف و هم من العالم و بالخصوص من فرنسا و ايطاليا و اسبانيا و الصين حيث يتكفل المركز باقامتهم ..هذه العملية تكون مشروعا فيه أهمية كبرى و ما أحوجنا في تونس لمثل هذه التجارب حتى يتمكن الحرفيون و يتم تأهيلهم و تكوينهم بهذه الخبرات لينهض مجالنا الصناعي الحرفي و ينمو و يتطور بالثقنيات و الخبرات العصرية ..هذا المركز الذي هو الأول من نوعه به تجهيزات موجودة لكل أنواع الحرفيين من آليات للنحت على الرخام و صب النحاس الفني و المسابك ..اذن هو أول مركز بشمال افريقيا و المتوسط ..".. لوحات الرسامة هادية بوخروبة تفتتح معرضها هذا السبت 12 ماي برواق القسنطيني ..و العنوان هو " أسطورة " .

حول الموقع

سام برس