بقلم/ أحمد عبدالله الشاوش
أدت السياسات الاقتصادية الفاشلة في الأردن الشقيق ، والفساد المستشري ، وطواحين الجرع ، والمعالجات القاصرة ، وسياسة " التجويع " إلى انهاك وافقار الشعب الأردني الذي نفد صبره ووصل الى حافة الهاوية بعد ان فقد " الثقة" والمصداقية في سياسات حكوماته العقيمة ، لاسيما بعد ان بلغت ديونه 37 مليار دولار بواقع 96,1 من الناتج المحلي ، بالإضافة الى مليون نازح سوري وعراقي وليبي ويمني ، وممارسة بعض الدول الإقليمية والدولية العديد من الضغوط لتفجير الوضع وتمرير أجندات مشبوهة تحت اشراف " ذئاب " صندوق النقد الدولي الذي ما وطئت قدمة دولة إلا وحولها الى إلى اطلال واعجاز نخل خاوية.

تلك السياسات العقيمة، والبطون الخاوية والاسعار الجهنمية التي تُعد الاغلى على مستوى العالم ، هي التي دفعت الشعب الأردني الغارق في المعاناة والمآسي للاندفاع والمشاركة في الاحتجاجات الغاضبة للتعبير عن " رفض" مشروع قرار ضريبة الدخل وارتفاع الأسعار لثلاث مرات خلال عام .


لا ندري الى أين سيصل سعير الاحتجاجات لاسيما بعد ان قاطع المحتجون دعوة رئيس مجلس النقباء علي العبوس بتعليق الاحتجاجات، ولم يكتف المحتجون بتقديم حكومة الملقي استقالته وتكليف الرزاز ، لاسيما بعد ان أرتفع سقف مطالب المحتجين الى ضرورة عمل حكومة انقاذ ، كما ان اعلان رئيس الحكومة الأردنية الجديد " الرزاز" سحبه لقانون الضريبة جزء من حل الازمة.


ومالم يسارع العاهل الأردني وكل المخلصين الى الجلوس على طاولة " لإنقاذ" البلد والشعب بنوايا صادقة ووفق مقولة "اذا أردت ان تطاع فأمر بما يستطاع " واتخاذ قرارات سياسية جريئة ومتوازنة الهدف الرئيس منها حماية أمن واستقرار الأردن وإلغاء مشروع قانون الضريبة وتحسين معيشة المواطن الأردني قدر الإمكان من خلال اتخاذ عدد من السياسات الناجعة ، ومحاسبة الفاسدين ، وإعادة النظر في قرارات واشتراطات البنك الدولي " القاتلة" ، ووقوف الاخوة " الخليجيين " بصدق فإن الازمة الأردنية وطوفان المحتجين قد يضرب في عمق الدولة والمواطن وحممه ستصل الى المنطقة الأكثر اشتعالاً ، ولنا في شرارة الربيع العربي التي انطلقت من تونس البوعزيزي" عبرة" ، كون الجوع "كافر" ووجه آخر للفساد.


مازلنا وسنظل نأمل خيراً في نصرة إخواننا الخليجيين لـ " انقاذ" الأردن دولة وحكومة وشعباً ، ولابد من موقف مشرف ووقفه تاريخية جادة ، لاسيما وأن الأردن يحدق به الخطر من كل الاتجاهات وهو بحاجة ماسة الى مطافي " الكويت  ، والسعودية ، والامارات ، وقطر ، والبحرين ، والاخوة العرب للمساهمة في حل " الازمة " الطاحنة والمديونية القاتلة البالغة 37 مليار دولار وانعاش الاقتصاد ، وانقاذ الشعب الأردني ذو النخوة والاصالة العربية واخراجه من دوامة الفقر والجوع والعطش والرهانات الخاسرة والمشاريع المأزومة.


كما أتمنى شخصياً كمواطن عربي  وكلي " ثقة" ان يبرهن القادة الخليجيين على المواقف العربية الاصيلة ونصرة الأردن الشقيق في إنقاذه من الخطر الداهم ، عملاً بالقيم العربية وروابط الدين واللغة والتاريخ المشترك وتجسيد روح الاخوة ، لاسيما وان اجماع هذه الدول على حل ديون الأردن مجتمعة سيسجل سابقة في التاريخ المعاصر وموقف نبيل  ويعيد الثقة الكبيرة لدى كل عربي بانه مهما تنوعت السياسات وكشرت نوائب الدهر عن انيابها فإن الوطن العربي مازال بخير وكالجسد الواحد اذا اشتكى عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ..


فهل يبادر قادة الخليج الى" انقاذ" الأردن واطفاء الحرائق وتسجيل انصع الصفحات في تاريخ الامة .. أملنا كبير.



Shawish22@gmail.com


حول الموقع

سام برس