سام برس
يصادف اليوم الاثنين الذكرى السنوية التاسعة لاستشهاد شهيد فلسطين والامتين العربية والاسلامية ياسر عرفات "أبو عمار"،الشهيد المسموم الذي راح ضحية مؤامرة دنيئة مقتولا بمادة "اللوتونيوم" بعد أن أكتشف ذلك فريق سويسري بتكليف من ارملة الزعيم الفلسطينى الراحل سهى عرفات ووجدوا " اثارا " للبولونيوم -210 القاتل ، على بعض ملابسه، مما يوحي بأن عرفات تم أغتالة بطريقة مخابراتية بحتة من الموساد الاسرائلي أو عملاء الموسادالذي هرول الى نفي التهمة عن مسؤولية جهازة والتسويق بأن وفات عرفات كانت نتيجة طبيعية لنزيف في المخ وأصابتة بالكبد وغير ذلك من المسببات التي أثبتت بطلانها بالتقرير السويسري الاخير . ذلك الزعيم البطل الذي كرس حياته في خدمة القضية الفلسطينية على طريق الاستقلال واقامة الدولة الفلسطينيةالحرة . وفي سياق تتبع قضية الزعيم عرفات
أكد عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" مفوض عام التعبئة والتنظيم في المحافظات الفلسطينية الجنوبية الدكتور زكريا الآغا أن ملف استشهاد الرئيس ياسر عرفات سيبقى مفتوحاً ولن يغلق إلا بالكشف عن الجناة وتقديمهم للمحاكمة.
وقال في بيان صحفي صدر عنه يوم امس، في الذكرى التاسعة لاستشهاد الرئيس ياسر عرفات: إن اللجنة الدولية المكلفة باستشهاد الرئيس ياسر عرفات أكدت أن الشهيد ياسر عرفات لم يمت موتاً طبيعياً ولم يمت بسبب تقدمه في السن أو لإصابته بمرض، ووصلت إلى نتيجة أن البولونيوم المشع الذي وجد بكميات كبيرة في العينات التي أخذت من رفاته هي سبب الوفاة وهذا يؤكد موقف حركة فتح الذي أكد منذ اللحظة الأولى على أن الرئيس أبو عمار مات مقتولاً.
وأضاف الآغا إنه بعد استلام الرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبو مازن" واللجنة المركزية للتقرير العام الروسي والسويسري حول نتائج التحليلات التي توصلت فيه إلى ان الشهيد أبو عمار مات مقتولاً ستواصل اللجنة المركزية العمل من أجل الكشف عن قتلة الشهيد ياسر عرفات وتقديمهم للعدالة.
وأشار إلى أن غياب الشهيد ياسر عرفات لا يزال يشكل خسارة كبيرة للشعب الفلسطيني وللشعوب العربية والإسلامية ولكل أحرار العالم.
ففي الحادي عشر من نوفمبر 2004، رحل "أبو عمار"، إثر مرض مفاجئ أصيب به، لم يمهله كثيرا، تكشف بعدها أنه مات مسموما.. وتدهورت حالته الصحية بشكل سريع أواخر أكتوبر، الأمر الذي استدعى نقله على متن طائرة مروحية إلى الأردن، ومنها إلى مستشفى "بيرسي العسكري" في باريس، حيث توالت من هناك الأخبار حول تدهور وضعه الصحي، إلى أن جاء خبر وفاته الذي أثار حزن وغضب الجميع.
وفي ذلك اليوم توقف قلب "أبو عمار" عن الخفقان إيذانا بانتهاء مرحلة هي من أهم وأعقد وأغنى مراحل التاريخ الفلسطيني المعاصر.
وفي اليوم التالي أقيمت له ثلاث جنازات رسمية كرئيس دولة، الأولى في باريس حيث كان على رأسها الرئيس الفرنسي جاك شيراك، والثانية في القاهرة شارك فيها عدد من زعماء العرب والعالم، والثالثة في مدينة رام الله ليوارى الثرى بشكل مؤقت، حتى دفن حسب وصيته في القدس الشريف عاصمة دولة فلسطين، كما أقيمت له جنازة رمزية في الوقت ذاته في قطاع غزة.
ويعد الراحل ياسر عرفات سياسي فلسطيني وأحد رموز حركة النضال الفلسطيني من أجل الاستقلال ولد في القدس في 4 أغسطس 1929.
إسمه الحقيقي محمد عبد الرؤوف عرفات القدوة الحسيني وكنيته، عرفه الناس مبكرا باسم "محمد القدوة"، واشتهر بكنيته "أبو عمار".
شارك "أبو عمار" ومجموعة من الوطنيين الفلسطينيين في تأسيس "حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح" في الخمسينات، وأصبح ناطقاً رسمياً باسمها في 1968، وانتخب رئيساً للجنة التنفيذية بمنظمة التحرير الفلسطينية في فبراير 1969، كثالث شخص يتقلد هذا المنصب منذ تأسيس المنظمة عام 1964، بعد أحمد الشقيري ويحيى حموده.. وهو القائد العام لحركة فتح أكبر الحركات داخل المنظمة التي أسسها مع رفاقه عام 1959.
كرس معظم أوقاته لقيادة النضال الوطني الفلسطيني مطالباً بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره. قاد الكفاح الفلسطيني من عده بلدان عربية بينها الأردن ولبنان وتونس.
أهم تحول سياسي في مسيرته حدث عندما قبل بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 242 بعد إنعقاد مؤتمر مدريد، وبعد قبول المنظمة بحل الدولتين دخل في مفاوضات سرية مع الحكومة الإسرائيلية تمخضت عن توقيع اتفاقية أوسلو والتي أرست قواعد سلطة وطنية فلسطينية في الأراضي المحتلة وفتح الطريق أمام المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية على الحل الدائم.. وبعد توليه السلطة، فاز مع إسحاق رابين وشمعون بيريز بجائزة نوبل للسلام عام 1994.
يذكر أنه في الأول من أكتوبر 1985 نجا ياسر عرفات بأعجوبة من غارة إسرائيلية استهدفت منطقة "حمام الشط" بتونس، أدت إلى سقوط عشرات الشهداء والجرحى من الفلسطينيين والتونسيين.
وبعد إعلان استقلال فلسطين بالجزائر في ال15 من نوفمبر عام 1988، أطلق في ال13 وال14 من ديسمبر للعام ذاته في الجمعية العامة للأمم المتحدة مبادرة السلام الفلسطينية لتحقيق السلام العادل في الشرق الأوسط.
وانتقلت الجمعية العامة وقتها إلى جنيف بسبب رفض الولايات المتحدة منحه "أبو عمار" تأشيرة سفر إلى نيويورك، وأسست هذه المبادرة لقرار الإدارة الأميركية برئاسة رونالد ريغان في ال16 من الشهر ذاته، والقاضي بالشروع في إجراء حوار مع منظمه التحرير الفلسطينية في تونس اعتبارا من 30 مارس 1989.
في ال13 من سبتمبر من العام 1993 وقع أبو عمار ورئيس الوزراء الإسرائيلي السابق اسحق رابيين اتفاق إعلان المبادئ "اوسلو" بين منظمة التحرير الفلسطينية وحكومة إسرائيل في البيت الأبيض، حيث عاد ياسر عرفات بموجبه على رأس كادر منظمة التحرير إلى فلسطين، واضعا بذلك الخطوة الأولى في مسيرة تحقيق الحلم الفلسطيني في العودة والاستقلال.
وفي العشرين من يناير 1996 انتخب ياسر عرفات رئيسا للسلطة الوطنية الفلسطينية في انتخابات عامة، وبدأت منذ ذلك الوقت مسيرة بناء أسس الدولة الفلسطينية.
غاب أبو عمار قبل تسع سنوات بجسده، لكن إرثه النضالي ومنجزاته الوطنية لا زالت قائمة تنهل منها الأجيال لمواصلة الكفاح من أجل التحرر وبناء أسس الدولة الفلسطينية.
ولم يكن ياسر عرفات خلال سنين حياته مجرد مقاتل يحمل بندقية، وإنما كان أيضا الزعيم الملهم الذي وضع، في ظروف هي غاية في التعقيد أسس الدولة الفلسطينية، بدءاً بدوائر منظمة التحرير الفلسطينية التي عنيت بمختلف جوانب الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، والثقافية للشعب الفلسطيني، وانتهاءً بتأسيس السلطة الوطنية الفلسطينية في الرابع من مايو 1994.
وبعد ثمانية أعوام على وفاة أبو عمار قام وفد من خبراء سويسريين وروس بقيادة أطباء فلسطينيين، بأخذ عينات من رفات القائد الراحل، من أجل التحقق في أسباب وفاته، حيث أعلن رئيس لجنة التحقيق الوطنية المكلفة بالتحقيق بظروف استشهاده اللواء توفيق الطيراوي، أن المعطيات التي توفرت للجنة عقب تسلمها تقارير الفريقين الروسي والسويسري، تشير إلى أن وفاة الرئيس ياسر عرفات لم تكن طبيعية بل نتيجة مادة سميّة.
وأضاف الطيراوي في مؤتمر صحفي عقد الجمعة الماضي، أن كافة الدلائل والمعطيات تؤكد أن "أبو عمار" لم يمت بسبب المرض أو تقدم السن، ولم يمت موتا طبيعياً، وأن تطور الحالة المرضية للرئيس عرفات ناتج عن مادة سمية.
وقال "إن إسرائيل هي المتهم الأول والأساس باغتيال الرئيس ياسر عرفات، واللجنة ستواصل التحقيق للوصول إلى كافة التفاصيل وكل عناصر القضية".

حول الموقع

سام برس