بقلم / ناجي الزعبي
امام طاولة هلسنكي التي تأتي بعد نجاح لافت مبهر لمونديال موسكو ملفات عدة منها ملف :

العقوبات الاميركية على روسيا , وملف شرق اوكرانيا والقرم , واتفاق خمسة زائد واحد الايراني , ثم ملف التواجد الايراني وحزب الله بسورية وهو واحد من أسخن الملفات وأهمها وملف الصين وكوريا الديمقراطية وبحر الصين الجنوبي , ثم ملف افغانستان الملف الساخن وسحب القوات الاميركية من سورية في سياق تقليل التواجد العسكري الاميركي في العالم . وملف القبة الاميركية الصاروخية

كما ان ملف الامن الدولي سيكون مطروحاً للبحث مما سينعكس ايجاباً على الامن والسلم العالميين ذلك في حالة توفر الارادة الحقيقية لدى ترامب لإيجاد الحلول السياسية للمعاضل والازمات الامنية والسياسية والعسكرية .

وقد صرح ترامب بأن روسيا والصين وحتى الاتحاد الاوروبي خصوم ، برغم انهم ليسوا على درجة كبيرة من السؤ وفي لقاءه مع بوتين قال ان روسيا والصين صديقين !! والاتحاد الاوروبي عدواً !!

ظهر بوتين مسلحاً بضم القرم , وتفكيك اوكرانيا ,وانتصارات سورية , وتحالفه مع محور مقاومة مكتمل يزداد قوة ونضوجاً وانجازات ، اضافة لنجاحات هامة في شرق اسيا لكوريا الديمقراطية ، واميركا اللاتينية كفنزويلا ، وكوبا وبوليفيا .
كما انه يمتلك وضوحا ً في الرؤيا وخططاً استراتيجية وثبات ومعرفة لما يريد بالضبط .

بالمقابل بدا ترامب مجردا” من تفويض السيستم الاستابلشمنت الحاكم الاميركي الفعلي , او ما يطلق عليه الدولة العميقة , مبهورا” بعظمة الانجاز الكوني بالمونديال برغم كل الهجمة الاعلامية التي شنت ضده وضد روسيا , واعترف صراحة بنهاية قطبه الاوحد وبالشراكة الدولية لروسيا الاتحادية .
وقلب معادلة خصوم الامس روسيا والصين واعتبرهم حلفاء واعتبر الاتحاد الاوروبي الحليف الوثيق عدوا !!

كما بدى تائها” مربكا” مثقلا” بالأزمات والديون الاميركية الهائلة التي تناهز ال ٢٠ ترليون دولار الرقم المعلن رسمياً بينما يقرر الخبراء انه يفوق ال ٩٠ ترليون دولار وهو رقم مرعب، وتفكك الاطلسي , ومناهضة الاتحاد الاوروبي المثقل ايضاً بمديونية تناهز ال ١٩ ترليون دولار لسياساته.

كما انه يعاني من أزمات داخليه وتهديد بالعزل بعد انتخابات الكونجرس كما يعاني نتن ياهو من ذات الاعراض ، وازمات امنية واقتصادية وبفوز الرئيس المكسيكي الغربي لوبيز ابرادور الذي تعهد بالتصدي لسياسات ترانب العنصرية وخلق بؤرة توؤرقه في الخاصرة الاميركية الجنوبية الغربية .

اما الملف السوري الاكثر سخونة واهمية فالجيش السوري يبسط سيطرته على كامل التراب السوري خلافاً للرغبة الصهيونية الاميركية والرجعية العربية وهي اشارة للعجز الصهيوني عن منع الجيش السوري من اجتثاث الارهاب والقيام بمهامه برغم كل المساعي والضغوطات على ترامب والزيارات المتكررة لبوتين وكانت آخر مطالب العدو هي عودة سورية لاتفاق 1974 اي انتشار الجيش السوري على طول الشريط الحدودي ولم يعد تنحي الاسد مطلبا ًاميركياً وصهيونياً، وحسب تصريحات بوتين فقد كانت العودة لهذا الاتفاق مرتبط بوضع تحرير الجولان على مائدة البحث.

ويبقى الهاجس الصهيوني الذي يؤرق نتن ياهو هو الوجود الايراني وحزب الله بجنوب سورية , وكان ترامب يستعد لمقايضة الانسحاب الاميركي من سورية بخروج ايران وحزب الله لكن معطيات الميدان السوري جردت ترامب من هذه الورقة برغم ضغوطات نتنياهو وسيكون سحب القوات الاميركية مجانا” برغم ضغوطات نتن ياهو فهو لن يقوم بالقتال نيابة عن احد .

لقد اعلن ترامب صراحة بانه لن يفعل ذلك ، هذا لو كان يملك هذا الترف ، فكيف حين يجد قواته في وضع ستجابه به مقاومة شعبية سورية وعراقية وازدياد سورية قوة وبسط سيطرتها رويداً رويداً في كامل سورية .

تشير كل التجارب لان اميركا تتفادى اي مجابهة مسلحة وتبحث عن حلول لا تكون المجابهة المسلحة بينها .

بالتالي فلن تكون ورقة سحب الوجود العسكري الاميركي غير الشرعي من سورية ذات ثقل حقيقي على طاولة هلسنكي .
وستصبح مقايضتها بتواجد حزب الله وايران في جنوب اقل قوة خصوصاً بعد مضي الجيش السوري في معركة تحرير الجنوب رغم تحذيرات ترامب .

كما ان رسالة ترامب للارهابيين والتي يعلن فيها ضمناً برعايته السابقة لهم والتي يخبرهم بها عن تخليه عنهم ايضاً دليل على العجز عن لعب الدور الذي يتطلع اليه نتن ياهو وترامب والرجعية العربية ، ودليل على ان الكلمة الفصل في هذا الملف هي الفصل .

سيذهب الزعيمان احدهم يمتلك رصيداً من الإنجازات والاوراق الرابحة والاخرمثقلا” بالازمات مجردا من الاوراق الرابحة .
لكن اللقاء سينزع فتيل التوتر ويقرب المسافات ووجهات النظر
فمن سيضيف لارصدته المزيد هل الرئيس الخالي الوفاض المربك التائه ام الذي يملك كل المفاصل والاراق الرابحة السياق والواقع الميداني يتحدث عن نفسه .

المصدر: الاردن العربي

حول الموقع

سام برس