بقلم/ احمد الشاوش
ظهرت في الاونة الاخيرة العديد من الفنون العقيمة والحركات الساقطة والمشاهد المثيرة للجدل في الشارع العربي بعد ان انتشرت رقصة " كيكي" بسرعة الصوت التي تمثل خلاصة " مفادها الجنون فنون" ، ما جعل الكثير من الشباب العربي وفي مقدمتهم الخليجي أكثر سخرية وأضحوكة بقفزهم على القيم والاخلاق والعادات والتقاليد السامية وتحول البعض منهم بحركاتهم العفوية وغير العفوية الى مجانين يحملون اجساداً بلا " عقول" تحت تأثير هوس رقصة " كيكي" المسيطرة على الوعي والعقل والمشاعر والحياء والنظام والقانون .

"كيكي" مرض تم تسويقه على شكل رقصة استعرضها أحد " مداليز" كندا مغني الهيب هوب " درايك " ، مردداً أغنية "In My Feelings" متحدياً خروج أشخاص من سيارة تسير ببطء والرقص بخطوات متوافقة مع كلمات الأغنية في مكان عام، مع ترك السيارة تسير دون سائق ، دون الاكتراث بماتسببه من كوارث لمجنون كيكي والابرياء الاخرين في الطريق العام ، كما أخذت أكثر من بُعد بعد ان تم تسويقها بطريقة تحمل الكثير من التساؤلات.

وما ان نشر معتوه كندا حركته الساقطة على قناة اليوتيوب حتى سارع الكثير من المنخنقة والمتردية والنطيحة من الجنسين الى تقليد رقصة كيكي والنزول من فوق سيارتهم أثناء سيرها وترديد الاغنية والرقص بصورة جنونية خارج اطار العقل والمنطق والاخلاق والذوق العام .

ولذلك الجنون سببت كيكي حالة من الصدمة و الذهول والذعر في الشارع العام واقلقت العديد من الاسر الاجنبية والعربية والسائقين والمارة وأجهزة الامن ، وتسببت في الكثير من الحوادث الطريفة والظريفة والمفجعة والمرعبة انتهى بعضها الى المقابر أوالعناية المركزة واخفها ضرراً الاعاقة والسجن والغرامة وحجز السيارات.

وتظل مآسي كيكي وخسائرها وجرائمها لاتُعد ولاتحصى في السعودية والامارات والاردن ومصر وفلسطين والعراق والسودان ولبنان والمغرب وتونس واسبانيا وامريكا وبريطانيا وفرنسا وكندا ،،، وكل ذلك يعكس حالة مرضية نادرة وعلة نفسية واختلال تربوي وتعليمي بدءاً من الاسرة العربية التي أصبحت في واد والابناء في واد آخر ماجعل " كيكي" تغزو الكثير من الاسر بعد الطفرة التكنولوجية الرهيبة التي أصبحت بيئة خصبة ومنطلقاً للتنظيمات الارهابية والخطاب الديني المتطرف والانحطاط الفني والانحراف الاخلاقي والجريمة المنظمة والغزو الفكري في محاولة لتفكيك قيم الدول العربية لاسيما في دول الخليج الذي أصبح المال فيها مفسدة والعقل غارق في هوى النفس.

وشارك في زفة KIKI عدد من النجوم والرياضيين والفنانين ورواد مواقع التواصل الاجتماعي المعاتيه الذين يحاولون استغلال كل حدث وسرقة الانظار ، من بينهم الممثل المصري أحمد حلمي والممثل الأمريكي ويل سميث الذي نفذ الرقصة فوق "جسر بوداباست" ، والممثلة التونسية والفنانة المصرية دنيا الشربيني على أنغام أغنية للفنان عمرو دياب ، ورقصت الفنانة المصرية ياسمين ريس على أنغام الفنان محمد فؤاد ، كما نشر اللاعب البرازيلي مارسيلو مقطعا وهو يؤدي التحدي مع أولاده ، ليسجل الاسبوع الاول من رقصة معاتيه كيكي 150 ألف فيديو يوتيوب استعراضي في الشبكة العنكبوتية بما يؤكد ان الجنون فنون ، وان الامة العربية بألف خير!!!!!!!!!!!!!!!!!؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.

وان كل هذا الجنون والسفه والانحطاط هو نتيجة طبيعية لرقصات " الزار" التي يدمنها الكثير من زعماء وملوك وامراء ورؤساء وسياسيين عرب سبقوا كيكي بمراحل بعد ان استحوذوا على السلطة وتجردوا عن القيم وفرطوا بالسيادة وتحولوا الى أدوات للعدو وتآمروا على التعليم وانتجوا عقولاً مضروبة وأجيالاً أضعف من خيوط العنكبوت ، وفي غياب العدالة والمساوة والحرية ولقمة العيش تنشط كيكي واخواتها وكل يغني ويرقص على ليلاه.
Shawish22@gmail.com

حول الموقع

سام برس