بقلم / بسام ابو شريف
– مبادرة ايه اللي انت جاي تقول عليها ، لانريد الا الخبز المجبول بالحرية والكرامة

– نرفض أن يلوث علم مصر العربية بمبادرة صهيونية الجوهر

– لماذا تخشى اسرائيل من أطفال غزة ، وطائرات الأطفال الورقية

– مظاهرات العودة كشفت للعالم العنصرية الدموية للكيان الصهيوني ، وحركت الرأي العام تأييدا لحق الفلسطينيين بالحرية والاستقلال .
لمن نسدد الفواتير

المثل الفلسطيني ” أو العربي ” ، القائل : ( من عزرائيل الى قباض الأرواح ) ، يطبق الآن وكمرحلة من مراحل القاء القبض على قضية فلسطين ، وازهاقها ضمن المخطط الصهيوني العنصري والدموي لابتلاع فلسطين وتهويد القدس وتحويل فلسطين الى نسي منسي ، واحلال كلمة دولة اليهود اسرائيل مكانها ، ولا يستبعدن احد أن تسمى المملكة اليهودية وأن رئيسها سيلقب ” ان قامت ” ، ملك اسرائيل .

والملفت للنظر في هذه الدراسة هو أنها لم تشر الى مرحلة ضرورية وهي السيطرة على اولايات المتحدة ، وكأنما اعتبرت أن ذلك تحصيل حاصل دون أن يذكر ، أو أن مانشر هو تعبير عما يجول في خاطر وملفات الادارة الأميركية التي تمت السيطرة على مفاتيحها المقررة والمحركة ، لكن هذا المخطط وتوقعات المرحومة هيلين توماس حول تفجير اسرائيل لحرب عالمية ثالثة تدمر ولاتبقي ولاتذر سوف يفشل لأن الذين أعدوه لايعرفون أن قوة الشعوب ان هي وقفت بصلابة واصرار في وجه هكذا مخططات هو قوة جبارة وقادرة على الحاق الهزيمة بالعنصريين الهمج والمتوحشين في الجشع .

عندما نجحت الحركة الصهيونية في ايصال عميلها المعقد دونالد ترامب الى البيت الأبيض بدأت المرحلة الأخيرة من المخطط الصهيوني ، ولم تكن قد أكملت ابتلاع فلسطين وتهويد القدس واقامة الدولة اليهودية العنصرية ، وحصل نوع من الارتباك في البرنامج والتسلسل الزمني المحسوب للخطوات ، فقد فشلت الحركة الصهيونية وحلفائها – الرجعية العربية ” السعودية أساسا ” ، والولايات المتحدة واوروبا المعروضة للبيع والشراء ” من المال السعودي والخليجي ” ، في تحقيق أهداف المرحلة التمهيدية وهي :

– تدمير الدول العربية وتحويلها الى دويلات طائفية وعرقية متصارعة ، ويلتهم صراعها كل ثرواتها وتتراجع عقودا الى الوراء فتتمكن اسرائيل من الهيمنة عليها وعلى ثرواتها . فقد واجه العراقيون العرب والعرب السوريون والعرب المصريون هذا المخطط وأسهموا في معارك مازالت قائمة ، وان بدأ ميزان القوى يميل ضد مصالح أصحاب المخطط ” الولايات المتحدة واسرائيل والرجعية العربية وحلفائهم ” ففي اليمن غرقت الرجعيات العربية في بحر من الصراع ستخسره لامحالة أمام صمود الشعب العربي في اليمن رغم المجازر التي يرتكبونها يوميا ضد النساء والأطفال والمستشفيات والمدارس والبنية التحتية ، ان ما ارتكبه هؤلاء على أرض اليمن سوف ينهي الدول التي ارتكبت المجازر فهي دول قائمة على عكازة اسرائيلية وعكازة امريكية ، فسكان صنعاء هم أكثر عددا من سكان الامارات المتحدة وعدد اليمنيين أكثر من سكان الجزيرة والخليج والاردن ، واليمنيون مقاتلون أشداء ويصعب النيل منهم ، فقد عجزت الدولة العثمانية والامبراطورية البريطانية عن ذلك من قبل ويمكن اليمنيون الذين تمتد أراضيهم التاريخية من شواطىء البحر الأحمر حتى قطرفشل المخطط :

1- وهو ينهار على الساحل الغربي لليمن وسينهار أكثر في الرياض .

2- فشل المخطط في سوريا وسينهار حتى النهاية ” لأنه مازال أمام سوريا معارك كبيرة ” ، لكن الفشل هذا ليس هزيمة المخططين الوحيدة ، فجزء هام من هزيمتهم حمل التحول الكبيرالذي حصل في نمو وتطور قدرات الجيش العربي السوري ، وتحسن نوعية أسلحته وتحوله الى جيش مدرب على أنواع مختلفة من المعارك الصحراوية والجبلية ومعارك الشوارع والأنفاق وكل مايحيط بذلك من تكتيكات أمنية لمواجهة التفخيخ والكمائن ..الخ ولقد عبر ليبرمان وعدد من القادة العسكريين ، ولكن هنالك اضافة لانتصارات الجيش العربي السوري والجيش اليمني واللجان الثورية انتصارات هامة جدا تشكل بترابطها مع انتصارات الجيش العربي العراقي والجيشين السوري واليمني جسورا تحيل معسكر المقاومة لمخططات الصهاينةفي تل ابيب وفي البيت الأبيض وفي مصر اليمامة بالرياض الى معسكر قوي قادر على الحاق الهزيمة بالولايات المتحدة في الشرق الأوسط مما سيولد شرق أوسط جديدا ليس كما يحلم به الاسرائيليون بل كما تحلم به جماهير الشرق الأوسط سواء كانت عربية أو كرديةأو ايرانية أو تركية دون اعتبار الدين علامة فارقة بين المواطنين .

المنظور الأول : – حزب الله بقيادة السيد حسن نصر الله ، فقد تحول حزب الله الى حزب يمتلك رؤية استراتيجية للنضال الثوري ، فبرنامجه لم يعد برنامج حماية لبنان من اسرائيل وتحرير ماهو محتل من أرضها ، بل فاق ذلك فحزب الله بوعي كامل تطور في بناء أعضائه وتدريبهم على خربطة ساحةالمعركة الحقيقية وهي منطقة الشرق الأوسط وجوهر العقدة فيها ، الكيان الصهيوني الذي زرعه الاستعمار ليقود عمليات الاستغلال لشعوب المنطقة ونهب ثرواتها ، ومساهمة حزب الله في هذه المعارك التي نشبت في سوري والعراق واليمن هي مقدمة لمساهمته في المعارك الناشبة في فلسطين ضد العدو الصهيوني مباشرة .

وآفاق المقاومون على نمو قوة اقليمية تدعم بكل ثبات وصدق النضال ضد هذا العدو الذي يستهدف الشرق الأوسط والمتمثل في الجمهورية الاسلامية في ايران التي اتخذت موقفا لا لبس فيه من الكيان الصهيوني ممسكة بعقدة الأمور في الشرق الأوسط ، وتحولت ايران الى سند قوي وراسخ لقوى المقاومة في المنطقة بمافيها قوى المقاومة الفلسطينية .

وفتحت المعركة على ايران ايضا بنفس الهدف أي ارضاخ ايران للمخطط بحيث لاترفع عنها العقوبات والحصار ” وربما الحروب والعمليات الارهابية ” ، الا اذا غيرت سلوكها كما طلب ترامب ، وهذا يعني التخلي عن قضية فلسطين والاعتراف باسرائيل .

لقد اتبعت واشنطن أسلوب التهديد مع الجزائر والتلويح بحرب ارهابيةان لم يرضخ الرئيس بو تفليقة لشروطهم وشروط السعودية – أي التخلي عن تأييد الثورة الفلسطينية وتحويل أرصدة دخل النفط للبنوك .

على ضوء ذلك التأخيرفي تطبيق مخطط الصهاينة بسبب مقاومة وصمود العراق وسوريا واليمن ، والحاق هزائم واضحة بقوىالعدوان على يد الجيش العربي السوري وحزب الله وايران بدعم من روسيا ” التي تلعب دورا أساسيا في لجم واشنطن ” ، راح الاسرائيليون يرتكبون هم وعميلهم دونالد ترامب الخطأ تلو الخطأ
1- اعلان ترامب عن صفقة العصر.
2- تجيير الرصيد المصري لصالح هذا المخطط
3- حث السعودية والخليج على كشف موقفهم مبكرا .

وأعلن ترامب نقل السفارة للقدس وراحت اسرائيل تهجر وتصادر وتهدم بيوت العرب وتعتدي يوميا على الأقصى وتقتحمه للاسراع بتهويدالمدينة قبل أن يطيح الأميركيون بدونالد ترامب .

موقف الرئيس عباس لم يكن العصا التي وجهت ضربة لرأس ليبرمان ونتنياهو ، العصا كانت الحراك والتحرك الشعبي الثوري تحت عنوان مسيرة العودة الكبرى ، فقد وجهت هذه المسيرة أكبر ضربة لاسرائيل منذ استشهاد ياسر عرفات : فقد أعادت الحيوية للصراع من ناحية ، وأيقظت العالم وحركت ضميره الذي كان ينادي من يوقظه بسبب رفض الرأي العام للعنصريةالدموية الاسرائيلية ، حقيقة لايمكنانكارها ولم يتمكن العدوالاسرائيلي من ايقافها أو التخفيف منها أو افشالها ، فوقع العدو في أزمة خانقة بدون رصاص أو صواريخ …

الحقيقة هي ان اندفاع الجماهير الفلسطينية رجالا ونساء واطفالا في مسيرة العودة لأرضهم وقراهم وحقهم في تقرير المصير وحقهم في الحياة الكريمة ، وحقهم في نيل حقوق الانسان ككل انسان آخر ولد على صعيد العالم أجمع نهوضا كبيرا لاحترام الشعب الفلسطيني ومطالبه العادلة .

وبرزت الحركة الشعبية الفلسطينية مجددا كمحرك للجماهير العربية كون قضية فلسطين هي قضية العرب المركزية ، وكون اسرائيل هي قاعدة العدوان الرئيسية على الأمة العربية ، فاستدعى ترامب ونتنياهو ” قباض الأرواح ” ليساعد عزرائيل الذي فشل في خنق فلسطين وقتلها .

واذا بمبادرة هائلة تأتي مغطاة بعلم مصر الحبيبة ، العلم الذي يحترمه الفلسطينيون لتضحيات الشعب العربي في مصر ، وخوضه معارك ضد الاستعماريين الاوروبيين والاسرائيليين ، ولقيادة مصر للحركة العربية التحررية تحت قيادة البطل العربي جمال عبدالناصر ، لكن علم مصر هذه المرة استخدمه من لايريد الخير والرفعة للأمة العربية ولايرغب في التصدي لأعداء الأمة .

وهذا يعني أن المبادرة هذه برزت دون علم الشعب العربي في مصر أو برلمان مصر ، ان الشعب العربي في مصر بريء من أي رأي أو اقتراح يطالب الفلسطينيين بوقف مقاومة الغزاة ، فشعبنا في مصر ينظر لهذا على أنه أبشع من مطالبة شعب مصر بالا يقاوم جيوش العدوان الثلاثي عام 1956 ، أو المحتلين عام 1967 ، أو عدم عبور قناة السويس عام 1973 ، ان قوة وتأثير هذا النمط من مقاومة الغزاة تبدو واضحة من خلال ماتطرحه هذه المبادرة في بندها الأول : وقف مسيرة العودة ووقف حرب طائرات الورق وحرب البالونات !!! وكأن اسرائيل ترى في هذه الأسلحة الفلسطينية أسلحة دمار شامل ، هذه الحركة الشعبية الأصيلة التي شبت عما رسم لها هي بالفعل قادرة على التأثير كأقوى الأسلحة ، وهي التي تحرك العالم وكل قواه الديمقراطية والمناهضة للعنصرية والمساندة لحقوق الانسان بنفس الطريقة التي حركها فيها نضال نلسون مانديلا وأيده العالم ضد العنصريين الحاكمين في جنوب افريقيا ” وكانوا الحلفاء الأقرب لاسرائيل ” .

اسرائيل تريد من الفلسطينيين الا يهتفوا للحرية ومناهضة العنصرية ، ولذلك تحركت بمبادرة هي أشبه ببيع الجمل بدولار اذا اشتريت القط المربوط بالجمل بمليار دولار ، لماذا يلعب الرئيس السيسي هذا الدور ؟ هل يعتقد أن الفلسطينيين يرضخون للجوع ؟ هل يعتقد أنهم غير قادرين على الصمود ؟ .

عليه أن يقرأ التاريخ جيدا … خصوصا تاريخ الرئيس جمال عبدالناصر وعلاقته بنا ، وتاريخ التعاون بيننا في مرحلة تأسيس فرق الفدائيين في قطاع غزة ضد قوات الاحتلال عام 1956و1957 ، وعلى كل حال أقول للرئيس السيسي لايوجد فلسطيني يوافق على وقف مقاومة العدو ” خاصة بالمظاهرات ” ، واذا أراد أن يلعب دورا عربيا صادقا عليه أن يوقف لعبة القط والفأر ” بالتنسيق مع مخابرات العدو ” باغلاق وفتح معابر رفح حسبما يقتضي الضغط على الفلسطينيين ، الشعب الفلسطيني بحاجة لعلاقاته العربية ولذلك فمعبر رفح كفيل ان هو فتح طوال الوقت على سد احتياجات القطاع .

لن ندخل في متاهات البند الثاني والثالث وتفاصيل صهيونية الطابع ، الموضوع هو بالعربي الفصيح وقف المقاومة ، ونحن نقول لا وقف للمقاومة الا بزوال الاحتلال .

المصدر: رأي اليوم

حول الموقع

سام برس