سام برس/ تونس / شمس الدين العوني
الذات علبة تلوين و النظر مجال للفكرة و القماشة هي الفضاء الرحب لبث المواد الكثيرة من كتابة و رؤية و حلم و ما الى ذلك من نشيد النفس الحالمة و التواقة..الفن نهج الحرية وعنوانها المفتوح على التاويل والابتكار. وهو الفسحة المثلى بين العوالم والعناصر والأشياء والتفاصيل. وهو الانصات للكائنات وللأزمنة. الفن لون الذات في اقامتها بين الوردة والسكين، بين الحالة والآلة. الفن ما خلفته الأنامل وما يسرقه الطفل في غفوته من الأحلام..المادة و الفكرة و الرغبة في البحث و التجدد..

هي بعض عوالم و شواسع الحلم عند الفنانة التي ذهبت باتجاه القول بالفن التشكيلي كملاذ للسفر في دروب الحواس و العواطف و العواصف داخل الذات في ضروب شتى من الشجن و الحلم و الشدو ..الفنانة التشكيلية عواطف الغضباني حاصلة على الماجستير مؤخرا و على الأستاذية في الفنون التشكيلية من المعهد العالي للفنون الجميلة بصفاقس و تعد لبحث علمي ضمن دراستها الأكاديمية للتأهل للدكتوراه ..بعثت رواقا تحت عنوان " ركن الفنون " و شاركت في عديد التظاهرات الدولية والمحلية ولها عديد المعارض الفردية والجماعية و هي عضو بمجموعة ميولات الفنية..و تستعد لمعرضها الخاص برواق بالعاصمة يضم عددا من أعمالها الجديدة.. تدير دارا للثقافة بالرجيش من المهدية و أدارت عددا من الفعاليات منها السمبوزيوم الدولي للحفر و تظاهرات أخرى..هكذا نلج عوالم تجربتها الفنية الجمالية حيث تنوعت أعمالها بين الأنماط المختلفة و منها فن الحفر الذي اشتغلت ضمنه من خلال عدد من اللوحات و الأعمال.. الفن و الانسان..منذ القدم هي علاقة كشف و اكتشاف و ذهاب الى الذات في شواسعها ..هي الكينونة في حلها و ترحالها الوجداني و الانساني بشتى ضروب العبارة و المعنى في عنفوان اللحظة و امتدادها الجمالي الفصيح..هكذا يبدو الفنان في تلوينات من التجلي و قد غادر الفكرة ليعود اليها مسكونا بها و ساكنا فيها ..يحرك السواكن بالكلمات الملونة و المرسومة يرتجي شيئا من ألق المكان و الذكرى..بالحفر ..هذا الفن المعتق كانت العبارة فادحة المعاني نشدانا للاشارة و العلامة و شتى العناوين ..انها لعبة الدال و المدلول كي تفصح الأحوال عن جواهر أسئلتها و كنه العبارة لديها..في هذا السياق من اللون الفني نلج عوالم الطفلة المأخوذة بشجن الحفر لتذهب به الى الدواخل حيث الذات الانسانية في تجلياتها و انكساراتها ..نهلت من أمكنة متعددة الينابيع..السباسب..الجنوب..و الساحل بعمق تفاصيل حكاية الفاطميين الذين مروا به و حفروا في حكاياته شيئا من اقامتهم العابرة..هي الفنانة التشكيلية عواطف الغضباني التي قدمت لونا من أعمالها نحتا للقيمة و بحثا عن الضوء في عتمة الحال و الانسان..في اللوحة و ضمن تجربتها المميزة في فن الحفر تحاور عواطف وجوهها المتشحة بالشجن و هي وجوه الكائن الانساني في هذه الأزمنة ..انه الوجه المتعدد ..الوجوه الضاجة بالسؤال المربك..هي حرقة الفكرة في زمن تشظت فيه المعاني ..

كل هذا ضمن تناسق لوني تبرز معه و به فنيات الحفر و ابتكارات عواطف في سعي تعمل ضمنه للخروج عن المألوف..نعم الفن عنوان من عناوين الفعل و الابداع و الحياة..و هكذا فالفن نهج الحرية وعنوانها المفتوح على التاويل والابتكار. وهو الفسحة المثلى بين العوالم والعناصر والأشياء والتفاصيل. وهو الانصات للكائنات وللأزمنة. الفن لون الذات في اقامتها بين الوردة والسكين، بين الحالة والآلة. الفن ما خلفته الأنامل وما يسرقه الطفل في غفوته من الأحلام..

حول الموقع

سام برس