بقلم/ د. فضل الصباحي
أجمع عدد من الزعماء العرب ، والأجانب وكذلك المفكرين، والسياسيين على الأهمية الاستراتيجية للوحدة اليمنية والآمال المعلقة عليها للنهوض الحضاري الشامل باليمن ؛ كنواة وإسهام نموذجي واعد للوحدة العربية الشاملة.

مع الأسف : الحلم العربي المتمثل في الوحدة اليمنية التي جمعت شمال اليمن مع جنوبه في دولة واحِدَة عام 1990 أصبح الحديث عنها الأن شيء من الماضي بعد التطورات الأخيرة التي شهدتها اليمن مع أحداث الربيع العربي عام 2011 وإجتياح الحوثيون لصنعاء عام 2014 والحرب الخارجية التي تقودها السعودية على اليمن التي بدأت عام 2015 وماتزال الحروب الداخلية والخارجية مستمرة حتى الأن حيث نتج عن هذه الحروب والصراعات أكثر من مئة الف بين قتيل وجريح من مختلف الأطراف وتشريد الملايين، وتدمير كامل للبنية التحتية، و تضرر أكثر من مئة الف منزل وكارثة إنسانية هي الأكبر في العالم.

ذلك الحلم الجميل تحول إلى ماضي بسبب غباء وجهل اليمنيين بعد أن بداءالعالم ينظر إلى اليمن بنوع من التقدير الحضاري تحول إلى رثاء هذا البلد الذي أصبح ممزق ومدمر وكل فصيل يريد أن يصبح دولة.

الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون قال:
” إن وحدة اليمن أضافت عمقاً للإستقرار الإقليمي، وإن أكثر ما يميز هذه الوحدة هو أنها تحققت من خلال الحوار السلمي”.

رئيس وزراء اليابان الأسبق بوشيرو مور قال:
” إن وحدة اليمن لها اهمية كبيرة في تحقيق السلام والازدهار في العالم أجمع وأنا أعلم تماما أن الشعب اليمني يعمل بجد في مهام عديدة مثل الديمقراطية وإصلاح الهياكل الاقتصادية والتصالح فيما بينهم بعد أن كانوا وللأسف يعيشون في جمهوريتين منفصلتين وأنا اقدر عاليا حقيقة أنهم نجحوا في هذه الجهود”.

الوحدة اليمنية: واجهت الكثير من المشاكل والعثرات بسبب أطماع ضعفاء النفوس في مراكز القوى في الشمال وأمثالهم في الجنوب وخاصة بعد خروج الرجل الثاني في صنع الوحدة اليمنية الرئيس علي سالم البيض، وأصبح الرجل الأول موحد اليمن علي عبد الله صالح وحيداً في مواجهات تلك العصابات التي أرهقت اليمن وتسببت في تنحيه عن السلطة في أحداث 2011 وتواصلت المؤامرة حتى خروجه من الحياة في 4/12/2017 ليسدل الستار بعد رحيل صالح عن أي حديث حول الوحدة اليمنية ويبداء فصل جديد في تاريخ اليمن يعيده إلى ما قبل عام 1990، وهذا يؤكد بأن تجربة الوحدة كانت أكبر من إستجابة المجتمع الذي ضَل مهمشاً بشكل بشع في كل الأحداث التي مرت باليمن فلم يكتب لها النجاح والإستمرار بسب عصابات الفيد، والعوامل “الداخلية والإقليمية، والدوليـــة.

” رحل “صالح” صانع الوحدة اليمنية ولكنهُ ترك حمل ثقيل لم يستطيع قادة الشمال ولا الجنوب حمله!!

الخلاصة : هناك من لا يريد لوحدة اليمن أن تستمر ولا لشعب اليمن أن يعيش بسلام في وطنه الشعب الذي يملك تاريخ وحضارة مثل اليمن يمكن أن يكون له دور كبيــــــر في نهضة الأمة وتقدمها ولكن الجهل والتبعية والخيانة حولت بعضهم إلى أدوات لتدمير اليمن وتمزيقه

الرئيس هادي يُرِيد ستة أقاليم والحوثيون يبحثون عن دولتهم والإخوان عن إمارتهم، و رجال حزب المؤتمر الشعبي يديرون معظم أجهزة الدولة مع الحوثيين وهادي ولكنهم غير موحدين في رؤيتهم سبب غياب القائد، والفصائل الجنوبية غير موحدة وتريد إستعادة “دولة الجنوب”، المجتمع الدولي يدرس تجاربه السابقة في المناطق التي تم تدميرها مثل العراق والبوسنة وغيرها لكي “يطبقها في اليمن”.

بعد كل هذه المتناقضات لا شك بأن صناع، وشهداء الوحدة اليمنية لن يناموا بسلام والحل الأمثل بحسب قناعتي الشخصية بعد أن حاربت في الميدان من أجل بقاء الوحدة ودافعت عنها بفكري لأكثر من ثلاثين عام الأفضل في الوضع الحالي دولة يمنية من إقليمين شمالي وجنوبي لمدة ثلاث سنوات حتى يتوحد أبناء الجنوب من حضرموت إلى عدن ويصبحوا قادرين على إدارة دولتهم وفِي الشمال يجتمع المؤتمر الشعبي مع الحوثيين وحزب الإصلاح بعد أن يتحرروا من تبعيتهم وأفكارهم ويتحولوا إلى أحزاب يمنية خالصة ويتوجهوا نحوا التعايش وبناء الدولة..بعد ثلاث سنوات من مداواة الجراح وإعادة الإعمار وحل المشاكل الإقتصادية والأمنية الشعب اليمني بعد ذلك يقرر مصير الدولتين بإستفتاء في الجنوب والشمال، وفِي حال تم الإنفصال يتم المحافظة على مصالح المواطنين وتنقلهم بين الشمال والجنوب، ومصالح الدول الآخرى في اليمن مكفولة وفقاً للقانون الدولي الذي ينظم العلاقة بين الدول…

نقلاً عن رأي اليوم

حول الموقع

سام برس