بقلم / محمد العزيزي
الصراع العربي العربي يتغول و تشتد فصوله و يصل أعلى حدوده و جعل هذا الصراع المحتقن بين الأنظمة الحاكمة الدم العربي لا قيمة له فهو أرخص دماء على مستوى الكرة الأرضية. . صراحة فإن العرب في الوقت الراهن يعيشون حالة من التوحش و الضراوة السياسية و الانتقامية التي ليس لها حدود أخلاقية تجاه الشعوب العربية من الأنظمة السياسية و قادتها. . إننا نعيش في وادي الذئاب الضارية التي تبطش دون رحمة. أو اعتبار للشعوب و تذبح المواطنة و أحقية الناس في التعايش السلمي و بسلام.

و هذه الضراوة السياسية و غلها برزت و أظهرتها الأنظمة العربية بشكل فاضح في السنوات العشر الماضية فمثلا. لغز. اختفاء أو قضية الصحفي السعودي جمال خاشقجي الذي اختفى قبل عدة أيام في القنصلية السعودية في اسطنبول التركية لا شك أنه عمل فاضح يؤكد مدى قبح هذه الأنظمة و ارتباطها مع المافيا العالمية و العصابات الإجرامية و المخابرات الدولية التي كانت وراء اختفاء الصحفي خاشقجي الذي فص ملح و ذاب و لا حد من شاف و لا حد من دري .. معقول هذا الصحفي اختفى و لم تستطيع حكومة تركيا و مخابراتها و المخابرات العالمية المتعاونة معها كشف مصير الصحفي خاشقجي ، و كيف اختفى و من الجهة التي وراء هذه العملية ؟ إذن تابعوا حقيقة حادث خاشقجي التي ستكشف تفاصيلها عما قريب إن لم تكون قد كشفت قبل كتابة هذا الموضوع.

الحقيقة أن الصراع الذي يدور حاليا في المنطقة العربية يبدو أنه دخل مرحلة. تناطح رؤوس أموال ضخمة في المنطقة العربية عموما و في منطقة الخليج تحديدا ، و دخل المخابرات و عصابات المافيا في الخط و الصراع السياسي و الاقتصادي في المنطقة العربية و بشكل اعمق في الانتقام كما يبدو خاصة بعد أن سمحت السعودية للنظام التركي بتفتيش القنصلية السعودية في اسطنبول بحثا عن لغز و سر اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي . .

و بحسب تقديري الشخصي أن من أقدم على هذا الفعل المشين في اخفا أو قتل الصحفي خاشقجي هو المال الخليجي و المافيا و تحديدا الخال " ضاضا " ، زعيم أكبر مافيا تهريب للمخدرات و البشر و السلاح و هذا الضاضا. أو زازا هو عميل للنظام السعودي و ربما يكون قد اخفى خاشقجي في غابات و احراش مدينة غازي عنتاب التركية بعد خطفه من أمام مقر القنصلية السعودية هو الاحتمال الأول . . أما الاحتمال الثاني أن يكون العميل للموساد الصهيوني " اسكندر " و هو واحد من كبار زعماء العصابات في تركيا وراء اختفاء الصحفي السعودي خاشقجي بهدف إشعال الصراع السياسي بين تركيا و السعودية لإذكاء الخصومة و الصراع بينهما و المنطقة بشكل عام .

أمأ الاحتمال الثالث و هو الأقرب للحقيقة في تفسير عملية اختفاء الصحفي خاشقجي في تناطح رؤوس الأموال و ذلك في قيام خبراء من المافيا التركية البارزين و الخطيرين في تنفيذ هذه المهمة و تعقيداتها المحيرة في الكيفية التي أدت إلى غموض في حقيقية اختفاء الصحفي السعودي بالتالي فإنه و من المرجح أن تسند هذه المهمة إلى الزعيم مراد علمدار العميل " القطري " ، حيث يسعى من خلال هذه العملية إلى إثارة العالم و المنظمات الحقوقية و الإنسانية ضد النظام " السعودي " ، في إطار تصفية الحسابات بين الشقيقين السعودي - القطري و تشير المعلومات أن الخطير و العميل القطري " علمدار " اخفى خاشقجي في جبال الأكراد خلف وادي الذئاب في الشمال الشرقي لتركيا.

اختفاء الصحفي السعودي خاشقجي أصبحت اليوم قضية رأي عام دولية ليس للشعب العربي أي دخل فيها سوى مزيد من الدماء و إهدار الكثير من المال لاستمرار الصراع .العربي العربي و بغض النظر عمن كان الفاعل الذي قد قام بهذه العملية المدانة بكل لغات العالم و بأشد العبارات كون هذا العمل غير إنساني و أخلاقي و لكن الحقيقة واضحة و أن اختفاء خاشقجي ورائه مخابرات و عصابات مافيا تعمل لحساب تلك الأنظمة أنفة الذكر لأجل تصفية حسابات سياسية و انتقامية و إشعال الفتنة في تصفية الخصوم و المعارضين و لا ندري لمن الدور و من هو الخاشقجي القادم لأننا العرب نعيش مع أنظمة حولت الوطن العربي الكبير و الفسيح إلى وادي صغير تحاصر فيه الذئاب الضارية و المتوحشة قطعان من البشر التي أصابها الله بالصمم و الذل و الخوف و الهوان .

كلنا نعرف و ربما. البعض تابع المسلسل التركي الشهير وادي الذئاب ذلك المسلسل الذي شخص حالنا و حال العرب و الواقع المر الذي نعيشه اليوم من أفعال و فضائع ترتكبه الأنظمة العربية بحق شعوبها بكل إصرار و قبح و بجاحة و دون خجل .

و السؤال الذي نستخلصه من حادث خاشقجي و يرفض السؤال نفسه بأن نطرحه خجلا لعدم قدرت العرب الإجابة عليه. . فإننا نطرحه اعتباطا و رغما عن أنفه كما هو حال العرب اليوم.. إلى متى ستظل هذه الأنظمة تعبث بالشعوب و تتناطح فيما بينها و تبدد أموال الأمة العربية و الإسلامية في صراعات نحن في غنا عنها و ليست لنا. كمواطنين فيها لا ناقة و لا جمل ؟ و لمصلحة من كل هذه الصراعات و الخلافات الواهية و الدائمة و المستمرة طالما و هذه الأنظمة هي الأمر الناهي و تمسك بالحكم بقبضة حديدية و لا مناص لنا منها ؟ ثم أليست الشعوب العربية كبقية شعوب العالم لها حقوق و عليها واجبات .. فلماذا هي خجولة و خانعة و خائفة لا تدافع عن نفسها ؟ .... و الحليم تكفيه الإشارة. . و كفى ! .

حول الموقع

سام برس