بقلم / حسن الوريث
ي الوقت الذي انقطعت فيه الرواتب وارتفعت فيه الأسعار وتدهورت قيمة العملة فوجئت انا وسكان العمارة التي أسكن فيها باشعار من صاحبها ينذر بزيادة الإيجار بمبلغ عشرة آلاف ريال ابتداء من شهر نوفمبر.

وحين بدأت أفكر في الجهة التي يمكن ان أتوجه إليها مع سكان العمارة لطرح القضية لفت نظري خبر بأن الحكومة مازالت تبحث عن وزن الرغيف الذي صار كالريشة والقلم الرصاص ليتم تحديد قيمته بناء على ذلك وكذا تحديد وزن البيضة ابو زلالة او ابو زلالتين ليتم بعد ذلك تحديد قيمتها ، لذلك فقد فقررت عدم الخوض في هذا الأمر وعدم التوجه إلى اي جهة حكومية لأنها بالتأكيد عاجزة عن نصرة المواطن المغلوب على أمره. 

سأحاول هنا إيراد بعض الملاحظات على أخبار الحكومة ولجانها والتي اوصلتني إلى قناعة بأن الحكومة ليست صامتة فحسب بل عاجزة وعاجزة ثم عاجزة .. 

اللجنة الاقتصادية قالت أنها ضبطت أكثر من 40 محل صرافة تتلاعب وتضارب باسعار العملات وأنها تقوم باجراءات للحد من التدهور السريع للعملات لكن كل ذلك كله هراء فالدولار مازال يرتفع بسرعة العدائين العالميين ان لم نقل بسرعة الصاروخ دون أن يجد من يوقفه ..

الحكومة أعلنت عبر لجانها الميدانية أنها ضبطت عشرات التجار الذين يتلاعبون بالأسعار لكن الأسعار مازالت في تصاعد مستمر وأصبحت هذه اللجان مجرد مورد رزق لأعضائها وعلى حساب المواطن ..

مصلحة الضرائب تواصل نزولها الميداني لفرض المزيد من الضرائب على التجار وابتزازهم وهم بدورهم يضيفون كل فلس أضعافا مضاعفة على المواطن..

أمانة العاصمة وجهت إنذار الى  اصحاب المحلات برفع أسعارها ورسوم النظافة أسوة بالتجار لأن قيمة الدولار ارتفعت وبالتالي لابد من تحميل المواطن أعباء ذلك .

الحكومة التي مازالت تبحث تحديد سعر الرغيف ووزنه ووزن البيضة وسعرها لن تكون هي المنفذة للناس بالتأكيد رغم ان اسمها حكومة الإنقاذ لكنها اغرقت المواطن وجعلته بلا وزن ولاقيمة أمام طوابير الغاز ومنظمات الإغاثة ومواقع صرف المعونات والمساعدات المالية .

الموطن الذي صمد ومازال صامدا في مواجهة العدوان الهمجي الغاشم والحصار والحرب الاقتصادية لايستحق هذه الحكومة الصامتة والعاجزة بل يستحق أن نقف معه وإلى جانبه لتعزيز صموده الاسطوري..

هذه رسالة إلى من يهمه الأمر بان يتم اعادة النظر في هذه الحكومة التي أثقلت كاهل الناس بعدد أعضائها ومستحقاتهم وعجزهم   وتشكيل حكومة قوية تكون لديها القدرة على إنقاذ المواطن ومواجهة العدوان على كافة الصعد والمستويات والجبهات العسكرية والاقتصادية والإعلامية والسياسية والاجتماعية  ..

حول الموقع

سام برس