سام برس/ متابعات

مازالت أصداء اغتيال وصيفة ملكة جمال العراق، المودل العشرينية الأكثر جرأة، تارة فارس، تشغل حيزا كبيرا من المنشورات، وأحاديث الناس، عن نتائج التحقيق بمقتلها، ومسلسل الاغتيالات الذي لاحق الرجال أيضا.

بعد الوفاة الغامضة لمالكة مركز "باربي" للتجميل والليزر، رفيف الياسري التي تعتبر أشهر نساء العراق، بعد وصولها إلى مستشفى الشيخ زايد، وسط العاصمة، في 28 آب/ أغسطس الماضي، توفيت بعد أسبوع نظيرتها في المهنة، مالكة أحد مراكز التجميل، رشا الحسن، نتيجة سكتة قلبية مثلما أشيع.. واغتيلت فارس شرقي بغداد، بثلاث أعيرة نارية اثنين تلقتهما برأسها، وثالثة بصدرها.

أثار مقتل "تارة" عن موجة غضب بين النساء خصيصا، دفعهن إلى شن حملات مختلفة منها تحت هاشتاغ "كفى" للحد من ملاحقتهن واستهدافهن لاسيما وأنه تم اغتيال مقتل رئيسة منظمة "ود" المهتمة بحقوق الإنسان، سعاد العلي، قبل أيام من الهجوم المسلح الذي نفذه شخصين على دراجة نارية، في اغتيال تارة فارس.

وعن سر اغتيال النساء العراقيات الأكثر شهرة وشعبية، تحدثت رئيسة شبكة "صوتها" للمدافعات عن حقوق الإنسان، الأكاديمية بشرى العبيدي، لمراسلة "سبوتنيك" في العراق، قائلة:

"منذ أكثر من شهرين تتكرر حالات استهداف نساء لهن مكانة وحضور اجتماعي وجمهور واسع، إلا أن التصريحات بشأن التحقيقات ونتائجها لم تعلن… وهذه الاستهانة بحقوق المواطنين بالحصول على المعلومة وحقهم بالاطمئنان، زادت من شعور السخط والتشكيك لدى المواطن، وازدادت معها حالات توجيه الاتهامات المتعددة المصادر والتوجهات".

وتضيف العبيدي، المؤكد أن عمليات الاغتيال هذه تقف وراءها أسباب سياسية وليس كما يشاع بأنه استهداف للنساء لما حققته العراقيات من نجاحات وتقدم، فكانت هذه الاغتيالات لتثبيطهن، والحد من تقدمهن، وقد استبعدت هذا الاحتمال تماما لأن الأحزاب والجهات الحاكمة لا تبالي بالمرأة ولا تهتم لها كي تستشعر بالخطر من تقدمها فتعمل على إبعادها عن طريقها.

وأكملت العبيدي، وإنما الاحتمال الأقوى لكل هذه الاغتيالات إنها عمليات حرف نظر العامة عما يجري من صراعات، ونزاعات سياسية على السلطة، وما يرافقها من تدخلات، وتكريس لكل الطاقات لهذه الصراعات على المناصب، وليس على خدمة المواطن، ولا للكشف عن جرائم الفساد التي أودت بالبلد إلى الانهيار، ومن الأشخاص والجهات ذاتها وبالفعل نجح من هم وراء ذلك بحرف نظر العامة وإشغالهم عن صراعاتهم بمأساة هذه الاغتيالات لاسيما وأنهم اختاروا الشخصيات الأكثر شعبية.

حول الموقع

سام برس