محمود كامل الكومى
الملكة "هيروديا": ستأتينى برأس "يوحنا المعمدان "
"سالومى" :ماذا فعل يا أماه ؟

الملكة "هيروديا": لكى يندم على أنتقاده لى وتتبع سهراتى فى الهوى والأنحلال
"سالومى " وكيف يامليكتى ؟

لتحفيز سالومى على الفعل ذكرتها الأم بتجاربها الكثيره فى العشق والتى تتقلب من مخدع لأخر حتى الملك الذى يسيل لعابه عليها .

فردت عليها لقد ضاجعت نصف رجال القاعة ولا أتذكره ؟!!
الملكة "هيروديا".: اتبعى خطتى ولاتعقبى ...لابد أن تخلبى لب "الملك" وتثيرى أحط غرائزه الى أن يتوسل اليك أن تدخلى فراشه هنا تشترطى عليه رأس "يوحنا المعمدان "

وهكذا رقصت "سالومى"عارية فى حفل الملك "هيردوس"فقدم لها الملك رأس "يوحنا المعمدان على طبق من ذهب .

"أذا أردت أن تعرف القاتل فأبحث عن المستفيد"عبارة تتردد كثيراً بمناسبة أى من حوادث القتل -لكن مع جمال خاشقجى, القتل لم يتأكد , و الخطف محتمل , وجدران القنصلية السعودية فى اسطمبول مازالت تكشف عن زنازين يقبع فى أحداها خاشقجى – وقد يكون أردوجان متواطىء ومخابراته زاملت المخابرات الأمريكية والسعودية , من أجل المليارات التى صمم عليها ترامب بغرض الحماية , ورأها أردوجان حل لعودة الليره الى سابق عهدها بعد ان تدنت فى مواجهة الدولار.

ومع ذلك يرى ولى العهد السعودى فى خاشقجى عقوق لطريق الملكية والأوامر السلطانية , فلابد من تعقبة وتأديبة وأنهائه وليس ترويضه وفى ذلك عبرة وعظة لكل من أراد أن يشق عصا السلطان , فينهار قبل أن يفكر فى العصيان .

جمال خاشقجى مسلسل دراماتيكى بدأ بتحديد أقامة الأمراء ورجال الأعمال فى الريتز كارلتون , وتصاعد بالتلميح لسعد الحريرى بالغدو للرياض ثم أحتجازه لأسابيع وتوجيه الأوامر له بالأستقاله من ر ئاسة الحكومة اللبنانية , لكن هل تبدو( قمة الدراما) فى عملية أختفاء جمال خاشقجى بعد أن دخل القنصلية السعودية بأسطنبول ولم يلوح فى الأفق الى الآن , أم أن تلك العملية هى تفاعل درامى ينصهر ويتصاعد حتى يصنع النهاية المأساوية التى قد تطيح بنظم حكم يعتبرها ترامب بقرة حلوب وحان ذبحها الآن .

البرجماتية تجمع الثلاث أردوجان يريد البترودولار السعودى ويتغاضى عن أدعائه أهانة تركيا التى غًدِرَ على أرضها خاشقجى- وترامب قد أقسم على أن يجرد المملكة آلاف المليارت السعودية الموجوده فى أمريكا ( سائلة أو أصول ), بن سلمان والبارونية متلازمان وحب الذات أسير الرجل وملك المستقبل قد حان – وواقعة خاشقجى تحقق برجماتية الثلاث , وهاهى فرصه لأردوجان وترامب لأ ستغلال الواقعة للفوز بالمليارات , وفى نفس الوقت اِزاحة عقبة لينة فى طريق الملك الجديد .

لايعنينا الرجل من قريب أو بعيد فهو لوقت قريب كان يعتبر المتحدث بأسم الأسرة المالكة ومنذ الأزمة السورية وقلبه وقالبه مع الأرهاب ومن أمريكا جعلها ملجأ له وكاتب فى كبريات صحفها وفى تركيا صار من الحواريين لأردوجان , بهذه الأوصاف "جمال خاشقجى" فى خندق أعداء الأمة العربية – لكن لابد لنا من التدليل على أن فى الواقعة أنتهاك لحقوق الأنسان وأغتيال للأنسانية والتدنى فى أعمال البربرية وعودة الى القرون الوسطى , وهو مايدلل على حروبهم التى تبيد الزرع والحجر وتقضى على الأنسان والبشر و وهذا مايصنعه ثلاثتهم ( ترامب وبن سلمان وأروجان فى ( سوريا والعراق واليمن )وينعتهم بتجار الحروب

من هنا أرادوا أن يشغلوا الرأى العام بعيدا عن حروبهم ضد الأنسانية وقتل ملايين البشر التى لم يحرك لها الأعلام اِلا بالقدر اللازم لذر الرماد فى العيون , ولاحتى حين غدرت الطبيعة وسخرت سونامى فى أندونسيا ليقتل الالاف –فنُسجت واقعة خاشقجى وفُعِلت فأدارت ماكينات الأعلام الرأسمالية عجلاتها وسُخِرت الميديا عالمها البراق وصَعَدت الفضائيات أخبارها وحواراتها , وغدت أمبراطورية الأعلام تقذف بأختفاء خاشقجى بالخبر الأول والأهم والمتصاعد دراميا فى تمثيلية غجرية تنبش فى الذات الأنسانية حتى تخرجها الى عالم الفوضى والضوضاء والديماجوجية فتضحى ذاتا بعيده كل البعد عن انسانيتها , ويضحى صناع واقعة الأختطاف ( أردوجان – بن سلمان – ترامب ) الكل مهموم بروح انسان وحقه فى الحرية والحياة , ليروجوا لأنفسهم ,أنهم المدافعين عن حقوق الأنسان , ترامب يتاجر بأنه لابد من معرفة مصير المغدور (جمال خاشقجى )الكاتب فى الصحف الأمريكية , واردوجان يزيد فى المتاجره ويؤكد على أن خاشقجى دخل القنصلية ولم يخرج , ولابد من خروجه الى الحياة الآن – وبن سلمان يرى أن الرجل قد غُدِر به بعدأن خرج من القنصلية السعودية وعلى الأراضى التركية قد أختفى..

المليارات ستحقق للذات الترامبية والاردوجانية غرورها وستقيد القضية ضد مجهول وهو صك البراءة ل بن سلمان , وسيصير الثلاثه مغرمون بحب الأنسانية وحقوق الأنسان وهذا سيناريو الموساد , خططته " هيروديا بعد أن حرضت أبنتها سالومى فرقصت للملك هيردوس عارية فأمر الحراس بقتل يوحنا المعدان وقدم هيردوس رأسه لسالومى على طبق من ذهب , وبذلك تخلصت الملكه " هيردويا " من انتقاده وتتبعه لها.

*كاتب ومحامى - مصرى

حول الموقع

سام برس