بقلم/ احمد الشاوش
انتشرت تجارة الادوية في اليمن كالسرطان ، وتحول تجار ووكلاء الشركات المحلية والاقليمية والدولية الى " مافيا" بكل ما تعنيه الكلمة ، وكارثة انسانية تمتص دماء وأموال وصحة اليمنيين وتهديد ما تبقى من الامن القومي ، بعد ان تم ابتزاز واستغلال كل من أصيب بمرض أو وعكة صحية بإبشع صورة " في ظل انعدام الضمير وغياب الرقابة واحتضار الجهات المختصة التي حولت الناس الى ضحايا وحقل تجارب لذئاب الشركات الدولية ذات المنشأ الحقيقي والوهمي وسماسرة الداخل ومشعوذي الطب البديل الذين يعالجون الف مرض في خمسة أيام وبدون معلم!!؟ .

وفي غياب القانون وتوحش مراكز القوى المسعورة قديمها وجديدها وغفوة الحكومة وغض طرف الاجهزة الامنية والهيئة العامة للأدوية ووزارة الصحة وحماية المستهلك وهيئة المواصفات والمقاييس ووزارة الصناعة والتموين وغياب الثقافة الصحية لدى وسائل الاعلام وخضوع المواطن للامر الواقع ، دخلت البلاد آلاف الاصناف من العلاجات المغشوشة والأدوية المضروبة والمقلدة والمهربة والمنتهية الصلاحية ، نتيجة سيطرة تجار البشر مستغلين حالة الاضطراب والصراع السياسي وغياب الدولة ، كما وصل الامر الى استغلال وبيع بعض المساعدات الدوائية الإنسانية ، ما أدى الى انتشار امراض السرطان والقلب والكلى وغيرها من الامراض الخطيرة التي حولت الناس الى هياكل عظمية وقطع غيار.

وفي سبيل سياسة الجشع والاحتكار والتدليس سعى الكثير من تجار " الموت" الى تحقيق أرباح خيالية حتى لو فني 27 مليون يمني وسلبت أمواله وصحته واستنزف مخزون البلد من العملة الصعبة وأدى ذلك الى انخفاض العملة الوطنية وإنسانية الانسان.

وماهو اخطر من ذلك الانحراف هو انتشار وتسويق وبيع بعض شركات ومهربي الادوية اطنان من الأقراص والحبوب المخدرة بصورة ممنهجة في أوساط الشباب اليمني لتغييب الوعي وفقدان الذاكرة وتسميم الجهاز العصبي وتليف الكبد والاصابة بالهلوسة الفكرية والبصرية والسمعية وتدمير الفرد والاسرة والمجتمع للوصول الى الادمان والقضاء على جيل المستقبل ، تحت ايقاعات الانتعاش والنوم والمهدئ مثل ، الترامادول ، الكبتاجون ، عقار الصراصير، الديزبام والصاروخ ، وعقاقير الهلوسة والخشخاش والحشيش والقنب والكوكا وهو مايجعلنا نفكر الف مره لماذا كل هذا الموت ولمصلحة من كل هذا الدمار ؟

كما أن تسويق وبيع الكثير من " الأسمدة " المسمومة والمهربة أو المرخصة بطرق ملتوية أدى الى مقتل وإصابة آلاف المزارعين الذين يستخدمون أصنافاً من الأسمدة الإسرائيلية ونفايات الشركات الاوربية عبر بعض دول الخليج للقضاء على التربة من خلال دفنها وتسميم البيئة والخضروات والفواكه اليمنية ، نتيجة لمراكز النفوذ وضعف الرقابة وسلبية القضاء.

والعجيب في الامر ان هذه الادوية المضروبة والمبيدات القاتلة غزت اليمن بالرشاوى وحماية ومشاركة تجار وقيادات ومسؤولين نافذين امتصوا دماء الشعب وجنوا المليارات بشتى الطرق الغير مشروعة ، في حين توارا بعض أعداء اليمن خلف أسماء شركات وهمية.

أخيراً .. كم نحن بحاجة الى استحضار الضمير واستعادة القيم والشعور بالمسؤولية القانونية والأخلاقية والوطنية ووقف ومكافحة تجار الادوية المزورة والاسمدة المسرطنة والحبوب المخدرة ووضع حد لأسعار " الادوية" المرتفعة ، وكم نحن بحاجة الى القدوة بعد ان سقط الكبار والصغار في مستنقع " الاناء" ولا الحكومة استشعرت المسؤولية ، فهل يستيقظ الجميع لوقف نزيف المسؤولية وضبط " مافيا" الادوية المسمومة والاسمدة المسرطنة والحبوب المخدرة ، مالم فإن الجيل القادم سيكون أكبر ضحية ، لاسيما بعد ان كشفت تقارير يمنية " سرية" مؤخراً ان اليمن تستورد أكبر نسبة مخدرات منذ السنوات الأخيرة.

Shawish22$gmail.com

حول الموقع

سام برس