بقلم / د. وسيم وني
ياسر عرفات أبو عمار ولد (24 أغسطس 1929 القاهرة، مصر، استشهاده- 11 -11 2004 باريس، فرنسا)

قائد ثوري وسياسي وقائد فلسطيني وأحد أبرز قادة حركة النضال والمقاومة الفلسطينية من أجل التحرير واستعادة الاراضي الفلسطينية وطرد الاحتلال الصهيوني منها .

اسمه الحقيقي محمد عبد الرؤوف "عرفات القدوة الحسيني"، عرفه الناس مبكرا باسم ياسر عرفات ، واسمه الحركي "أبو عمار" عرف به أيضًا وأصبح اسمه رمزا وطنيا يتغنى به شعبنا الفلسطيني في داخل فلسطين والشتات .

يعد ياسر عرفات من أكثر الشخصيات الثورية والعسكرية والسياسية التي سلط الإعلام العالمي أخباره عنه ، ياسر عرفات قائد الشعب الفلسطيني ومفجر ثورته الفلسطينية ،وأحد أبرز قادته البارزين في العالم خلال القرن العشرين، خاض أسمى صور النضال والجهاد الذي لا يلين ولم يلين طوال أكثر من نصف قرن على مختلف الجبهات، وهو من أعاد لاسم فلسطين ولقضية شعبها في الضمير والعقل الإنساني وحفرها في على مر السنوات في الإعلام العربي والدولي ، ووضع القضية الفلسطينية على الخارطة السياسية العالمية وفي أعلى أروقة صناع القرار في العالم .

ومنذ ولادته حتى تاريخ حصاره ومغادرته رام الله وعلاجه في فرنسا إلى أن استشهد ، كأنّ فلسطين كانت على موعد مستمر معه ومع ذاتها، فقد حمل "أبو عمار " في مسيرة حياته كلها هم فلسطين وهم شعبنا في الداخل والشتات .. وطناً وقضية.. أملا وهما.. أينما حل ،حملها ناضل في مسيرة حياته وحتى استشهاده إلى درجة صار فيها الاسمين مترادفين لسنوات طويلة.. فإن نطقت باسم فلسطين.. تبادر الى ذهنك لا شعوريا اسم أبو عمار .

هذا الرجل الذي أثار اسمه القلق في يوم ما إلى الآن كيان بني صهيون ، ووجه كل عيون العالم إليه وإلى قضية حاول الإحتلال طمس اسمها ومعالمها وهي فلسطين متحديا هذا الرجل الذي دخل التاريخ من اوسع ابوابه او بالأحرى كتب اسمه بأحرف من ذهب كلها معاني وطارحاً من ألغاز يصعب على المؤرخين حل هذا اللغز الذي اسمه ابو عمار أو تفكيك شيفرته حتى.

فالعالم لا ينسى ولن ينسى ذلك اليوم من ذلك العام الذي بقي وسيبقى محفورا في الذاكرة ويردده الكل جيل بعد جيل.. ويردد في كتب التاريخ حينما ردد القائد الفلسطيني مقولته الخالدة " يريدوني إمـا قتيلا أو طريدا أو أسيرا وأنا أقول لهم بل شهيدا شهيدًا شهيدًا.. " إلى أن حظي بها .

من في مثل شجاعتك . عزتك كبريائك؟ أيها المارد الفلسطيني !

تأبى أن تعطيهم ولو حتى شعورًا بالنصر فكنت رمزاً وطنياً يعبر عن عزيمة الشعب الفلسطيني القائد الصامد والشجاع الذي ما زال صامدا في وجه الاحتلال النازي الغاشم ، علمتنا أيها المارد معنى الصمود ومعنى الشهادة وجسدت بحياتك واستشهادك انتصارًا لأسمى القيم الوطنية والإنسانية لقد أبى الشهيد أبوعمار الحي في عقولنا وقلوبنا أن يغادر موقعه في مقر المقاطعة في رام الله في فلسطين الحبيبة وبقي في صفوف الصامدين في المقاطعة وأبى الخروج مطئطئاً رأسه و كما عهدناه منذ انطلاق الثورة الفلسطينية رأسه لايعرف الخنوع والهامة العالية في بسالة يصعب وصفها والتي شكلت درساً للأجيال الحاضرة والمستقبلية وزرعت الرعب في قلوب العدو الصهيوني وقاداتهم فلقد أحسنوا صنعًا هؤلاء المجرمين بإقدامهم علي اغتيالك بما تمثله هذه الجريمة من فظاعه لتكون إيذانا بميلاد بطلاً يقف علي منصة الخالدين التي لن ولم ينساها التاريخ فالعظماء لا يرحلون ، ولا حتى تستطيع مسح أعمالهم وبطولاتهم هكذا يسطر التاريخ بل يقفون بقاماتهم العملاقة ليأخذو مكانهم في السماء بين النجوم يتدفقون في ذاكرة أمتهم جيلا بعد جيل فتُخلد ذكراهم في ذاكرة الأجيال .

كما أنك قد وضعت اسم فلسطين في جميع بقاع الأرض في رجل تنحصر كلماته في اسم ياسر عرفات حامل غصن الزيتون بيد والبندقية بيد.

سوف يظل أبو عمار الرقم الصعب وهو الكابوس الذي يرعب المحتلين منذ أن اختارك الله حامل هم وطن اسمه فلسطين وشعب فلسطين في الداخل والشتات .

ولن ننسى أيام حصارك في رام الله حينما حوصرت وجوعت وقوطعت وحينها صنعت على غير غاياتهم ونواياهم الشريرة، تاريخ مارد مكتوب من نار يخلد الرئيس الشهيد الذي وقف في مواجهة جحافل وألة القتل للعدو الصهيوني التي لا تعرف سوى لغة القتل والتشريد والاحتلال .

وسوف يأتي اليوم الذي تتحدث فيه الأجيال المتعاقبة عن موقف وشجاعة وصمود ذلك المارد الشامخ قي جميع المواقف وصموده في مقر المقاطعه .

أراد وأصر العدو الإسرائيلي بدعم من أميريكا ودول الغرب القضاء على فكر المقاومة والنضال وعودة اللاجئين ولاستعادة أرضنا الفلسطينية من النهر إلى البحر الذي يتجسد في فكر الزعيم المارد مفجر الثورة الفلسطينية وإسرائيل الكيان العنصري الذي يرى في عقل وأفعال وأفكار هذا الرجل فكرا للمقاومة الفلسطينية واحلام الفلسطينيين الذي يقضي على دولتهم التي أنشأوها من خيوط العنكبوت.

وباءت كل خططهم ضد هذا المارد بالفشل حتى ولو رحل جسداُ شهيداُ وهنا انقلب السحر على الساحر بعد أن تحول الشهيد أبو عمار مثلا لكل شرفاء الأمة وأحرار العالم وشهيدًا ورمزًا وطنيا فلسطينيا وعربياً ولقن باستشهاده درساُ قاسيا لن ينساه بني صهيون .

استشهد أبو عمار في كل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى وتجسيد لمعنى الشهادة ورحل اخذاً معه اللغز الذي لا يزال غامضاُ إلى يومنا هذا و تروى عنه الكثير من الفرضيات والروايات لحياته واستشهاده ولن يستطيع أي كان أن ينفي أن بأن ياسر عرفات ليس معجزه في القيادة التامة والخالصة بإلمام تام بكل أصولها وبأنه يحمل إرثاً في النضال والدفاع غن شعبنا الفلسطيني في المحافل الدولية وساحات القتال مع الكيان العنصري النازي .

ياسر عرفات هذا الرجل ظاهرة لن يتكرر مثلها ظهر لنتيجة ماأصاب هذا الشعب من نكبة ونكبات وستبقى يا سيادة الرئيس مكانك شاغرا في قلوبنا وشخصيتك حاضرة في عقولنا وفكرنا . وأنا بقمة التأكد بأني لن أستطيع وسأعجز ويعجز لساني مهما حصلت على معلومات عن حياتك واستشهادك وتاريخك الحافل بالعطاء وحتى أي شخص غيري مهما كانت مقدرته وعبقريته أو قربه إلى القائد الشهيد سيعجز عن الكتابة عنه والإلمام بجميع جوانب حياتك الشخصية و حتى ولو كان الكاتب نفسه عالم ومبدع في الكتابة في تجسيد مسيرتك النضالية .

ومن هنا أقول لكل من يريد الكتابة عنك وتجسيد صورتك في عبارات يأنك قائدا شهيدا شهد له الجميع بأنه شخصية نادرة ونادرا ما تتكرر وستبقى ذكرى اغتيالك حاضرة في قلوبنا لحين انتقامنا وتحرير أرضنا من العدو الصهيوني رحمك الله وأسكنك مع الشهداء والصديقين والأنبياء.

وأخيراُ ياسر عرفات هذا الأسم بما يحمل من نضال وحب لفلسطين واستشهد لأجلها .... ياسر عرفات عملاق النضال الفلسطيني .

* مدير مركز رؤية للدراسات والأبحاث في لبنان

حول الموقع

سام برس