سام برس

وقفت مشرفة النشاط الثقافي في مديرية التربية والتعليم جنوب الخليل صفاء عمرو تراقب باهتمام اللحظات الأخيرة قبل الإعلان عن عرض أكبر كوفية فلسطينية في العالم، بلغت مساحتها 1400 متر مربع.

وارتدت المشرفة صفاء الثوب الفلسطيني ووشحت نفسها بالكوفية المرقطة، لتنهي ثلاثة أيام من العمل المتواصل على مدار الساعة مع خمسين طالبا متطوعا للإعلان عن الإنجاز الثقافي كما وصفته.

وقالت صفاء في حديث للجزيرة نت إن هذا النشاط هو المرحلة الأولى التي ستقود بعد عام إلى كوفية فلسطينية ستبلغ مساحتها خمسة آلاف متر مربع، وستعرض في ملعب "دورا" الدولي في ذكرى إعلان الاستقلال الفلسطيني.

داخل مدرسة "الشهيد ياسر عرفات" الثانوية، اصطف مئات الطلبة ومنهم الكشافة للمشاركة في الاحتفال، بينما رفع آخرون الأعلام الفلسطينية احتفالا بإنجاز "الرمز الفلسطيني كوفيتي هويتي" حسب المشرفة.

وتصف صفاء ما تم عرضه بأنه "أسلوب لمقاومة محاولات إسرائيل المتواصلة لسرقة التراث الفلسطيني، التي بدأت بالطعام ووصلت إلى الكوفية".

أصولها عراقية

وارتبطت الكوفية الفلسطينية كرمز سياسي بالقضية الفلسطينية منذ عام 1936، بعدما فرضها الثوار الفلسطينيون آنذاك لمحاولة تضليل الجنود البريطانيين في التمييز بين الثوار والمواطنين، حسبما يروي المؤرخ في التراث الشعبي الفلسطيني الدكتور إدريس جرادات.

ويذكر جرادات أن الكوفية تعود في أصلها إلى منطقة الكوفة بالعراق، حيث كانت تضم تنوعا بشريا فجاءت الكوفية لتمثل النسيج الاجتماعي الموحد.

وبرزت الكوفية كرمز للثورات إذ اعتمدتها حركة القوميين العرب وكان لونها غامقاً آنذاك، ثم برزت من خلال الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات الذي ارتداها بشكل دائم خلال الثورة الفلسطينية، وبعد توليه رئاسة السلطة الفلسطينية.

وينسب جرادات طريقة لبسها التي تميز عرفات بها بأنها كانت في أعلاها تمثل خارطة فلسطين التاريخية، بينما كان يلفها حول عنقه في قراءة يقول إنها "إشارة إلى أن فلسطين كاملة أمانة في عنق عرفات".

ويتهم المؤرخ إسرائيل بأنها حاولت إهانة الكوفية كرمز فلسطيني عبر استغلالها في صناعة ملابس نسائية لتشويهها.

وتُعرف الكوفية بعدة ألوان أبرزها الأبيض والأحمر المنتشرة في الضفة الغربية وقطاع غزة، لكن المؤرخ جرادات يؤكد أن لونها الأصلي هو الأبيض المرقط بالأسود.

وفي العادة يرتدي الفلسطينيون الكوفية لثاماً للوجه خلال المواجهات مع جيش الاحتلال الإسرائيلي خشية التعرف عليهم، مما قد يهددهم بالاعتقال.

كما تعرف الكوفية أيضا باسم "الحطّة"، ويلبسها عادةً كبار السن، وبرزت بشكل كبير في الأغاني الشعبية الفلسطينية والأناشيد الثورية والحماسية.

المصدر : الجزيرة

حول الموقع

سام برس