بقلم/ بسام ابو شريف
– ماتهيئه واشنطن وتل ابيب والرياض هو تحويل ادلب الى بؤرة عدوان لتدمير انجازات الجيش العربي السوري .

– لابد من تدمير الارهاب في ادلب ” أدوات واشنطن وتل ابيب والرياض “ قمتان ناقش فيهما الرئيسان الروسي والتركي ، مقترح الرئيس اردوغان لتهدئة الوضع في ادلب ضمن تعهد تركي باخلاء المدينة من سلاح ثقيل تفرض من خلاله التنظيمات الارهابية ” أدوات القوى الخارجية المعادية لسوريا ” ، سيطرتها ليس على ادلب فقط بل على مناطق أوسع ذلك أن هذا السلاح ” ومن ضمنه صواريخ تحمل رؤوسا للمواد السامة” ، تستطيع أن تضرب حلب وغيرها .

وأكدت وزارة الدفاع الروسية وجود أدلة قاطعة على استخدام ” العملاء ” ، للمواد السامة في حلب ، ولم تقم الدنيا وتقعد لاستخدام هذا السلاح كما أقامتها الولايات المتحدة عندما اتهمت زورا دمشق باستخدام المواد الكيماوية ، ولم تقم روسيا بدك مواقع مطلقي المواد السامة كما فعلت الولايات المتحدة عندما دكت مواقع الجيش السوري بالتعاون مع بريطانيا وفرنسا ردا على الادعاء بأن سوريا استخدمت الكيماوي !!! ، وطلب اردوغان بحث الوضع في قمة ثالثة !! لكن الأمور أصبحت واضحة ، فالأشهر التي مضت منذ قمة سوشي واتفاق الاستانة استخدمت من قبل الأعداء .. أعداء سوريا لتزويد الأدوات الاهابية في ادلب بصواريخ جديدة مضادة للطائرات ، وأسلحة كيماوية جعلت هذه الأدوات ” أوقح ” ، فيما تطرحه من مواقف ، من الواضح أن هنالك تسريع اميركي مع حلفائها لتغيير الوضع في سوريا بالانقضاض على الانجازات التي حققها الجيش العربي السوري وحلفائه ، فهنالك ماتقوم به الولايات المتحدة في شمال شرق سوريا ، وهو بناء تحتي لدولة انفصالية للأكراد وماتقوم به في جنوب سوريا وماتقوم به في ادلب .

وهذه الأشهر هي خسارة كبيرة لسوريا ولحلفائها ذلك أنها تجعل من أي معركة قادمة ” ، وهي قادمة لامحالة ” ، أصعب وستكلف أكثر فماذا تنتظر القوى المتصدية للارهاب ؟

الاستراتيجية الاميركية بدأت تأخذ زمام المبادرة ، وماقاله قائد قوات التحالف مؤخرا يشكل دليلا على توجهات الحلف المعادي ، فقد هدد ياستنساخ ” سيناريو العراق ” ، وتطبيقه في سوريا وهذا ” اعتراف باحتلال القوات الاميركية للعراق والتحكم بقرارات بغداد وثروات العراق ” ، وأكد كلامه بتصريح اعترف فيه بما كانت تخفيه واشنطن دائما تحت شعار محاربة الارهاب ، فقد قال : ” ان وجودنا في سوريا لايستهدف داعش فقط بل هنالك أهداف اخرى للولايات المتحدة ” ، وتدرس واشنطن مع تل ابيب والسعودية – التي أصر وزير الدفاع الاميركي ماتيس على موقف الدعم الاميركي للسعودية وحروبها الارهابية رغم مناقشات الكونغرس وبحثه لعقوبات ضد السعودية ” ، يدرسون التصعيد على كل الجبهات ، وتقوم الولايات المتحدة باتخاذ خطوات عسكرية تمس اتفاقات دولية و” عالمية التأثير ” ، للجم الحركة الروسية في سوريا ، ومن تلك الخطوات اثارة موضوع اوكرانيا وارسال مدمرة صاروخية نحو قاعدة بحرية روسية في المحيط الهادئ ، والتلويح بالخروج من اتفاق الحد من الصواريخ النووية متوسطة المدى .

المعركة في سوريا جوهرية ، ليس للعرب فقط وليس لمحور المقاومة فقط ، بل هي جوهرية لروسيا وسعيها لاعادة ترتيب ميزان القوى في العالم حتى لايبقى قائما على ساق واحدة ، هي الساق الاميركية وان التوازن والاستقرار لايتم في العالم دون أن يكون قائما على قرارات جماعية وليس أحادية من قبل قوة عظمى واحدة هي واشنطن .

الميدان السوري هو ميدان الحسم وليس اوكرانيا ولا المحيط الهادئ ، ففي الميدان السوري تقرر قضايا الشرق الأوسط وهي التي تمس جوهر الاستقرار والأمن في العالم .

ولابد لمحور المقاومة من اقناع روسيا بأن هنالك ضرورة لتغيير التكتيكات لتصبح هجومية ودون توقف ، ونعني هنا الهجوم الدفاعي كما حصل في حلب ودمشق ، ولابد من فتح الحدود العراقية السورية ، ولابد من تحويل الجيب الاميركي الى هدف لأنه احتلال .

كاتب وسياسي فلسطيني

المصدر: رأي اليوم

حول الموقع

سام برس