بقلم/ ناجي الزعبي
اراد ترامب خلق بؤرة توتر لبوتين في تكرار لتجربة القرم واوكرانيا السابقة بانتهاك السفن الاوكرانية الثلاث لمضيق كيرتش وهو مضيق بحري يصل البحر الأسود ببحر آزوف، ويفصل القرم في الغرب عن شبه جزيرة تامان في الشرق.ويبلغ عرضه 4.5 كم وعمقة نحو 18 متراً. أهم المدن عليه ميناء كيرتش ويقع بالمياه الإقليمية الروسية .

فاحتجزت روسيا السفن وانتقلت لتقيم قاعدة بفنزويلا باحة ترامب الخلفية في رسالة قوة تضع كل الولايات المتحدة تحت مرمى الصورايخ الروسيةً وتنهي بذلك خطر الإطاحة بنهج شافيز البلوفياري وتوفر الحماية لمادورو الذي تعرض لأكثر من محاولة اغتيال وانقلاب بالرعاية والتوجيه الاميركي وجدير بالذكر ان مدمرتين نوويتين رسيتين توجهتا لفنزويلا .

لقد غاب عن بال ترامب ان الذراع والقوة الروسية اصبحت اكبر كثيرا عما كانت عليه أبان تدمير ليبيا .

ان تعرض ترامب لصفعات مهينة من الكونجرس الذي صوت بالكامل لوقف تمويل الحرب اليمنية بالاسلحة والمعدات وأدان محمد بن سلمان الذي يحظى برعاية ودعم ترامب ، يدخله في دوامة الازمات والفضائح الداخلية ويزيد من ضعفه السياسي وهي ادانة وان كانت رمزية تحمل دلالات مهينة لترامب وتجرده من الكثير من عناصر القوة وتضعف موقفه الاخلاقي والمعنوي والتنفيذي .

وقد اراد ترامب من ارباك روسيا التأثير على مجريات معركة ادلب القادمة وانقاذ العدو الصهيوني من ازماته لكن رسالة بوتين عبر هبوط المقاتلتين الروسيتين بكاراكاس العاصمة الفنزويلية بليغة وتحمل رد قوي لا يحتاج لتفسير .

كما ان انعقاد القمة السادسة عشرلدول التحالف البلوفاري - اميركا اللاتينية وحوض الكاريبي " ألبا " وسيلاك - بالعصمة الكوبية هافانا رسالة قوة اخرى ودفع للخط البوليفاري الثوري المناضل ضد الهيمنة والأستغلال الأميركي والتضامن مع فنزويلا والجهود الروسية للحد من جنون ترامب وجموحه السياسي.

اما عن الحلفاء الأوروبيين يشهد حلف الأطلسي الذي يعاني من ترهل وتفكك وازمات مالية ومطالبة ترامب لأوروبا بتحمل كلفة تمويله , تصدع خطير فقد انتقلت السترات الصفر الفرنسية من كونها قوة ذات مطالب اجتماعية لقوة مطالبة بالتغيير السياسي بعد ان وضعت يدها على جوهر ازمتها وهو انحياز ماكرون للاثرياء وتصريحه لأكثر من مرة بانه زعيمهم ، ومفاقمة الهوة بينهم وبين الطبقات الوسطى والدنيا وهو امر يؤذن بالتغيير في هياكل الدولة الراسمالية وبداية التغيير الاوروبي الشامل بعد انتقال عدوى الستر الصفراء لبلجيكا ، وهولند ، وصربيا .

وفي الوطن العربي يرسل مؤتمر ستوكهولم الذي انعقد كنتيجةحتمية للصمود اليمني الأسطوري رسالة اعتراف دولي عربي بأنصار الله والتفاوض مباشرة معهم بعد ان كانوا يدعونهم مليشيات ارهابية وهذا يقول :

( ان لم ينهزم المقاومين فقد انتصروا , وان لم ينهزموا فلماذا تفاوضهم اذا ) وقد اثبت وفد انصار الله انه وفد منظم قادر على الحوار واتخاذ القرار وقد فرض حضوره وارادته وقوته مقابل وفد لا يمك قراره ويحتاج في كل خطوة للعودة للرياض وهي فضيحة سعودية بكل المقاييس فاقمت من عزلة السعودية وازماتها وهزائمها وفشلها في كل ما اناطته بها اميركا من وظائف وادوار , فمن هزيمة بالعراق لسورية للبنان لليمن , وكل ما نجحت به هو الأفصاح عن العمالة للعدو الصهيوني الذي يعيش اسوأ ازماته بعد امتداد وبعث روح المقاومة وكيل الصفعات له من شعبنا الفلسطيني ومقاومته بغزة وانتقال شرارة المقاومة للضفة الغربية برغم سعي سلطة اوسلو على مدار ربع قرن لأجتثاثها.

وتبقى آفة آفات العدو الصهيوني درة تاج الامبريالية الاميركية الاطلسية محور المقاومة وحزب الله تحديدا الذي قلب معادلات العدو ومعاييره العسكرية ، فقد ادرج العدو الصهيوني (الدفاع) للمرة الاولى كأحد صفحات الحرب وهي الهجوم التقدم والدفاع والانسحاب وأبشركم بانهم وقريبا سيضيفون الانسحاب .

وكان آخر الفضائح عملية الانفاق التي أقضت مضاجع العدو ولم يجرؤ العدو على الدخول شبراً واحداً للأراضي اللبنانية وكان مشهد سكان الجنوب يتنزهون ويدخنون الارجيلة على الشريط الحدودي مع العدو بليغ ولا يحتاج لتفسير وفوق ذلك كله كان ولا زال هناك صورة القائد الذي يشكل رعباً وحده وقوة حاسمة بمصداقية مجربة نصرالله

حول الموقع

سام برس