سام برس/ تونس / شمس الدين العوني
جمهورغفير في"الدب والأرانب"و"السيرك يولو"..ونجاح للمخرج التونسي بن حمودة..

نابل..المدينة التي تحضن البحر حيث البراءة الأولى ..بالوطن القبلي من رقعة تونس الباذخة في الجغرافيا و التواريخ و الأزمنة..ثمة بهاء و هيام و نظر مبثوثة فيه الكلمات و الدهشة ..الدهشة المولدة و المثقفة و المحفوفة بالمعارف و ممكنات فنون العيش..نعم بدرت كل هذه الصور و أنا ألمح في عيون الأطفال شيئا من حكمة الأمكنة..و هل ثمة أمكنة..ما أجمل النظر الى طوابير الأطفال و عائلاتهم و هم يهمون بالدخول الى المركب..ما أمتع هذا الصخب و الضجيج و أنا محشور معهم في القاعة الرحبة..قاعة الفضاء الرائق .. المركب الثقافي نيابوليس بنابل..حدث ذلك بمناسبة العروض المتعددة للدورة الجارية للمهرجان ..الدورة 33 من مهرجان نيابوليس الدولي لمسرح الطفل حيث المشاركات و العروض من بلدان متعددة عربية و أجنبية..

نعم يسعد الأطفال و هم يتعلمون فن القانات و يلمحون شيئا من ذهب الأزمنة ..و الفن هنا و تحديدا مسرح الدمى مجال للقول بالأبجدية تبتكر ادراكاتها تجاه العوالم و الأكوان..القيم و الما يشي بالنبل و المحبة و التضامن و العمق الانساني و التسامح و الوجد الانساني..كيف للأطفال بكل ذلك..هنا كانت هذه المشاركة المميزة لمركز شؤون المسرح القطري بادارة الفنان المبدع صلاح عبد الله الملا من خلال العرض القطري بعنوان " الدبّ والأرانب " و الذي اشتغل عليه في الاخراج الفنان التونسي المميز المخرج محمد علي بن حمودة ضمن انتاج للفرقة القطرية لفنون الدمى ..و قد أبدع عدد من الفنانين القطريين الشبان في تقديم هذا العرض أمام جمهور غفير غصت به قاعة مركب نيابوليس و هو عمل من نوع عرائس الطاولة ..هو عمل كان نتاج جهود و ابتكار لفترة من خلال اشتغال فني بين المخرج و الشبان الفنانين محركي الدمى وفق نص بليغ في درجة الوعي بالتلقي الفني لدى الأطفال و يقيننا أن المرافقين للأطفال من العائلات و الكبار قد أستفادوا و استمتعوا كذلك بهذا العرض و غيره من حيث المضمون و دلالاته الفنية و الجمالية و الانسانية.

ومركز شؤون المسرح القطري منح الشبان هذه المناسبة لابراز ابداعاتهم علما وأن المجموعة بادرت بهذه المشاركة الأولى ضمن الفعاليات و المهرجانات ذات الصلة بمسرح الطفل دوليا حيث كانت نابل التونسية المحطة الأولى ضمن فعاليات نيابوليس الدولية و هو ما يلتقي مع هذا التعاون التونسي القطري من خلال اخراج تونسي لمحمد علي بن حمودة
و يعمل المركز التابع لوزارة الثقافة والرياضة القطرية منذ نشأته على تقديم أعمال فيها التميز و الشجن العربي و ما يعكس راهنه و متطلباته في الوعي نحتا لواقع أجمل حيث كما يقول مدير مركز شؤون المسرح بقطر الأستاذ صلاح عبد الله الملا هناك توجه من قبل المركز من خلال هذه الأعمال و غيرها نحو الارتقاء بالفنون المسرحية و الركحية وفق تفاعل و شراكات و تعاون في الفضاء العربي لأجل وعي ثقافي مختلف و بناء بالافادة من الكفاءات العربية و الابداعية..هذه المشاركة القطرية من خلال أعمال ضمنها " الدب والأرانب " و " السيرك يولو " و " موقف صادق " و " القطرات الأربع " نجحت من حيث ما لاقته من إقبال لافت في اطار مهرجان دولي تشارك فيه تجارب عريقة من بلدان هي تونس وتايلندا وكازخستان ومصر وفلسطين و العراق و فرنسا وإيطاليا وبلجيكا ..

هذا و يعمل مدير مركز شؤون المسرح على حضور الانتاجات في المهرجانات العربية والدولية الكبرى و هذا سيفرز أفكارا و علاقات تعاون ستثمر قريبا اللقاء الابداعي في مجالات فنون و انتاجات و أعمال مسرح الطفل بالدوحة.كما يكون هناك مجال مشاركات للتعريف بنشاط و انتاج المسرح القطري و منه مسرح العرائس من خلال المركز و ذلك بمدينة الثقافة بتونس خلال هذه الأيام .

لقد تضمن العرض المسرحي " الدب و الأرانب " جوانب منسجمة مع شخصية التلقي لدى الأطفال ضمن وعي عميق بمسائل و قضايا قيمية منها المحبة و العزيمة و الوحدة و التضامن و كسب التحدي و غيرها في عمل من نو مسرح الطاولة و بديكور محبب و رائق في عيون الأطفال تحلى بخبرة المخرج محمد علي بن حمودة و بامكانيات المركز و بعزيمة و كفاءة ممثلين شبان وفق خطاب سلس و بليغ و جذاب..انها لعبة الفن تجاه الوعي بنواحيه التربوية والأخلاقية في عالم معولم يشهد تداعيات مريبة و ظلم حيث لا مجال لغير الصدق و الا السقوط في الحفر مثلما حدث للماكر الدب و هو يسقط في تفاعل للأطفال عبر التصفيق الحار في القاعة المكتظة بالجمهور ..انه الانتصار للحق و القيم النبيلة و ان بعد انكسارات و خيبات...هي متعة الللحظة الفارقة حيث الفن ذاك العنوان الكبير في عوالم الطفل..هذا الطفل العربي الذي يحلم و يرفع عناوين البراءة ..انه الفن لدى أطفال جدد و بلا ذاكرة..سوى ذاكرة البراءة و المحبة الأولى.. نعم تجربة بخطوات واضحة و واثقة لمركز شؤون المسرح القطري و انتاجات مميزة بانتظار آفاق أخرى ابداعية و ثقافية و فنية مسرحية عربية و دولية..

حول الموقع

سام برس