سام برس/ تونس / شمس الدين العوني
في سياق أنشطتها المتنوعة تحرص جمعية مدارات للأدب والفكر والفنون بسيدي بوزيد التي تديرها الشاعرة مها دبش عضو المجلس البلدي و الناشطة الجمعياتية على تنظيم عدد من الفعاليات الثقافية و الفنية و التراثية فهي من الجمعيات التي لها أنشطة مميزة و حضور مهم بسيدي بوزيد و بالاضافة لأنشطتها الفكرية الدورية فهي نظمت قبل فترة فعاليات الدورة الثانية لمهرجان " ابداعات نسائية " ضمن تثمين الابداعات التي تنتجها المرأة هناك عبرسياقات التراث المادي و اللامادي و ذلك تواصلا مع الاحتفاليات الوطنية و الجهوية بشهر التراث و دعما للحرف و الصناعات التقليدية بما يعزز من اتجاه الاستثمار نحوها ..

كان ذلك بدعم من وزارتي الثقافة و السياحة و المجلس الجهوي و مندوبية الثقافة و بلدية سيدي بوزيد و خلال الأيام الأخيرة و بمناسبة الذكرى الثامنة للثورة كان للجمعية نشاط فكري ثقافي اجتماعي مثلما أفادتنا رئيسة الجمعية حيث "...شاركت جمعية مدارات للأدب والفكر والفنون احتفالات المهرجان الدولي 17ديسمبر بعيد الثورة،حيث نظمت ندوة فكرية هامة موضوعها أحلام شباب الثورة...وبعد... أثثها مجموعة من الدكاترة الأساتذة الجامعيين الأجلاء،وفدوا على سيدي بوزيد حاملين معهم رؤاهم و وتصوراتهم،مقدمين حلولهم وبدائلهم الاستراتيحية لوضع تونس الاجتماعي والاقتصادي والتربوي.الدكتور. حسين الديماسي اهتم بالمنظومة التربوية و اقر في مداخلته بان اصلاح المنظومة التربوية اهم اصلاح استراتيحي لا بد منه لانقاذ تونس.

ولأن كل ما يحدث للدولة والمجتمع مرتبط ارتباطا عضويا بالاقتصاد وبان تلك الموارد الطبيعية والمحروقات القليلة والمياه والبحر التي اعتمدت عليها تونس في بناء اقتصادها بعد الاستقلال قد وقع استنفاذه اليوم وان كان لابد من منقذ فان القوة الفكرية هي المنقذ كما ان الفرصة الاستراتيجية مرتبطة باصلاح المنظومة التربوية.مع ضرورة تغيير نظرتنا لميزانية الدولة وهذا يتطلب قلب جزء كامل من المالية،ولقد اتفق معه الدكتور.عبد الواحد المكني رئيسس جامعة صفاقس استاذ التاريخ المعاصر في البدائل الاستراتيجية حيث اكد في مداخلته على ضرورة العمل بعقلية الاستحقاق وضرورة وجود عقل علمي تونسي لانقاذ تونس الحرية والكرامة.اما الدكتور. مصطفى التليلي أستاذ التاريخ المعاصر والحقوقي فقد دعا الى ضرورة قراءة التاريخ قبل الثورة وبعدها بطريقة موضوعية دقيقة اذا اردنا التاسيس لمسار ديمقراطي ثابت محذرا من بوادر برزت حديثا للتنكر للحريات كالتعامل الغنائمي مع السلطة واعتبار الانتخاب عبارة صك من بياض وهي بوادر خطيرة لا بد من معالجتها.اما الدكتور بو جمعة المشي استاذ الجغرافيا وريس الهيئة الفرعية المستقلة للانتخابات بسيدي بوزيد فقد قدم دراسة استقرائية لنتائج الانتخابات حلل فيها تمثيلية الشباب في المجالس البلدية بولاية سيدي بوزيد.ما قدمه الاستاذ بو جمعة من احصاءيات وارقام حملها رؤية استشرافية لمستقبل تونس و مسارها الديمقراطي وتعددية الاحزاب.

كما شارك في الندوة الدكتور احمد التيجاني سي لكبير من الجزائر الشقيقة،استاذ محاضر ومهندس دولة في التهيئة الريفية الذي تناول الآفات الاجتماعية الهدامة التى اكتسحت المجتمع العربي وتسربت كامراض تفتك بالشباب كالمحسوبية والرشوة والبيروقراطية والسلطوية، وضغوطات المجتمع والبطالة مما دفع بالشباب للتواكل او الهروب بالاغراق في الملذات منوها الى ان اصلاح التعليم والعمل الجمعياتي وتقديم الانموذح في العمل الجماعي قد يشكلون المنقذ لهؤلاء الشباب.ولقد حضر الندوة الفكرية جمهور نوعي واكب كل اللقاءات تقريبا وكان حضور الشباب مكثفا ومميزا لدرجة اسعدت كل الاساتذة المشاركين.وتبقى مثل هذه الندوات هدفها تفكيك الشعارات، ومناقشة المسلمات وطرح الحلول الناجعة والذكية..." ..هذا و تواصل جمعية مدارات نشاطها ضمن برامج الموسم الثقافي الجديد.

حول الموقع

سام برس