بقلم / احمد الشاوش
تشهد فنزويلا توتراً كبيراً جراء الانقلاب الذي قام به رئيس الجمعية الوطنية خوان غوايدو ، بدعم امريكي ورعاية صهيونية ومباركة أوروبية ، على الرئيس الشرعي " مادورو" ، المنتخب ديمقراطياً من قبل الشعب الفنزويلي ، في انتخابات شفافة شهد لها التاريخ الحديث ، وجاء اختيار مادورو ، ترجمة للالتزام بالدستور والقانون وتجسيداً للقيم الديمقراطية وتأكيداً لثقة الشعب الفنزويلي الذي قرر بإرادة صلبة انتخاب أحد أبناء الوطن الشرفاء لمدة ست سنوات قادمة.

فوز مادورو ، برئاسة فنزويلا ، وقبلها تعيينه نائباً للرئيس تشافيز ، ووطنية ثنائي فنزويلا وتجردهم من التبعية ، دفعت تجار واشنطن وتل ابيب واوروبا الى شن الحرب السياسية والدبلوماسية والاقتصادية حتى وصل الامر الى قلب نظام الحكم عبر دعم بعض ادواتها الرخيصة في ما يسمى بالجمعية الوطنية التي تحولت الى تيس مستعار ومافيا لغسيل الاموال وتبديد الثروات النفطية لصالح العم سام ، وما مباركة الرئيس ترامب للانقلاب والدفاع عن "غوايدو" ، وتصريحات نائب الرئيس الامريكي بنس ، التي دعا فيها الى انه حان الوقت لأنهاء نظام الرئيس مادورو ، وان جميع الخيارات مطروحة في اشارة الى الغزو العسكري ،، إلآ دليل قاطع على ان حكام الولايات المتحدة الامريكية ، لا يؤمنون بقيم الحرية والديمقراطية والتعايش والسلام والقيم النبيلة ، ولا يؤمنون بالقوانين الدولية والوطنية والانسانية ، كما انهم لا يحترمون سيادة الدول وارادة الشعوب، بعد ان تحولوا الى وحوش وقطاع طرق ولصوص وقتلة ، وتجار أشبه بالكلاب المسعورة في المجتمع الدولي التي تنبح وتلهث وراء احتياطيات النفط والذهب والماس واليورانيوم وغيرها من المعادن الثمينة والمواقع الاستراتيجية ، حتى لو سفكت دماء الملايين من الشعوب دون رحمة أو ضمير انساني ، وما ضرب هيروشيما وناجا زاكي ، وحروب فيتنام وكوريا والتورط في بنما وأفغانستان والعراق وليبيا واليمن وتجزئة السودان إلا انعكاس لتلك العقلية الاجرامية المريضة وثقافة الحقد والكراهية والابتزاز.

والمشاهد والمتابع لوحوش واشنطن وذئاب تل ابيب وأفاعي اوروبا يلحظ ان حديث تلك الذئاب البشرية المسعورة عن القيم الديمقراطية وتمثال الحرية وسيادة الدول وحقوق الانسان يعكس حديث الافك كما ان الحصار الاقتصادي والمتاجرة بالنُخب الساقطة والادوات الرخيصة والكلاب المسعورة التي تحاول لانقضاض على البيت الفنزويلي من الداخل ، وشيطنة المواقف السياسية والدبلوماسية الخارجية ، واللعب على الورقة الاقتصادية ووتر المعارضة والمنظمات الحقوقية والانسانية المشبوهة وأثارة الشارع بالفوضى والغلاء واحتكار أقوات الشعب ومفاقمة الازمات والنعرات بين أبناء الوطن الواحد في تصوري لن تجدي ، طالما أحتكم الشعب الفنزويلي بكل مشاربة الفكرية والسياسية الى رص الصفوف والقفز على الخلافات المصطنعة والهامشية وتحكيم العقل ورفض الانقلاب والخونة ومقاومة الغزاة للحفاظ على الوطن الفنزويلي.

ورغم تلك المغامرة الامريكية والاوروبية والإسرائيلية ، الرامية الى شراء الذمم وتجنيد بعض القيادات السياسية والعسكرية والامنية والتشريعية ونشر الشائعات ومحاولة تفجير الوضع ، لأسقاط الرئيس مادورو ، وتغيير قيادات ومسؤولي فنزويلا بالقوة عسكرية وتعيين العديد من عملاء السي آي اية ‘ إلا ان الشعب الفنزويلي سيقف بالمرصاد لعملاء الداخل والخارج.

كما ان مواقف روسيا والصين وعدد من البلدان المحبة لقيم العدالة وللسلام التي تحترم سيادة الدول الاخرى وعدم اللجوء الى قلب الانظمة الرسمية ، ستوقف جماح الجلاد الامريكي الذي يُفصل شرعية الدول حسب نزواته ، وتُفرمل شياطين تل ابيب المتعودين على التآمر ، وتوقف تهور عجائز أوروبا الذين تحولوا الى أدوات أشبه بالدُمى العربية.

والسؤال الذي يطرح نفسه ، لماذا كل هذه البلطجة الامريكية ، والى متى تظل العربدة الاوروبية ، والتوحش الاسرائيلي في المجتمع الدولي ، وأين الشرعية الدولية والامم المتحدة ومجلس الامن من هذا الطغيان الذي عرض دول وشعوب العالم الى محرقة واطلال في سبيل نزوات قذرة ومصالح غير مشروعة ونفسيات مريضة تطمع الى نهب ثروات العالم بكل جبروت.

وأخيراً .. شر البلية ما يضحك .. ومن المخجل أن البرلمان الاوروبي الذي شغل العالم بالحرية والديمقراطية والحوار والسلام والقوانين الانسانية ، دعا الدول الاوربية للاعتراف بزعيم المعارضة الفنزويلية " خوان غوايدو ، رئيساً للبلاد ، رغم قيامه بعملية انقلابية خارج اطار الدستور والقانون ، في محاولة لتدمير دولة مستقلة واشعال حرب أهلية ، لان مادورو ، وقبله شافيز لم يكونا من منتجات مخابرات تلك الدول المتوحشة التي تمد أذرعها الى كل مكان لسرقة ثروات الشعوب ، و لم يأت أي منهم الى الرئاسة على متن دبابة امريكية اوسفينة أوروبية أو مروحية اسرائيلية ، لذلك نرى ان الشعب الفنزويلي سيُفشل المؤامرة وسيقاوم بضراوة ، إو على الاقل الوصول الى حل يجنب البلد الفتنة الداخلية والعدوان الخارجي.

كما ان اعلان الرئيس مادورو ، مساء السبت عن استعداده لدعم مبادرة إجراء انتخابات برلمانية مبكرة في البلاد استجابة للمعارضة للخروج من المأزق، دليل واضح على مدى تجنيب البلد الفوضى وتفويت الفرصة على المتربصين بآمن فنزويلا ، فهل يحتكم الجميع الى الانتخابات أم ان أوامر العم سام لم تصل بعد الى المعارضة لخوض الانتخابات؟.

حول الموقع

سام برس