بقلم / د.علي محمد الزنم
بمناسبة الذكرى الثامنة لماتسمى بالربيع العربي نتحدث عن بدايته في اليمن وتداعياته، وإلى أين آلت الأمور في وطن دفع بشبابه لرفع مطالب منطقية في بداية الأحداث فتسببت الثورة بتدخل أحزاب اللقاء المشترك وفي المقدمة التجمع اليمني للإصلاح المدعوم من دولة قطر الشقيقة التي تبنت بشكل مباشر مشروع الربيع العربي المدمر لعدد من الدول العربية، حيث تم التنسيق مع الإخوان المسلمين المتحالفين معهم في تونس وليبيا وسوريا ومصر واليمن، وتم الدعم الكبير مادياً وإعلامياً، فيما ظلت الدول الأخرى تتفرج على صنع عبث بأمن واستقرار دول وشعوب في نهاية المطاف أدركت بأن المشروع كبير والمقصود منه تدمير المنطقة بكاملها، حيث بدأت العملية بمظاهرات والمطالبة بإسقاط النظام وانتهت أو مازالت حتى اليوم حروب وصراعات سياسية وعسكرية كما هو الحال في سوريا واليمن وليبيا، وسقطت أحلام الشباب الذين خرجوا بنوايا حسنة قاصدين التغيير الإيجابي وتحسين الوضع المعيشي والحد من الفساد والمحسوبية ومشاريع التوريث وغير ذلك، لكن بإختصار المحصلة العامة لأحداث الربيع العربي مأساوية راح ضحيتها مئات الآلاف من المواطنين بسبب الصراع الذي مازالت الدماء تنزف حتى اليوم في دول الربيع العربي ومنها وطني اليمن.

وكاد شعبنا اليمني أن يفقد وحدته وأمنه واستقراره، بل مازال الخطر قائم ولم تهدأ الأوضاع حتى الآن والصراعات الدامية التي مزقت الصف وهددت الداخل والخارج، واليوم يدفع الشعب اليمني ثمن باهظ جراء تلك الحماقات الغير محسوبة العواقب والمدمرة لوطن يصل سكانه إلى ثلاثين مليون نسمة، وقد ارتفعت بسبب العدوان والأحداث والحروب نسب الفقر والبطالة وانتشار الأوبئة القاتلة وسوء التغذية والمجاعة، فعن ماذا نتحدث وأي إنجازات نفاخر بها في وطن ممزق زادت من وضعه المأساوي حرب ظالمة شنت من 17 دولة لدعم شرعية أشك أنها الدافع الرئيسي لكل هذا الوضع الذي أنتجه 11 فبراير 2011م.

أعزائي منتسبي فبراير المشؤوم ليش عيب الأعتراف بالخطأ وتصويبه نحن في المؤتمر الشعبي العام لدينا الشجاعة الكافيه للأعتراف وبكل شفافبه ونقول لشعبنا اليمني أين أخطأنا وأين أصبنا ونقول الحقيقة وإن كانت مره وعلى أي وسيلة أعلاميه وعبر مقابلات أو مناظرات كما يريد من لديه الرغبه في ذلك المهم أن نصوب أوضاعنا نحو وطن هو بأمس الحاجة إلى الصراحة ولم الشمل والتصالح والتسامح مهما ابتعدنا أو أختلفنا سيأتي اليوم الذي نعيد اللحمة اليمنية إلى وضعها الطبيعي.

عموما لا أطيل وأمل من الجميع أن يتقبلوا مقترحات وتوصيات لطي تداعيات ما يسمى بالربيع العربي وهي مجرد إجتهاد إن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي .

وذلك على النحو الأتي :

أولاً: الخطوة الأولى للمعالجة الاعتراف بعدم صوابية مشروع الربيع العربي وأنه كان جزء من مخطط استهدف الدول والشعوب حتى إعادة تقسيم الدول أو ما يسمى بمشروع الشرق الأوسط الجديد، ولم يكن دفع الشباب ومن خلفهم الأحزاب المتناحرة إلا جزء من تنفيذ المخطط الذي لم يكن سوى مؤامرة اتضحت معالمها بوضوح النتائج التي آلت إليها أوضاع الدول المستهدفة بمشروع الربيع العربي.

ثانياً: كل قيادات الأحزاب التي غررت على الشباب ودفعتهم إلى محرقة التدمير والاقتتال الداخلي وإقلاق الأمن والاستقرار والإضرار بالنسيج الاجتماعي والوطني يجب عدم الثقة بهم وإعادة النظر في مواقعهم الحزبية من قبل أحزابهم، باعتبارهم لم يكونوا عند مستوى المسؤولية في توضيح الحقائق والحرص على مصلحة الوطن العليا، بل كانوا جزء من حلقات التآمر التي قضت على الدولة ومشروعها الناشئ.

ثالثاً: تقديم الاعتذار للشعب اليمني وشعوب دول الربيع العربي والاعتراف بالخطأ والدعوة إلى مصالحة شاملة لطي صفحات الصراعات العسكرية والسياسية والتوجه لمعالجة آثار تلك الأحداث المؤسفة التي أصبحت محل صخب وتدمير بل ومستنفذة للكثير من الشعوب لمن مازالوا يقامرون بصوابية مشروعهم الذي أثبت فشله وسقط في كل الدول عدا تونس التي خرجت منه بأقل الأضرار وليس عيباً الاعتراف بالخطأ ولكن العيب الاستمرار فيه.

رابعاً: نعتبر إن النتائج الإيجابية الوحيدة التي خرجنا بها من مشروع الربيع العربي هي قطع أي مشروع للتمديد للرؤساء السابقين أو التوريث. وفي حقيقة الأمر كانت هذه من المشاريع التي أسقطت بفعل وضغط أحداث الربيع العربي الدامي وما دون ذلك الحديث عنه عبث وتزييف للواقع الذي نعيشه ويعيشه الكثير من الشعوب التي أصيبت بداء ثورات الربيع العربي.

خامساً: يجب أن توثق كل تلك الأحداث واستخلاص الدروس والعبر سلباً وإيجاباً وتلافي ذلك لأي مشاريع في المستقبل تنوي الخروج وعمل مسيرات ومظاهرات واعتصامات، فالحسابات الدقيقة هي التي تؤدي إلى نتائج إيجابية بدليل أن الشباب ومن يقف معهم من الأحزاب كانت تقول أولاً يسقط الرئيس علي عبدالله صالح وأركان حكمه، وبعدين نتفاهم على كل شيء، بمعنى أنهم دخلوا الثورة الشبابية وليس لهم خطة وبدائل للحكم وكل ما في الأمر حقد شخصي قاده الإصلاح والشيخ حميد الأحمر ومن وراءهم دولة قطر نتيجة خلافات شخصية ومواقف سياسية كانت هي الدافع، فغامروا ببلد وضحوا بمصالح شعب، وبالأخير تضرروا هم بأنفسهم بسبب التداعيات الأخيرة واجتياح صنعاء ثم عاصفة الحزم التي شنت على اليمن جميعاً.

سادساً: الربيع العربي كان يزايد بالديمقراطية كمطلب لكن الواقع عكس ذلك، حيث تم الانقلاب على رؤساء شرعيين منصبين من قبل الشعب وبعد الضغوط تم تسجيل انتكاسة ديمقراطية، حيث تم اختيار رئيس توافقي بدون منافسة وهذا يعد أول عودة إلى الوراء وقد كنا وصلنا إلى مرحلة التنافس الجدي في انتخاب الرئيس فضلاً عن النواب والمجالس المحلية وهذه من النقاط التي تسجل أيضاً على الربيع العربي.

سابعاً: نتج عن الأحداث رئيس توافقي لم يكن عند مستوى المسؤولية وقاد البلاد نحو مزيد من الأزمات وصولاً إلى الحرب الشاملة وتهديد الوحدة الوطنية والنسيج الاجتماعي وكل ذلك كان اختيار قوى ثورة 11 فبراير 2011 وقبل بها الرئيس السابق والمؤتمر الشعبي العام لتفويت الفرصة ومحاولة لإخراج البلد من فوضى الربيع العربي، برغم اعتراف الرئيس عبدربه منصور هادي بأنه كان سينظم إلى ثورة الشباب لكن طلب منه التأخر ثم حدث تفجير دار الرئاسة فتولى الأمر تدريجياً بسبب ذلك الحادث الإجرامي دونما يعلن عن انضمامه رسمياً لثورة الربيع العربي ومع كل هذا كان عامل إحباط وفشل ولم يستغل دعم العالم له وسلم الدولة في مشهد مازال اليمنيين في حيرة مما حدث حتى اليوم.

ثامناً: المحصلة العامة من نتائج 11 فبراير 2011م لم تبق لنا دولة موحدة وانقسام في الجنوب والشمال ونمتلك الآن رئيسين وحكومتين ودولتين غير معلنة الانفصال بينهما إلا من المجلس الانتقالي الذي أُعلن في عدن، كل تلك الأحداث تجعلنا نفكر ألف مرة بمراجعة الذات وماذا صنعنا بأنفسنا وبشعبنا.

تاسعاً: ليس أمام اليمنيين للخروج من كل ذلك إلا بالحوار الجاد واعتبار مخرجات الحوار الوطني السابقة واللاحقة ومخرجات جنيف والكويت والسويد والتفاوضات الأخرى أرضية لبدء الحوار الجاد والتوافق على دولة تعيد للإنسان اليمني كرامته والعيش الكريم لشعب عظيم صبر وناضل ضد الإمامة المستبد والمستعمر البريطاني البغيض
، واليوم نفاجأ بمستعمرين جدد على ظهر دبابات وطائرات التحالف ليصنعوا لنا مستقبل نشك في ملامحه فلن يصنعه سوى أبناءه إذا ترسخت ثقافة التصالح والتسامح ووضع الجميع الوطن فوق كل اعتبار.

فهل من مدكر وليس عيبا مراجعة الذات بل هو عين الصواب لنعيد الأمور إلى نصابها الحقيقي القائم على الشراكه العادله والمرضية لكل أبناء اليمن بمختلف توجهاتهم وكفففففففى .


*عضو اللجنة الدائمة للمؤتمر الشعبي العام

حول الموقع

سام برس