بقلم/ ناجي الزعبي
يعتبر الاردن الرسمي استثناء ونمط سياسي فريد بالمحيط الإقليمي ، فهو كيان معلق بالهواء برسم المشروع الاميركي الصهيوني تتقاذفه اقطاب داخلية في غياب واضح للسلطة المركزية التي تبدي استخفافاً ولا مبالاة لا تخفى ، وتلحق الاذى بالوطن وملايين الفقراء الاردنيين وتضع مصير الوطن في مهب رياح المستقبل وفي ذمة الغيب الاميركي الصهيوني والتحولات الدولية والإقليمية والمخاض التاريخي الدولي .

يقول قائل للاردن دور اميركي وظيفي يضطر اميركا للتمسك به ، لكن الحقائق ودروس التاريخ والحاضر تقول ان اميركا تلقى بأدواتها في سلة المهملات عند اول مفترق لمصالحها ، كان آخرها إرهابها الوظيفي بسورية ، وقسد والبرازاني ، وحتى العدو الصهيوني، وتركيا فهل الاردن استثناء ؟

بالطبع تأخذ المصالح الاميركية العليا الاولوية الاولى على اي اعتبار لاميركا ليست الدولة الاي تحترم المعايير والمواثيق والاعراف والاعتبارات الدولية وتصون الاصدقاء والحلفاء والادوات ولن يكون الاردن استثناء اياً كان شأنه ووظائفه .

لو القينا نظرة متفحصة على دول الجوار من الاشقاء للعدو الصهيوني سنجد ان لكل دولة هوية ، وماهية ومشروع ، الا الاردن الذي اصبح كالماء بلا لون ولا طعم ولا رائحة ، ويدُفع بيد قيادته السياسية للهاوية - حسب تقرير المجلس الاقتصادي الاجتماعي - الذي تشكل بأمر ملكي والذي جاء بتقريره المرعب انه وخلال عشرين سنة كانت كل حكوماته فاشلة ولايوجد مسؤول بمواصفات المسؤولية . وكأمثلة باتفاقية وادي عربة و الكازينو والغاز والميناء والمطار وعدة اتفاقيات اخرى شروط مذلة وقعت عليها حكوماتنا
هذا يعني ان اعضاء الحكومات ورؤسائها (الفاشلين حسب تقرير اللجنة الملكية) معنيين بتدمير الاردن وإذلاله مقابل مصالحهم وارصدتهم ومكاسبهم ومناصبهم ، وليس بنائه وكل ما يروج ويقال عن البناء والتنمية والاستثمار هو كذب فاضح.

المصيبة والطامة الكبرى غياب القيادة السياسية الشعبية المنظمة واستغلال الهبات الشعبية وتجييرها لمصلحة السلطة المعادية لمصالح شعبنا لا يوجد اخطر مما يعبره الاردن.

اذا بمنتهى الوضوح والصراحة هناك نهج رسمي ثابت يدفع بالاردن للخراب وتفكيك مؤسساته وإداراته واجهزته وقواته المسلحة .

والاردن المفكك الفاشل فاقد الهوية والمشروع السياسي مصلحة صهيونية اميركية ، وخطر على المشروع العربي النهضوي المقاوم ، ومقدمة لاعادة بعث وإنتاج دور العدو الصهيوني ليعيد رسم مستقبل الوطن العربي وفقاً للمصالح والمعايير الاميركية الصهيونية.

وفي حال فشل المشروع الاميركي الصهيوني - وكل المؤشرات ترجح فشله- فسيصبح الاردن كياناً هجيناً خارج الصف العربي وخارج الصفوف كلها ليجابه مصير مجهول ويطيح بما بناه ابنائه على مدار مائة سنة من العرق والجهد والتضحيات الجسام ، ويدفعهم للتيه بلا بوصلة ولا عنوان.

والمرعب هو الفراغ السياسي الذي صنعته السلطة عبر عقود مضت فلا يوجد قوة قادرة على ملأ الفراغ او حتى رفع الصوت بالحد الادنى والقوة الوحيدة التي تفعل ذلك هي الطغمة التي اعتادت ان تنهش جسد الاردن والتي تعنى بمصالحها وثرواتها وامتيازاتها ومكاسبها حتى لو كان الثمن ضياع الوطن وتشريد شعبه .

عمان ١١/٢/٢٠١٩

حول الموقع

سام برس