سام برس
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ، إن قمة سوتشي ، التي عقدت الخميس ، كانت "فعالة جدًا ومفيدة للغاية".

جاء ذلك في حوار مشترك مع قناتي "ATV" و"A Haber" التلفزيونيتين التركيتين، مساء الجمعة.

وأضاف أردوغان ، أن الجولة الخامسة لقمة سوتشي ستعقد في تركيا.

وأفاد أن القمة، بحثت الوضع في مناطق غرب الفرات، وضمنها إدلب ومنبج وجرابلس والباب.

وأشار أردوغان، إلى أنه أكد خلالها على ضرورة خروج تنظيم "ي ب ك/ ب ي د" الإرهابي، من منبج إلى شرق الفرات.

وتابع أنه لم يتم حتى الآن اتخاذ أي خطوة بهذا الخصوص.

وحول التصريح المرتقب للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حول سوريا، قال أردوغان، "من المؤكد أنه سيقول انتصرنا على داعش، أي أنه قد يكون إعلانا للنصر".

واعتبر أن "إدارة ترامب، غير قادرة على إيجاد وجهة نظر موحدة داخلها حول الانسحاب من سوريا".

وأوضح أردوغان، أنه "بدأ يتكون انطباع في تركيا حول صورة النظام الذي سيتم تشكيله في سوريا" بالمستقبل.

وشدد على أن تركيا ستقوم بكل ما يلزم من أجل حماية أمنها القومي.

وقال إن تركيا أقامت العديد من مشاريع البنية التحتية والمدارس والمستشفيات في منطقتي درع الفرات وغصن الزيتون (شمالي سوريا)، وكلفت تلك المشاريع حوالي 35 مليار دولار.

وأضاف أن الاتحاد الأوروبي لم يف بوعوده فيما يتعلق بالمساعدات للسوريين، حيث وعد بـ 3+3 مليار يورو، لم يقدم منها حتى الآن سوى مليار و750 مليون يورو.

وأشار الرئيس التركي، إلى أن المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، قدمت دعما بقيمة 750 مليون دولار تقريبا.

وشهد منتجع سوتشي الروسي، الخميس، قمة ثلاثية ضمت الرئيس التركي ونظيريه الروسي فلاديمير بوتين والإيراني حسن روحاني، في إطار مسار أستانة لحل الأزمة السورية سلميًا.

وبحثت القمة ملفات عدة أبرزها صياغة دستور سوري جديد، وعودة اللاجئين، والحفاظ على وقف إطلاق النار بمحافظة إدلب (شمال غرب)، إضافة إلى الانسحاب الأمريكي المرتقب من شمال شرقي سوريا، وحق تركيا بحماية حدودها الجنوبية.

**اغتيال خاشقجي

وبخصوص قضية اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي، أفاد أردوغان، أن "الاستخبارات الأمريكية لم تضع ثقلها بعد، ويتعين على الولايات المتحدة القيام بذلك".

وأشار إلى أن تركيا تنتظر الكثير من واشنطن بهذا الخصوص.

وأضاف "على الولايات المتحدة وضع كامل ثقلها بهذه القضية".

واستغرب الرئيس التركي تجاهل قتل رجل فكر مثل خاشقجي، بسبب العلاقات الثنائية مع السعودية.

وتابع: "اليوم ظهرت أمور جديدة (في إطار التحقيقات) من قبيل حرقه (خاشقجي) في التنور.. هذا شيء لا يمكن تحمّله".

وأفاد بأن الجانب الأمريكي يقول من جهة إنه يمثل الديمقراطية والعدالة في العالم، "أيّ عدالة وأيّ ديمقراطية هذه".

وقال إن الجانب السعودي أيضًا يبدي انزعاجه، "لنكن صادقين وصريحين.. هل يمكن لمسلمٍ أن يفعل مثل هذا الأمر (الجريمة) لمواطنه المسلم، أو حتى غير المسلم؟".

ولفت أردوغان، إلى أن الجانب التركي لم يسلّم جميع الوثائق والمعلومات التي حصل عليها في إطار التحقيقات في جريمة قتل خاشقجي.

أردوغان بيّن أن تركيا أسمعت الأطراف التي جاءت إليها ما دار خلال الجريمة، حيث أن البعض استنتج بعض الأمور والبعض الآخر ما زال ينتظر استنتاجات تركيا.

وأكّد أن الوثائق والمعلومات والحقائق، وخاصة التسلسل الزمني، سيحظى بمتابعة وثيقة من قبل الأطراف المهتمة بالقضية في العالم.

وشدّد الرئيس التركي على أنه كلما اهتمت تلك الأطراف بهذه المعلومات، لا سيما على مستوى وسائل الإعلام المرئية والمكتوبة ومواقع التواصل الإجتماعي، ستزداد السعودية حرجًا.

كما أشار في السياق ذاته إلى أهمية الخطوات والنتائج التي ستصدر على صعيد الأمم المتحدة.

وأردف "جاء 15 شخصا بطائرتين، وبشكل واضح وصريح عبر التسجيلات الصوتية يظهر صوت أحدهم يقول: أنا أعرف التقطيع جيدًا. وبعدها يتبين أنه من الطب الشرعي، فمع هذه الأمور الواضحة ماذا تحاولون أن تخفوا؟".

وبيّن الرئيس التركي، أن الجانب السعودي لم يعلن حتى الآن عن نتائج المحاكمات، ويكتفي بالقول "نحاكم وسنحاكم".

وأضاف "ما دمتم تحاكمون فأعلنوا عن العقوبات، وليرتاح الجميع، ولكن حتى الآن لا يوجد شيء من هذا، فاستفساراتنا واضحة؛ أين جثة خاشقجي؟ ومن المتعاون المحلي؟ ومن أعطى التعليمات؟ فهل من الممكن أن هؤلاء الـ15 لا يعلمون الجواب؟".

وأكد أردوغان، بهذا الخصوص، أن تركيا "ملتزمة بنقل القضية (اغتيال خاشقجي) إلى المحكمة الدولية".

وأشار إلى أنه سيتم تسليم معلومات التسلسل الزمني للحادثة والتسجيلات الصوتية، وأنهم أعطوا قِسمًا منها لمن طلبوا ذلك، وأسمعوها للجانب السعودي.

ولفت إلى أنه حتى الاستخبارات السعودية أيضًا وصفتها بـ"الكارثة" عندما أنصتوا إليها، والأمريكيون أيضًا والفرنسيون.

وقال الرئيس التركي "نحن لم نخفِ أي شيء لمن طلبوا المساعدة بهذا الموضوع".

وقتل خاشقجي، في الثاني من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، داخل قنصلية بلاده بإسطنبول، في قضية هزت الرأي العام الدولي.

وبعد 18 يوما من الإنكار والتفسيرات المتضاربة، أعلنت الرياض مقتل خاشقجي داخل قنصليتها في إسطنبول، إثر "شجار" مع أشخاص سعوديين، وتوقيف 18 مواطنا في إطار التحقيقات، دون الكشف عن مكان الجثة.

ومنتصف نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أعلنت النيابة العامة السعودية أن من أمر بالقتل هو رئيس فريق التفاوض معه (دون ذكر اسمه).

** تنظيم "غولن" الإرهابي

وفيما يتعلق بتنظيم "فتح الله غولن"، قال أردوغان، "للأسف الولايات المتحدة الأمريكية لا تتصرف بشفافية حيال ملف إعادة زعيم التنظيم".

وحول إعادة عناصر "غولن" إلى تركيا، قال "نتابع حاليًا العملية، أعدنا بعضهم وسنعيد آخرين".

وبخصوص إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، تحديد 24 أبريل/نيسان "يومًا لإحياء ذكرى إبادة الأرمن" المزعومة، قال أردوغان: "قلت لماكرون، أنه حديث العهد بالسياسة، وعليه تعلم التاريخ".

وأضاف مخاطبًا الرئيس الفرنسي: "تاريخنا خالٍ من الإبادات الجماعية".

وفيما يتعلق بمفاوضات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، بيّن أردوغان، أنه "لم يتم قبولنا (تركيا) حتى الآن في الاتحاد الأوروبي لأننا مسلمون".

** الانسحاب الأمريكي من سوريا

وفي معرض تقييمه لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الانسحاب عسكريًا من سوريا، قال أردوغان إن بلاده تتابع هذا القرار عن كثب، لأنها مصممة على تنفيذ خططها الخاصة.

وأوضح أن تركيا لديها حدود بطول 911 كيلومتر مع سوريا، وأنه ينبغي أن تكون هذه الحدود محمية من جميع التهديدات.

وتابع أردوغان: "لقد تم استخدام هذه المنطقة كممر إرهابي ضدنا".

وكشف أن الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، كان قد اتصل به عندما وقعت أحداث مدينة عين العرب المعروفة بـ"كوباني" في سوريا، لطلب المساعدة.

واستطرد: "قال أوباما: ساعدونا في كوباني، لننقذ الأكراد هناك، وإلا سيتم القضاء على هؤلاء الناس خلال 24 ساعة".

وأوضح أردوغان أنه ردّ على أوباما قائلًا: "لماذا يُقضى عليهم. أبوابنا مفتوحة دائمًا أمامهم وهذا بحث آخر ولكن إذا كانت لديكم ضمانات ولدينا ضمانات لماذ يُقضى عليهم".

ولفت إلى أن الولايات المتحدة قامت فيما بعد بتشكيل تنظيم إرهابي من خلال تقديم السلاح عبر المروحيات، في إشارة إلى تنظيم "ي ب ك/ بي كا كا" الإرهابي.

وأكّد أن 300 ألف شخص من أهالي المدينة اضطروا للنزوح إلى تركيا التي احتضنتهم ووفرت لهم الحماية ولا يزال معظمهم في تركيا حتى اليوم.

وأردف: "ثم يقولون وبدون خجل وملل إن تركيا تعادي الأكراد، ما هو هذا العداء؟ القادمون من كوباني يعيشون الآن في تركيا التي توفر لهم جميع أشكال الحماية".

وشدّد الرئيس التركي على أن مشكلة بلاده هي مع التنظيمات الإرهابية، أمّا الأكراد فهم "أشقائي ومواطني، وهناك نسبة كبيرة من المواطنين الأكراد داخل حزبي (العدالة والتنمية). ليس هناك أي تمييز".

المصدر: الاناضول

حول الموقع

سام برس