بقلم / جميل مفرح
لماذا يذهب أصدقائي واحداً تلو الآخر دون وداع..؟!

لماذا يا عبدالله اعتزمت الرحيل هكذا بصمت..؟! لم نعتد منك مثل هذا..!!

كان ضجيج حبك يملأ الآفاق وعبق ولائك لوطنك ولانتمائك ووفائك لأصدقائك وزملائك ولمواقفك الثابتة أيضاً يسبقك لينبئ عنك..

لا أدري يا صديقي إن أنا كنت جديراً بالحزن من أجلك أو قادراً على بكائك..

لحظة يا صاحبي..

لماذا سأحزن من أجلك..؟

ها أنت تنام هنااااااك في البعيد مطمئناً ساكناً، ونحن هناً نتجرع مرارة فراقك وتكتسي وجوهنا وعثاء افتقادك..

ذهبت حتى دون وداع لائق بعالم المودة الذي دأبت طوال سفرك في الحياة على تطريزه بالأصدقاء وبالمواقف النبيلة، تلك المواقف الضاجة بالصدق وانكشاف المشاعر والعواطف..

لم تكن تستطيع كغيرك أن تختبئ في ثنايا الملامح والتعابير، أو تتصنع شخصية غير شخصيتك الممعنة في الوفاء والحب والصدق.

لكل ذلك يا صديقي.. لا يكون الحزن من أجلك، ولكن من أجلنا ونحن نفتقدك ونشعر بمرارات خساراتنا برحيلك الفاجع..

ابن بشر.. سيبقى مكانك في مشاعرنا وقلوبنا عامراً بك، وبك فقط.. وبذكرياتنا معاً ونحن نحاول أن نجعل من الحياة ممكنة وجميلة وتستحق العناء..

بكائياتك تتزاحم يا صديقي فتجعل من الإدراك نتفاً متطايرة ومن الصبر جداراً مثقباً، ومن الذكريات إرثاً ثميناً يلزمنا ولو قليل من وفائك لنحتفظ به..

نم يا أبا محمد الآن، لا تشغل بالك بحال أصدقائك من بعدك في هذه الأوقات التي استطاعت أن تكون صعبة بدونك..

نم فقط.. وحين نتمكن من كتابة رثاء لائق بك، ونتدرب جيداً على قراءته بحضورك، سنهتف باسمك ونوقظ ذكرياتك ونضيء ما نستطيع من أجزاء ذاكرتنا المشتركة معك.. و.....، سننتظر من كفيك أو من عينيك لافرق أن تبدآ في التصفيق.

فقط نم يا صديقي.. نم بسلاااااام.

حول الموقع

سام برس