سام برس/ تونس / شمس الدين العوني
"وطن في قصيدة "...شهادات و حفل توقيع...و تكريم...

يمضي في دروب الشعر تأخذه الكلمات الى رحابها و تعرفه الأمكنة في الحل و الترحال..من عطور القيروان البهية لمعت له نجمتان واحدة بلون القصيدة و ثانية بطعم الحلم..طفل في تخيره لموسيقى الكلام ..يمضي اذن و لا يلوي على غير القول بالآه تقصدا للحكاية و أخذا بناصية الكلمات..

العيدي الهمامي يقدم لقراء الشعر و عشاقه عملا جديدا ينضاف لديوان سابق و لنصوص كثيرة ينثرها على جدران يومياته بالفيس تنهل من رؤاه و تفاصيل ذاته و هو يقيم تواصله مع ذاته و الآخرين ...و العالم..

فبعد المجموعة الأولى " قاب قوسين " الصادرة عن دار هديل بصفاقس سنة 2014 ..يصدر الشاعر العيدي الهمامي ديوانه الشعري الثاني هذه الأيام تحت عنوان "وطن في قصيدة " و ذلك عن دار المنتدى للثقافة والاعلام...
و في هذا السياق انتظم ببيت الشعر بالقيروان لقاء احتفائي بالشاعر و عمله الجديد و ذلك في أمسية رائقة يوم السبت 27 افريل2019 راوحت بين كلمات الضيوف عن الشاعر و تجربته و التكريم و حفل التوقيع و قراءات شعرية للشاعر المحتفى به ..

أمسية حفل توقيع ديوان الشاعر عيدي الهمامي في بيت الشعر في القيروان استهلت بكلمة ترحيبية و تقديمية للقاء من قبل مديرة البيت الشاعرة جميلة الماجري التي رحبت بالضيوف مشيرة الى حميمية اللقاء من خلال الاحتفاء بالشاعر الهمامي لمناسبة صددور عمله الشعري الجديد .. و تتالت مداخلات و كلمات الشعراء و الكتاب بشأن تجربة الشاعر العيدي الهمامي بعد مداخلة الشاعر المنصف الوهايبي الذي تولى التقديم والتعريف بتجربة المحتفى به وطرح عديد الإشكاليات التي تثيرها عديد التجارب الشعرية عموما ..كما كانت الشهادات متعددة من قبل أصدقاء الشاعر ثم كانت الفسحة المفتوحة للشاعر العيدي الهمامي عبر قراءات من ديوانه وصولا الى حفل التوقيع بحضور عديد الوجوه الأدبية والفكرية في أمسية لطيفة ...

شاعر و قصائد و ديوان جديد في طريق الشعر العالية و في مسيرة الشعر الباذخة وفق تلوينات متعددة و من نصوص الشاعر هذ الطقس الشعري :

"...واقفا يودع رفاقا أعداء كانوا اخوة الأمس ،
جماعة الأمس واليوم يتساقطون مثل حبات سبحة نخرة
جذع نخلة هاوية بشط/ الجريد / ،
شجرة زيتون عمرت قرونا وداهمها سن اليأس/ بالساحل/
كلما أينعت قيل هي لا شرقية ولا غربية
يضيئ زيتها على الهنود الحمر ومتساكني الألسكا ،
كرمة تيبس عودها /بالوطن القبلي /
لم تبلغ حباتها المعصرة
ولم يتذوق عصيرها/زبراط/ ،
سنبلة أكل الطير حباتها ولم تنضج بالحقول
مواسم المطر
وثورة الأودية /بالشمال / ،
حصاد الدواميس لا يرى الشمس
جبال تضج بحمولتها
و/جنوب/ كالحمار يحمل الأثقال
كلما توقف يعاجله راكبه بالسوط ..
( ::: )
مائدة يوغرطة
العاصفة تتجمع
والبراكين اشارات مشفرة
لم يشر لها كهنة المعبد
ولا سحرة الفرعون الصغير
ومعهد الأرصاد الجوية تتخطاه الأحداث...".

هكذا هو الشاعر الهمامي.. يمضي في دروب الشعر تأخذه الكلمات الى رحابها و تعرفه الأمكنة في الحل و الترحال..من عطور القيروان البهية لمعت له نجمتان...

حول الموقع

سام برس