بقلم/ دعاء القادري
ينتسب اشراف ال العمودي الي كبار علماء ومشايخ حضرموت الصوفية وياتي في مقدمة الصفوف الشيخ العلامة سعيد بن عيسى العمودي المتوفي ٦٧١ هجرية الذي أسس لأسرته نفوذًا روحيًا وزعامة دينية في وادي دوعن، والتي تحولت إلى دولة سياسية حكمت دوعن لفترة من الزمن ، وبه اشتهرت بلدة قيدون.

وقد سلك طريق أهل التصوف وأصبح رمزًا من أعلامهم في القرن السابع الهجري ، وكل من زاره صافحه أو صافح كان من أهل الجنة واشتهر بالعشق الالهي للصلاة ولهذا لقب بعمود الدين وشرعيا الصلاة عمود الدين فسميت هذه السلالة الزاهدة بالعمودي ولما كانت لها من سمعة طيبة ومكانة عظيمة في سائر ارجاء حضرموت وشرق دول اسيا وافريقيا فكان العلامة الصوفي العمودي يقول " طريق الصوفية طريقُ مُحقِّقِين وطريقُ مُجْتَهِدِين. فأمَّا طريقُ المُحقِّقِين فهَجْرُ الخلائق، وقَطْعُ العلائق، والاجتهادُ في خدمة المَلِكِ الخالق. وأمَّا طريقُ المُجْتَهِدِين فالصِيامُ والقيامُ، وتَرْكُ الآثام " .


وعندما اقام ال العمودي عاصمة دولتهم في دوعن ظل الشيخ عبدالله بن عثمان بن سعيد العمودي علي علاقة موالاة مع الائمة الزيديين في اليمن وهكذا استمر ال العمودي علي وفاق للامام طيلة فترة حكمهم السياسي والديني ففي سنة ١٠٧٠ هجرية ١٦٥٩ م عقد الامام في صنعاء ولاية رسمية بناء علي طلب ال العمودي حينداك ولما غزا جيش الامام حضرموت في العام نفسه بقيادة الصفي احمد بن حسين الحيمي في عهد الامام المتوكل اسماعيل بن القاسم قدم الشيخ عبدالله بن عثمان بن سعيد العمودي المواد الغدائية ووسائل النقل من جمال وحمير للجيش الامامي الزيدي الزاحف علي ال كثير في وادي حضرموت وهذه وقائع تاريخية مسلمة ذكرت في كتب التاريخ بدويلات القديمة السابقة

عندما اتي امر الله بمجئ شخصية محترمة من هذه السلالة المباركة الي صنعاء وهو المستشار السياسي والاقتصادي. د محمد العمودي حيث تم الزج به حاليا في سجن الامن السياسي منذ خامس من نوفمبر ٢٠١٦ اي ما يقارب الان من السنتين والنصف ولانها كانت مشيئة الله المولي يمتحن عباده الصالحين الحامديين في هذا بلاء العظيم في اقبية ظلم اهل القربي والمودة وحق ابن السبيل المسافر في ارض الله الامان والاطمئنان علي روحه وممتلكاته الخاصة التي معه و العمودي ضد العدوان والحصار والحرب بوكالة عن الدول التي تراعي فقط مصالحها في بيع السلاح اي مكسب سياسي سوف ياتي من انسان كان مسافرا قادما بمحض ارداته الي طرف يراه فقط غريما لا غير .

العمودي رجل متصوفا ودودا ومتوكلا علي الله في حياته الدنيوية لهذا جاء الي صنعاء و من اراد به سوء فلا يلقي الا غضب من الله ولو بعد حين لان الله حسبه وهو يتولي اولياءه الصالحين المسالمين الذين نشروا الاسلام في كل مكان بالاخلاقهم الزكية ولم يعرف عنهم في اي بلد انهم قوم يتصفوا بالقوة والعنف وانما بالصدق والامانة لله دركم ياحضارم اينما رحلتم فرشتم الارض جنة وحريرا .

وعليه ما نرجو منكم ونتوسل اليكم بعد هذه معاناة والانتظار الطويل هو الغاء مظاهر التشدد والحرمان التي تتعلق بظروف اعتقال ابن حضرموت وليكن احتراما وتقديرا الي ال العمودى وحق العلاقة الطيبة العميقة في جذور التاريخ القديم واعطاءه الحق في رؤيتي ولو لدقائق معدودة ونعرف جيدا ان قضية العمودي قضية سياسية زمنية ولكنها ليست قضية سياسية ثابتة لان السياسة في تغير مستمر وتبقي العلاقات الاخوية والتاريخ الديني المشترك هو الباقي الازلي ولهذا سيظل املنا كبير بالله العلي العظيم و السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي وعلاقته الطبية مع علماء واشراف وقبائل حضرموت والتي سوف تستمر مع مرور السنيين وخير دليل علي كلامي هو برقية العزاء التي ارسلها السيد في استشهاد الامام الصوفي عباد بن سميط امام جامع المحضار في تريم التي عبر فيها عن مواساته العميقة ومشاعر حزنه الفياضة للمصاب الذي اصاب حضرموت كلها في مقتل للفاجعة الاليمة .

حول الموقع

سام برس