بقلم/ فاطمة عبدالله خليل
لا يمكن لمراقب إلا الإقرار أن ساحة الصراع في ليبيا ما هي إلا امتداد لصراعات كبرى بين قوى إقليمية ودولية، نقلت خلافاتها السياسية والاقتصادية والاستراتيجية إلى أرض جديدة بعد أن كانت الأراضي السورية هي مسرح تلك الصراعات.

وقد أصبحت ليبيا اليوم ساحة حرب لأجندات وإرادات خارجية أكثر منها حرباً بأيدي ليبية، فقد نشأت الثورة بسوريا، كجزء من موجة الربيع العربي 2011، بسبب استياء جماعات المعارضة من حكومة الأسد، وقد تصاعدت إلى نزاع مسلح بعد قيام قوات الأسد بقمع الثورة مدعومة من حلفائها روسيا وإيران وحزب الله وفصائل شيعية من كل حدب وصوب.

أما جماعات المعارضة المسلحة، فقد تدخلت بلدان عدة من المنطقة ومن خارجها لدعمها إما بالمشاركة العسكرية المباشرة، أو بتقديم الدعم إلى فصيل مسلح واحد أو أكثر. كما دعمت الثورة دول الخليج وتركيا وفرنسا وأمريكا ودول أوروبية عدة. ثم انشقت بعض فصائل المعارضة السورية عن داعميها أو توقف الداعمون من أنفسهم عن دعم الثورة، لكن المؤكد هو التدخل الدولي في سوريا.

وفي ليبيا نجد نفس السيناريو يتكرر، فقد خرجت الثورة بعد مظاهرة في مدينة بنغازي يوم 15 فبراير 2011، ثم لم تتوقف حتى مقتل القذافي 20 أكتوبر 2011، ثم تولى المجلس الوطني الانتقالي الحكم مؤقتاً وحصل على الاعتراف الدبلوماسي من قبل 105 دول والأمم المتحدة والجامعة العربية والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي، لكن أعمال العنف استمرت حتى اليوم.

السيناريو المتكرر يدل على أن من لم يحسموا صراعهم في سوريا ذهبوا ليحسموه في ليبيا، فقد أعلنت تركيا مثلاً عن دعمها لحكومة «الوفاق» الليبية، المعترف بها دولياً، ويدعمها في هذا حلف قطري تركي، وغريمهم دول خليجية كانت غريماً لهم في سوريا. وفي مواجهة هذين الحلفين، هناك الصراع الفرنسي الإيطالي، بجانب الأجندة الروسية المتعاكسة مع الأجندة الأمريكية.

وحين استرجاع ما سبق نجد أنها نفس القوى الإقليمية والدولية التي تصارعت في سوريا، إذ باتت ليبيا تشكل مسرحاً لسيناريوهات مظلمة تستهدف أمن المنطقة.

* اختلاج النبض:

فشل مجلس الأمن في الوصول لوقف الصراع مكتفياً بمشروع بيان، يجعلنا أمام سؤال صعب، وهو «ما هي الدولة العربية المرشحة لتكون أرض معركة لحسم صراع القوى الإقليمية والدولية حين يفشلون في حسم صراعاتهم في ليبيا كما فشلوا في سوريا؟!».

fatima.a.khalil@gmail.

نقلاً عن الوطن

حول الموقع

سام برس