بقلم/ دينا شرف الدين
ونحن على مشارف انتصاف أيام وليالى شهر رمضان الكريم، شهر الخير والإحسان والصوم ليس فقط عن الطعام والشراب ولكن عن كل ما هو خبيث من خُلُق وقول وفعل، أعاده الله عليكم وعلى مصر الحبيبة بكل الخير والرخاء والأمن والسلام .

ولكن فى ظل تلك الأجواء الروحانية التى يتسم بها شهر رمضان المبارك، وبقدر ما يتسارع المصريون جميعاً فى فعل الخيرات هناك أيضاً من يسنون أسنانهم ليتسارعون فى امتصاص أكبر قدر من دمائهم واستغلال حاجتهم الملحة للسلع الغذائية والمشروبات والحلويات، وغيرها من عادات الشهر الكريم وطقوسه .

فبقدر هذا الخير الوفير هناك شرٌ مستطير نابع من جشع التجار الذين امتلأت قلوبهم بالطمع وانتُزعت منها الشفقة والرحمة بشعبٍ يعانى الأمرين، ولا ينقصه مزيداً من المعاناة على يد من لا تعرف قلوبهم الشعور بحاجة الآخرين ولا يعلون إلا مصالحهم ومكاسبهم الشخصية، ولو على حساب أنات إخوانهم بالدين والأرض .

إذن عزيزى المستهلك يجب عليك أن تتصدى بقوة لكل من يستغل حاجتك ويتلاعب بقوت أولادك، ويكدس مزيداً من المكاسب على حساب معاناتك التى لا يقيم لها أى وزن، حتى وإن كنت مقتدراً مادياً لا يضيرك ما يحدث فى مثل تلك المناسبات من ارتفاع غير منطقى لأسعار أى شىء يقبل عليه المستهلك، فلم لا تفكر بأخيك المتضرر الذى لا يقو على تحمل هذا الجنون الناتج عن جشع هؤلاء والذى قد تحوله تلك الفروق بالأسعار من متحمل لها بالكاد إلى آخر بحق محتاج.
وفى النهاية لا يسع هذا أو ذاك سوى المزيد من العويل والشكوى غير المنقطعة من عدم حماية الدولة له وعدم فعالية جهاز حماية المستهلك.

إذن عليك أن تبدأ بنفسك، فتحاسبها على سلبيتها وتواكلها، هل تنتظر أن يحميك جهاز حماية المستهلك دون أن تتعاون معه وتدله على هذا الذى يستغلك؟ هل فكر أحد منا أن يبلغ عن كل من يغالى بالأسعار يوميا دون أدنى منطق من خلال الأرقام التى نراها على شاشات التليفزيون باستمرار؟
فما زالت هناك متاجر لبيع المواد التموينية الخاصة ببطاقات التموين والتى تخفى السلع الأساسية مثل الزيت والسكر والأرز، لبيعها بسعر السوق للمواطنين الذين يرون بأم أعينهم عربات محملة بها، ثم بعد ذلك ينكر البائع وجودها!.

نحن شعب مستهلك بطبعه دائم الشكوى، ساكت عن الحق، مُفرّط فى حقه وحق وطنه عليه، فإن قام كل مواطن بدوره فى محاربة الفساد والإبلاغ عن اللصوص والمفسدين ستتمكن الدولة من قطع مسافات طويلة جداً فى طريق القضاء عليهم، وستنصلح أحوال البلاد بمشاركة فعلية من كل مصرى ومصرية .

عزيزى المصرى الغاضب لا تنتظر أن يحميك جهاز حماية المستهلك، فعليك أن تحمى نفسك ووطنك بنفسك.

نقلاً عن اليوم السابع

حول الموقع

سام برس