بقلم/ احمد الشاوش
ما أجمل القصص وأروع الاحداث التي جسدها لنا المولى عز وجل في القرآن الكريم ، وما أبدع الامثال والعبر والدروس التي ساقها لنا مخاطباً العقل والقلب والجوارح ، منذ السليقة الأولى بخلق الملائكة وقصة آدم وحواء وتسخير لغة التواصل وغرور ابليس ومأساة هابيل وقابل وجبروت ماجوج وياجوج وعظمة ذو القرنين وقصص الأنبياء والرسل والحكماء ووصف الجنة وثمارها وانهارها وحريرها وبنات الحور والفردوس للمتقين ، وتسليط الرياح والعواصف والبراكين والزلازل وجهنم للمخالفين ، وغيرها من جنود الله سبحانه وتعالى.

ومن تلك القصص الرائعة والمؤثرة التي أبهرتنا ، قصة يوسف عليه السلام وكيد أخوته وحزن أبيه ومراودة امرأة العزيز له واشرافه على خزائن الأرض ، ومعجزة ميلاد عيسى وجذع النخلة والرطب الهني وكلامه في المهد واتهام مريم العذراء العفيفة بالسوء والبغي وحوارها مع قومها واجابة عيسى القاطعة للألسن " اني عبد الله أتاني الكتاب وجعلني نبيا" وخوف أم موسى ورميه في البحر وتتبع اخته له والتقاط عائلة الطاغية فرعون له ليكون أنيساً والعناية الإلهية بإرجاعه الى حضن أمة لإرضاعه واغراق فرعون والانتقام من هامان ونجاة ابراهيم وتحول النار الى برداً وسلاماً وطاعة اسمعيل لأبيه و صبر أيوب وحكمة لقمان ووصاياه وعلم داوود وسليمان ونجاة نوح من قومه ويونس من بطن الحوت واصطفاء إسحاق ويعقوب والسلام على إل ياسين .

ولا أجمل وأبدع واعظم من حديث النمل في قولها "يا أيها النمل أدخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون" وتبسم سليمان ومعجزة النحل ولا أشد وأقسى من عذاب عاد وثمود وقوم لوط وصالح وقارون وشعيب وأصحاب الجنة بالرياح العاصفة والاعاصير والصواعق والصيحات الهالكة وأمطار الحجارة التي حولت بيوتهم وقراهم ومدنهم الى اعجاز نخل خاوية كالأطلال ،، نتيجة فساد وغرور وطغيان وجبروت وكفر البعض .

ومن القصص الجميلة والدروس العظيمة التي ساقها القرآن الكريمة قصة " هدهد" سليمان الذي جاءه بنبأ عظيم ودعوتها وقومها الى الإسلام وتمتع بلقيس بالعقل والرشد والحكمة واختبارها لسليمان عليه السلام بالهدايا ورفض سليمان والتشاور مع قومها واحضار جندياً من الجن عرشها قبل ان يرتد طرف سليمان عليه السلام وتنكير العرش وحكمتها في الاهتداء الى الحق والدخول في الإسلام وحديثها عن فساد الملوك ،مؤسسة أول شورى في العالم .

ومن بديع القصص والتصوير القرآني، مازلنا وسنظل نتذكر قصة أصحاب الكهف والرقيم أولئك الفتية الذين آمنوا بربهم وزادهم الله هدى وتوكلوا عليه وفروا بدينهم من طغيان قومهم وجبروت حكامهم الى جبل عالي يعصمهم وكتبوا قصتهم على اللوح وجسدوا فيها أبلغ صور البطولة ودرجات الايمان ، والتضحية والفداء ، ضاربين أروع الأمثلة في المعاناة والصبر ودفع الأذى في سبيل النجاة بدينهم وعدم أغواهم بعبادة الاصنام والاوثان، بينما اليوم يبيع المرء دينه بشظف من العيش ، والقادة والسياسيون ورجال الدين والمثقفين بالريال والدولار.

وبذلك العقل الراجح والفكر الثاقب والتربية العطرة والثقة بالنفس والتحرر من الجمود والخوف وتقديس الجيف يُحقق الانسان هدفه النبيل ورسالته السامية ، وعلينا استلهام الدروس والعبر من آيات القرآن ووقائع الدهر وحياة الأمم والشعوب ، فهل نستفيد من تلك القصص والاخبار العظيمة والامثلة البديعة التي ضرب الله بها مثلاً لنزداد ايماناً .. أملنا كبير.
Shawish22@gmail.com

حول الموقع

سام برس