بقلم/ محمد عايش
الانجاز الوحید للشرعیة، منذ بدایة الحرب، والمتمثل في تعیین كفاءة اقتصادیة كبیرة ومھمة مثل معیاد على رأس البنك المركزي؛ ھو الآن انجاز على وشك الانھیار.

والسبب تمسك "الإصلاح" بدویلتھ الطفیلیة، الدویلة التي شرع ببنائھا داخل الدولة من اللحظة الأولى لھذه الحرب الكارثیة.

یرفض الإصلاح ربط فرع البنك المركزي في مأرب بالبنك الأم، ولأن موقفھ ھذا بمثابة إصرار على السطو المسلح الذي ینفذه بحق المال العام في مأرب منذ أربع سنوات؛ فقد شرع في الذود عن ھذا السطو عبر حملة تشھیر وتحریض واسعة بحق معیاد، ما أدى بالأخیر، الیوم، إلى إصدار بیان التلویح بالاستقالة.

لا أعتقد أن الرجل سینفذ ما ّ لوح بھ، فالمجتمع الدولي الذي دعم، بقوة، وصولھ إلى رئاسةالبنك، لن یتخلى عنھ بسھولة، خصوصا وأن المھمة التي جاء لأجلھا لم تنفذ كلیاً.

التخلص من الفساد في البنك المركزي، وتوحیده، وتثبیت العملة، وتأمین قدرة البنك على دعم استیراد الغذاء والسلع الأساسیة (وقد نجح معیاد لحد ما في الھدف الأول حین اوقفالمرتبات والمكافآت المبالغ فیھا لقیادة البنك، وفي الھدف الثالث حین حد من الانھیارالمتسارع للریال الیمني وفي الھدف الرابع بتأمینھ للاعتمادات المالیة لتجار الاستیراد،وبقیت المھة الأكبر وھي "التوحید").

العالم لیس مغفلاً ، وحملات "الإخوان" قد تنطلي على جمھورھم، لكنھا لا تخدع أحدا خارج ھذه الدائرة، فالمطلوب لكل الیمنیین، ومن خلفھم العالم، ھو تفادي كارثة الاقتصاد المحدقة بالبلد، والخطوة الأولى توحید البنك، وربط جمیع فروعھ بھ ابتداء من فرع مأرب.

العالم غیر المغفل ھو عالم غیر أعمى أیضا، فھو یراقب جیدا أین تذھب ملیارات النفط في مأرب وكم نصیب الإرھاب والجماعات الإرھابیة منھا.

لذلك فإن من مصلحة الإصلاح رفع یده عن أموال الناس ومؤسساتھم الاقتصادیة طالما ھو غیر قادر أساسا على الخروج من بیت الزجاج الذي یسكنھ.

الحملات الإعلامیة التي تطال كل مسؤول خارج فلك "الإخوان"؛ قد تكون نجحت في إقصاء محافظ تعز المحترم أمین محمود لكنھا لن تفلح مع آخرین، خصوصا أن ما على المحك ھنا ھو المستقبل الاقتصادي للبلاد برمتھ.

* من صفحة الكاتب بالفیسبوك

حول الموقع

سام برس